Share Button

بقلم / عادل أيوب
بِرَغمِ ما مَضىَ و ما بَينَكُما قَد جَرى …

و بِرَغمِ نيران الشّوقِ الّتي كادَت
أن تأكُل اليابِس و الأخضرَ
و بِرَغمِ لَيالي الهَوى
و بِرَغمِ ساعاتِ اللُّقى
و بِِالرّغمِ مِنَ الوُعودِ الّتي لا تُحصى
لا شَيئ بَينَكُما سَيَبقى …… لا شَيئٌ بَينَكُما سَيَبقى …..

و ستُنسى

و سَتَرى كُلَّ الدُّنيا ظلامٌ دامِسٌ و جَحيمٌ هالِك
سَتُنسَى يا وَلَدي سَتُنسَى
و سَتَلعَنَ أيّاماً
لحظاتً…
أشياءاً ….
أحلاماً قَد جَمَعَتكَ بِها

و سَتُنسى

تُنسَى كَأنَّكَ شَيئٌ عابِر رَحَلتَ فَلَم تَكُنْ .
و بَعدَ رَحيلُكَ سَتَحتَفِل …..
نعم…. سَتَحتَفِل !!
و كأنّكَ شيئاً في حَياتَها لَم يَكُن ……
فَما أنتَ إلّا عاشِقٌ أبكَم
فَلا تخجَل
ولا تَحزَنْ
ولا تَندَم عَلى لَيالٍ طالَ فيها السَّهر ….
ولا تَظِنُّ نفسَك في ذِكراها مُخَلّدٌ ….
فَماذا قَدّمتَ أنتَ لَها لِكَي لا تُنسى؟
لِتَكونَ ذِكرى للأبدِ و تَبقى؟؟؟
مَاذا قَدّمتَ لَها ؟
و أكبَرُ هَداياكَ كانَت قِطعَة حَلوى !!

قَدّمتَ لَها مِن المَشاعِر كل ما هو أروع !!
قدّمت لَها قَلباً صِادقاً لا يَخدَع !

حَتماً سَتُنسى….

فَكُلّ هَذا في عَصر المالِ لا يُسوى ……

كأنّك شَيئٌ لَم يَكُن تُنسى
و سَيَحتَفِلانِ مَعاً
و سَيرقُصانِ مَعاً …..
و سَيَتَبادلان القُبَل !!
و سَيصنَعانِ مِن جِراحِكَ مَعزوفَةٌ موسيقيّه هي الأجمل !!…
بَينَما أنت …..
بَينَما أنتَ مُلقى في المَنفَى

و سَتُنسى

سَتُنسى يا وَلدي سَتُنسى 😪
فَماذا كُنتَ أنتَ لَها ؟
أباً ؟
أخاً ؟
عاشِقاً مُتَيَّما !!

قَدّمتَ لَها كُلَّ جَميلٌ لَكِنّها لَم تَرضى !!
أعرِفُها …. أعرِفُها يا صَغيري أعرِفُها
فَهِي مِن عُشّاقِ المالِ و نَعيمُ الدُّنيا
لَكِنّكَ أنَتَ نَظيفُ القَلبِ
صاَدقُ المشاعِرُ و الوَعد
لا تؤذي عُصفوراً أو طِفلااا
فَحَتماً يا صَغيري سَتُنسَى

تُنسى… لَأنّكَ نَوعٌ…… مِن ألفُ قَرنٍ قَد إنتَهى

تُنسى كأنّك شَجَرة في أقصَى زَوايا حَديقَة مُختَبِئه .
أصابَها الجفافُ
ذَبُلَت
ثُمّ ماتَت
فَلا أحدٌ إفتَقَدها

كَذَلِك ستُنسى ….

تُنسى كَأنّك بَطَلةٌ في رِوايَةٍ ما …
أُؤتِمِنَت …. فَخانَت فَكانَت شَيئٌ عابِر فَهَكَذا هِيَ الأُنثى…
و سَتُنسى ..

تُنسى كَأنّما قَد كُنتَ لُعبَةً في يَدِّ طِفلَةٍ
فَلَمّا إنتَهَت مِنها
عَلي الأرضِ ألقَتها …
حطّمَتها … شَوّهَتها ….دَمَّرتها !!
فَنَسَتها !!!
و كَذَلِك تُنسى

تُنسى كأنّكَ شَيئٌ عابِر …
كَزَقزَقَةِ العَصافيرِ في الحَدائق
كبائعُ المناديلِ في الشّوارع
كأصواتِ المِياهِ في الشّلالاتِ و المَسابِح !
وَ بِرَغم كُلّ هذا سَتُنسى

تُنسى كَأنّك شيئٍ تافِهٌ لا تُذكَر
فَلا تأسَف و لا تَخجَل
و لا تحزن و لا تندم
فهذا حالُ الدنيا
الكُلُّ ….. الكُلُّ سَيُنسى ….

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *