Share Button
ما يطفو على السطح قد لا يعكس ما تحويه الأعماق
كتب // وائل عباس
كانت محطة مجلس الأمن من أهم المحطات التى يجب أن يمر بها قطار الديبلوماسية المصرية فى رحلته نحو هدف الدولة المصرية فى حشد أكبر تأييد دولى إذا ما أقدمت على اى خطوة عسكرية تجاه ما يسمى بسد النهضة .
وربما تكون المحطة الأهم على الأطلاق والتى أجلت لنا العدو من الحبيب . والحليف والمستحلف به . والدول التى تقف على الحياد أو تتصيد مثل تلك الأزمات . وأهمية التكتلات الأممية فى التأثير على قرارات الأسرة الدولية .
وملخص ذلك كله في جملة واحدة ( تبنى العلاقات الدولية على المصالح بين الدول ) . ولم تفاجئنا تلك المواقف ولم نستغرب لها فالسياسة المصرية سياسة واعية ولها تاريخ مسبق فى مثل هذه الأحداث . باستثناء موقف واحد قد فاجأ الجميع وخاصة الشعب المصري . إلا وهو الموقف الروسى الذى أعلنها صراحة فى مجلس الأمن وهو ضد أستخدام أو التلويح بالقوة العسكرية . وكان الشعب المصري عامة يوقن أن روسيا حليف قوى ومساند للدولة المصرية فأثار الموقف الروسى حفيظة كل من ينحاز إلى الروس من الشعب المصري نكاية فى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول الغربية . ثم تبع الموقف الروسى ما أعلنته وزيرة الدفاع الأثيوبية من أنتهاء اللجنة العسكرية المشتركة بين أثيوبيا وروسيا وقد شكرت الجانب الروسي على التعاون مع الحكومة ضد ثوار التيجراي والدعم الروسى الذى ساهم في فوز الحزب الحاكم في الإنتخابات برئاسة ( آبى أحمد ) وأخيرا على موقفه فى الهيئة الأممية المناهض لأستخدام القوة ضد بلادها . ومن هنا يكون الموقف الروسى يقف على الضد المباشر فى مواجهة الدولة المصرية . وطالب الإعلام المصري بأتخاذ إجراءات ضد الجانب الروسي بل رأى معظمهم أن أجتماع السيد وزير الخارجية المصري مع أمين عام حلف الناتو قد يكون هو الرد على الجانب الروسي . ثم مناورات الحلف والتى يشترك فيها الجانب المصري مع الحلف فى البحر الأسود بداية الأصطفاف على الخط المضاد .
أما تحليلى المتواضع والذى ربما تجليه حقيقة الأيام القادمة فهو عكس ذلك تماما .
فالجانب الروسى وخاصة الرئيس ( فلاديمير بوتين ) هو أحد الداعمين والمساندين بقوة لسيادة الرئيس ( عبدالفتاح السيسي ) منذ كان وزير دفاع حتى الآن . وهو من دعم القوات المسلحة المصرية بأحدث الأسلحة وخاصة الطائرات السوخوى . فى تحد واضح للإدارة الأمريكية وهو ما حقق تقدما وتفوقا لقواتنا الجوية ولقواتنا المسلحة ناهيك عن الأسلحة الأخرى . فأن لم تكن مصر حليفا . فيكفيها أن تكون أقوى زبائن السلاح الروسى .ثم إن موقف مصر المساند لروسيا فى دعم استقرار سوريا وعدم أنهيار النظام الحاكم هناك والذى سبب أزمة في العلاقات بين مصر والسعودية أنذاك . لن ينساه بل يقدره الجانب الروسي ويعلم تماما مع من تكون المصلحة فى المنطقة ومن يثبت أقدام الروس فى الشرق الأوسط ويوازن من القوى العالمية فى تلك المنطقة . أضف إلى ذلك ليبيا وأهميتها بالنسبة للروس وعلمهم التام بكيفية سيطرة الجانب المصري على قدر كبير من مقدرات الأمور هناك . ويجب أن لا ننسى موقع مصر الجغرافي وسيطرتها على معظم أجزاء البحر الاحمر هى والسودان والسعودية وتحكمهم فى مضيق باب المندب هناك . ولا تنسى ما سيطرت عليه مصر في البحر المتوسط والثروة التى هناك من قوة هائلة لحقول الغاز تجعل من مصر وروسيا قوة مسيطرة على مستوى العالم . وقناة السويس التى تربط بين العالم وتحمل معظم تجارته من الشرق ومن الغرب . وقوة مصر الأحترافية والعسكرية في المنطقة وعلى مستوى العالم . كل هذا بالمقارنة بدولة لا تملك سوى أراض زراعية وليس لها منافذ بحرية ولا قوة عسكرية تحسب لها كأثيوبيا . أعتقد أن الجانب الروسي ليس بهذا البله السياسى ولا الجهل التاريخى ويعلم جيدا مع من تكون المصلحة .
أن الأعماق تخفى الكثير والكثير وهذا ما ستظهره الأحداث وتجليه الأيام . بل أعتقد أنها مناورة متفق عليها مسبقا بين الجانبين لجعل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تأخذ موقف الضد من الجانب الروسي أو على الأقل موقف الحياد من تلك الأزمة لكسب ود الدولة المصرية والتقارب إليها كما كان الحال في السابق فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد أن أصبحت مصر ذات سيادة وقرار وخرجت من التبعية الأمريكية .
وهذا ما حدث فعلا فقد أيدت دول الإتحاد الأوروبي موقف مصر ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية على الحياد من جميع الأطراف .
بل ستكون المفاجئة القادمة إذا أقدمنا على ضرب السد أن يكون الجانب الروسي هو أول الداعمين للدولة المصرية والسند البارز في مجلس الامن لاحقا .
هذا ما أتوقعه وأراه مناسبا لما مرت بها العلاقات بين البلدين منذ تولى السيد الرئيس // عبدالفتاح السيسي … مقاليد الأمور في مصر . أما غير ذلك فلا يصح ولا يعقل .
لنرى ما ستسفر عليه الأحداث في الأيام القادمة وأدعو الله أن يحفظ مصر رئيسا وجيشا وشعبا
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *