Share Button

بقلم / زينب محمد

في أيام ليست بقليله من الزمن ،، كنت لا اعرف ما هو الجمال ،، وكنت لا أرى الشيئ الذي يحدثني البعض عنه انه جميل ،، لا أراه سوي مجرد نقاط متفرقه
فمثلا كنت اري ورقة الشجر أراها ورقة ممزقه وكان الشجره جافه مجرده من الأوراق والخضره

كم من مره سألت نفسي – – ماذا تعني هذه الشجره ولما تقف في مكانها صامده مع انها لا تؤدى وظيفه ولا تطرح غصنا ولازرعا ولا ازهارا ما فائدتها ؟

لكنها كانت مجرد اسئله لا يسمعها احد وبالتالي لم يرد عليََ اي شخص
وبمرور الوقت بدأت أبحث واتساءل – – – هل انا وحدي فقط الذي اراها هكذا جافه جرداء فقيره باليه ؟

واتضح لي أنني بالفعل كانت رؤيتي فريده ،، ولم يرى أحدا غيري ما أراه بالنسبه للجمال

فرؤيتي للاشياء كانت رؤيه خاطئه
و احيانا يكون العيب فينا ،، وقد تؤثر علينا طاقات سلبيه وتؤثر فينا وتغير نظرتنا للحياه ،، وتستحوذ على كل ما بداخلنا
فتجعلنا نرى الحياه وكأنها كلها تلونت بلون واحد
لون باهت أو لون غامق وكأنها تلقى بقماشة سوداء اللون على كل شيئ جميل

وتخفي عنا باقي الألوان الزاهيه الجميله

وتحجب عنا رؤية نور الشمس وجمالها

وكأن – – نيزكا – – نزل من الفضاء ودمر كل شيئ
وجعلنا لا نرى سوي الدمار والخراب وكان هذا النيزك – – – قتل الجسد واستولي على روح الجمال وصعد مرة أخرى

وقد إضطرني هذا الإحساس للجوء الي الأطباء
ولكن هالني واذهلني تشخيص الاطباء لحالتي

ف طبيب العيون / قال انه لا يعرف سببا لإختفاء الجمال من عيناي
وطبيب الأذن / قال ان سمعي سليم ولم يكن له يد في عدم سماعي صوت الموسيقى والفن الجميل

اما عن طبيب القلب / فقد أجزم انه لم يرى قلبا بصحة وحيوية ونشاط قلبي ،، وإن نبضه وتدفق الدم فيه يتحدثان بحروف لم يكن يفهمها ولكنها رائعه وصحتها جيده
وتعسر الأطباء في معرفة وتشخيص حالتي
واعلنوا استياءهم من شكواي الغير مبرره

ورغم كل هذه المأساه التي كنت اعيشها وحدي ،،
كنت دائما اسمع همس يهمس في اذني بصوت هادئ
و يحدثني – – إطمئني انت بخير

كانت هذه الكلمات تسعدني وتريحني ،، وتجعلني أكثر تمسكا بالأمل والثقه في الله ثم في نفسي

وذات يوم كنت انظر من زجاج شرفتي وهو مغلق – – فرايت حمامتان تطعم إحداهما الأخرى
مع انها كبيره وسليمه وتستطيع الاكل وحدها

والحمامة الأخرى تطاطئ راسها وتتقرب منها وتحاول ان تعبر عن شكرها ، وامتنانها لمن تطعمها

ذلك لإهتمامها بها ومراعاتها وتفضيلها عليها كي تسعدها وتحسسها بأنها قطعه منها وانها لم تقدر على الاستغناء عنها وكأنها تقول لها انها تكملها

علمتني هاتان الحمامتان معنى جديد للسعاده علماني ان الإهتمام والمحبه والحنان والرحمه والتقارب هم —- اساس الحياه

وبهذه المشاعر والاحاسيس ممكن لنا أن نستعيد ألوان الحياه الطبيعيه الزاهيه مرة أخرى لرؤيانا

وتجعلنا هذه المشاعر نحلق في سماء الجمال باجنحه الاشباع الروحي والوجداني بالسعاده

وان نرى الجمال جمالا بعدما عجز الأطباء عن مداواتنا
وتضميد جروحنا وتشخيص حالة انعدام رؤية الجمال بالنسبه لنا
ومن منبري هذا أدعوكم بالإهتمام بمن حولكم َ. وبالمحبه والموده والتقرب والإبتسام
فالإبتسامه شيئ جميل ،، فإبتسامتك لحبيبك تمنحه الشعور بالامان
وابتسامتك لعدوك تشعره بالندم
واذا تعودت على الابتسامه فقد تكون تصدقت بصدقات كثيره أجرها عظيم
والابتسامه تحدثنا أيضا عن الاهتمام وهي لا تكلفنا شيئ ومدتها قصيره
ولكنها تدووووم طويلا وتسعد من امامك

تذكر دائما أن كل حاجه خسرتها في حياتك
وراها حاجات كثييييير هتكسبها وحتدوم

ان الله لا يأخذ الا لحكمه ولابد وان يعوضك عن ما فقدت – – – ثق بربك تمام الثقه

ودائما تذكروا ” يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ”

~~~~~~~~~~~~~~~~~
من كاتبتكم المحبه لكم علي الدوام

زينب – – – محمد عجلان

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *