مقبرة العلاقات

الشاعر والكاتب محمد يوسف
عن فلسفة الخيانة
الخيانة هي كلُ خرقٍ أو انتهاكٍ لميثاقٍ أو عهدٍ معلنٍ أو مفترض. أو هي نقض لثقة وضعها أحدُهم في آخر.
الخيانة تحدث غالباً دون سبب أو دافع سوى عيب واضطراب في سلوك شخص وأخلاقه ومبادئه، وهنا نتحدث عن أغرب ما في الخيانة من سمات.
أولاً: أغرب ما في الخيانة أنها تختلف باختلاف مدى الثقة التي وضعها أحدُهم في الآخر. فإذا كانت الثقة عظيمة والعلاقة أكثر قداسة كان الخيانة موجعة وقاسية عن غيرها
ثانياً: تختلف الخيانة نوعاً وحجماً باختلاف نوع العلاقة وقدرها.وهنا نستعرض بعضاً من أنواع الخيانة:
أولاً: الخيانة الزوجية وهي أشد وأقسى أنواع الخيانة تحدث غالباً حين يبدأ أحد الطرفين في النظر لغير شريكه نظرة بها إعجاب أو حب وتحدث أحياناً بمجرد أحاديث مطولة وخاصة مع أحد الأصدقاء أو الزملاء أو الأقارب، وتتطرق لبعض المزاح ثم بعض الأحاديث الخاصة، الغريب هنا هو اعتقاد الخائن بأنها أمور عادية تحدث بحكم الزمالة أو الصداقة أو الأخوة. لكن الحقيقة هنا أن طالما هذا الشخص تميز عن غيره واختصه دون غيره بذلك فهو هنا على أول طريق الخيانة، فلا يحق لزوج أن يتخذ صديقة بشكل خاص لأن هذه العلاقة حتماً آثمة وغالباً ما تتحول إلى حب حتى لو غير معلن. السر هنا يكمن في كونها غير مباركة من الطرف الثاني وتحدث غالباً في السر خاصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. لو كانت خيراً ما تعمد الطرفان إخفاءها.
ثانياً: خيانة الصداقة، وهي الأكثر شيوعاً لكنها تختلف اختلافاً تاماً عن الخيانة الزوجية فهي لا تحدث بوجود شريك. فالشراكة ليست من مواثيق وعهود الصداقة، فلكل منا الحق بأن يتخذ أي عدد من الصداقات. خيانة الصداقة تحدث حين يغتاب الصديق صديقه أو يصنع وقيعة بينه وبين آخر، كما تحدث خيانة الصداقة إذا امتنع أحدهم عن دعم صديقه عند حاجته حتى وإن لم يطلب ذلك.
ثالثاً: خيانة الأمانة، ولها أشكال كثيرة سنتحدث فقط عن الخيانة في العمل، تحدث من الموظف إذا أخل بميثاق العمل أو تقاعس عامداً عن أداء عمله أو أخرج أسرار العمل دون حق.
الخلاصة: الخيانة سهم تشتد قساوته وفتكه كلما كان من قريب أو من ذي ثقة.
ومن هنا ندرك أن أفضل صفة يمكن أن يتحلى بها الإنسان هي الإخلاص والعكس صحيح. أسوأ الأشخاص على الإطلاق هو الشخص الخائن.
فالخيانة هي مقبرة العلاقات.