Share Button

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى

إّذا سألنا أنفسنا سؤال كيف وصل بنا الحال الى حب إشاعة الفاحشه فسوف يكون الرد هو إما أن يكون بالرغبة والتمني أن تنتشر الفواحش في المجتمع المسلم، والقيام بشكل فعلي في الإسهام في نشر الفاحشة من خلال الترويج للإباحية والخلاعة، وهدم القيم الإسلامية المتأصلة في كل الشرائع السماوية.

وما أكثر ذلك الان سواء بالفكرة وحسب؛ أم بالفكرة والصورة معاً؛ أومن خلال ما هو أكثر من ذلك ويمكن أن يكون حب إشاعة الفاحشة كذلك من خلال استخدام أسلوب الترويج للفضائح سواء كان ذلك عن طريق تتبع عورات الناس، وخاصة الشخصيات التي تحتل مكانة في النفوس، ويكون الهدف في هذه الحالة هو زعزعة القيم أكثر منها هز صورة شخص بعينه؛ وإنما المراد هو نشر الفساد عن طريق اقتداء العامة بتلك الشخصيات سواء كانت تلك الفضائح حقيقية أم مجرد اختلاق …

لأن الهدف الحقيقي في النهاية هو زلزلة الصرح الأخلاقي في المجتمع المسلم. وإذا كان السياق الذي وردت فيه الآية الكريمة يشير إلى فاحشة الزنا تحديداً؛ فإن الفكرة ذاتها يمكن أن تنسحب على سائر الذنوب وخاصة الكبائر بما فيها الذنب الأعظم وهو الكفر- والعياذ بالله- فاستضافة شخص يُدعَى علمه عبر أي وسيلة إعلامية ليتحدث عن أفكاره الإلحادية أو المصادمة للثوابت أو للشريعة هو إشاعة لأفحش الفواحش؛ ومثلها محاولة الدعاية لأي إصدار يتضمن مثل هذه الأفكار المناهضة للدين حتي ولو بأسلوب خبيث مستتر.

ثم تختلف إشاعة الفاحشة بعد ذلك كماً وكيفاً.. فمحاولة وصم أي شخص بعينه بفعل مذموم؛ ثم إشاعة هذا الأمر حتى في نطاق أضيق الدوائر؛ يُعَدّ نوعاً من إشاعة الفاحشة، وكلما كان الظن به حسن؛ كان الذنب أكبر..

والمتوقع أن الحكم ينسحب على كل أحد مادامت له حرمة في الإسلام؛ فمجرد نسب خلق الكذب أو النفاق أو الرياء إلى شخص ما دونما حاجة إلى ذلك؛ فالأمر لا يتوقف عند كونه غيبة فحسب- وإن كانت من الكبائركذلك – وإنما يتعداه لنشر الرذائل بخلاف الظن الشائع بأن الأمر هين ولايتجاوز التلفظ ببضع كلمات وينسى قوله تعالى:

” إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ” وكما ورد في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ» رواه البخارى

فالكلمة قد خرجت على أنها طعناً في نزاهة شخص، أو سمعة أسرة؛ فإنما هي في الواقع تهديد للمنظومة الأخلاقية كلها في المجتمع بأسره. وإن كان هذا لا يعني الاستهانة بالضررالحادث للواقع عليه القيل والقال.. فالستر على المسلم من أوجب الحقوق ..

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن سترَ مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ» رواه مسلم وأما النموذج الأكثر سوءاً -بعد المُجَاهِر بالكفر- في إشاعة الفاحشة هو المجاهر بالمعصية؛ لذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ ، فيقولَ : يا فلانُ ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا ، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ» رواه البخارى

فعلى المسلم أن يحتاط لنفسه؛ فلا يقول إلا خيراً، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ» رواه البخارى

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *