Share Button

بقلم الكاتبة منى خليل

عندما أصيب رأفت بالأحباط ممن خذلوه من الأهل والاصدقاء والأحباب إتخذ من البيت مأوى ومن الجدران ملجأ وإكتفي وفضل العزلة عن كل شيء حتى الأشياء التي كانت تسعده وحده .. كالذهاب الي برج القاهرة والنظر من فوقه ليري كل شيء بهذا العالم من ضألة . فهو تعود أن يصطحب كل أحزانه ويرتفع إلي هذا المكان الشاهق بها ليلقيها خارج صدره وجسده النحيل الذي لا يقوي علي حمل نفسه . ويلقي بأحزانه وخسارته ببعض البشر من هذا البرج الشاهق. معلناً أمامه . قاسماً أمام الله وهذه السموات القريبة أنه تائباً عائداً خالصاً متخلصاً من كل شيء أتعبه . . ويجلس يستريح وقد تخلص من كل هذه الأحزان . ويرى مرة أخرى وهو خفيف الوزن هادئ النفس . كل شيء من جديد من فوق هذا البرج . كل شيء يصير ضئيلاً بعيداً حتي أحزانه التي ألقاها.. ولكن في هذه المرة إشتد الخذلان وكثرت الأحزان وثقلت نفسه . كانت اثقل بأن يذهب ويرتفع بها الي هذا البرج الشاهق ويشكو ويلقيها . إختار في هذه المرة جدران البيت للشكوى .. وجلس عند هذا الركن المفضل بعد أن طالت العزلة وقلت اللذة . أنه ركن مكتبته المشرقة . وجد كتابا قد اشتراه منذ فترة ولم يحاول قرأته بسبب إنشغاله بهمومه بالحياة . إسمه ( حب الانبياء وغدر البشر ) وقرأ منه أول السطور وجذبته الكلمات وهو يحكي أن الله أحب العباد وبعث لهم الانبياء للصلاح والإصلاح ومعرفة الله وفضله عليهم وكيف عاشت أقوام بخير وسعادة في عبادة الله وكان المطلوب بسيط من عبادة وشكر أمام خير كبير من رب عظيم رحيم لا يحتاج شيء غير الطاعة وهو غني عنها أيضاً ورغم كل ذلك جحد البشر ولم يكتفوا بل قتلوا الأنبياء . توقف قليلاً وبدأ أن يستعيد نفسه ويراجع مابه من يأس وقنوط ويستغفر كثيرا علي هذه العزلة التي أصابته من شيطان رجيم وقرر أن يذهب إلي البرج لإزاحة وإزالة الهموم والتعهد أمام الله بالحياة الجديدة و لكن في هذه المرة سوف يكون العهد مختلفاً وهنا بالبرج الكبير الذي نظر إلي كل شيء أمامه صغيرا ضئيلاً . تخلص من كل أحزانه . وشعر أنه أخف وزناً ونظر للسماء ولكن كانت ليلية لامعة وتعهد أمام الله بعدم الإنزواء والاكتئاب المتلاحق والتوقف عن الحياة وإنه بإنتظار كل المنغصات من الحياة ولكن الآن بسلام . لأن الحياة لن تخلو من المنغصات وكثير من الشر وإبتسم بكل رضا إلي صفحة السماء اللامعة وتذكر كلمات كتاب ( حب الانبياء وغدر البشر ) أن حتي الله صاحب هذا الكون العظيم حتي هذه اللحظة لم يسلم من جحود البشر فتري كثيرا من الملحدين وغير مؤمنين بوجوده العظيم ماذا عني أنا يا انسان ضعيف أن أحزن

L’image contient peut-être : 1 personne, selfie et gros plan

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *