Share Button

بقلم:

رافع آدم الهاشميّ

………

الحِكمةُ؛ هيَ العِلمُ بحقائقِ الأَشياءِ، لا مُجرَّد المعرفة بها، وَ بالتالي: فهيَ تُمَثــِّلُ العقلَ وَ الفهمَ وَ الفِطنةَ وَ إِصابةَ القولِ إِصابةً سديدةً، فيكونُ صاحِبُها حكيماً، وَ هيَ تتأَتَّى لصاحِبها بعدَ مخاضٍ عسيرٍ وَ تجاربٍ عمليَّةٍ كثيرةٍ قاسيةٍ جدَّاً، وَ ليسَ اعتباطاً مِن نسجِ الخيالِ، لتتشكَّل خُلاصَةُ التجاربِ هذهِ في مجموعةِ كلماتٍ تكوِّنُ فيما بينها قولاً يتداولُهُ النَّاسُ على أَلسنتِهِم في المواقفِ المرتبطةِ بهذا القولِ دُونَ سِواهُ.

وَ حيثُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَد مَنَّ عَليَّ بأَن أَكونَ صاحِبُها؛ بعدَ أَن عاينتُ وَ عانيتُ أَشدَّ التجارِبِ قسوةً في زِماننا، وَ بعدَ أَن أَبحرتُ في سَبرِ أَعماقِ أَكثرِ مِن خمسٍ وَ أَربعينَ أَلفَ مُجلَّدٍ لأَكثرِ مِن ثلاثةِ آلافِ عنوانٍ لأُمَّهاتِ المصادرِ وَ المراجعِ الْمُختلفةِ في شتَّى مجالاتِ العلومِ وَ المعارِف، بما فيها المخطوطاتُ النادرةُ الّتي لَم يُطبَعُ شيءٌ منها حتَّى يومِنا هذا، وَ الّتي تزيدُ أَعمارُ البعضِ منها عنِ الأَلفِ عامٍ بتمامهِ وَ كمالهِ، وَ بأَكثرِ من لُغةٍ واحدةٍ أَيضاً، بما فيها التَّاريخُ وَ الأَنسابُ وَ الرِّجالُ وَ الجَرحُ وَ التعديلُ وَ الحديثُ وَ الفِقهُ وَ الأُصولُ وَ التفسيرُ وَ العقائدُ وَ غيرُها، وَ على رأَسها: اللُّغةُ العربيَّةُ الفُصحى، لُغَةُ جدِّيَ الْمُصطفى الصادق الأَمينِ رسول الله محمَّد بن عبد الله الهاشميّ (عليهِ وَ على آلهِ الأَطهار وَ صحبهِ الأَخيار أَتمُّ السَّلامِ وَ روحي لَهُ وَ لَهُم جميعاً الفِداءُ) حتَّى شكَّلَت حصيلتي هذهِ خلالَ قُرابةِ العقودِ الثلاثةِ برُمَّتها، ما يزيدُ عَن عشراتِ العناوينِ مِنَ الكُتُبِ الجاهزةِ لأَخذِ الضوءِ الأَخضرِ منِّي بُغيةَ تحويلها إِلى مرحلةِ الطباعةِ الورقيَّة؛ لتكونَ بذلك متوفّرةً على رفوفِ المكتباتِ تحتَ مُتناولِ يدِ الراغبينَ إِليها، بغضِّ النظرِ عَن عَددِ مُجلَّداتها، وَ ما يزيدُ عَن مئاتِ الكُتُبِ الأُخرى الّتي هيَ بصورةٍ إِلكترونيَّةٍ تنتظرُ منِّي مراجعتَها وَ تدقيقَها (وَ الأَمرُ للهِ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُ)، وَ جميعُها من تأَليفيَ وَ تحقيقيَ شخصيَّاً، وَ هيَ أَصيلةٌ غَيرُ مسبوقةٍ على مَرِّ التَّاريخِ كُلِّهِ، وَ يَكفيني فَخراً وَ شَرَفاً وَ اعتِزازاً مِنَ اللهِ رَبِّيَ القُدُّوسُ جَلَّ شأَنُهُ العَظيمُ، أَنَّ بعضَ مؤلّفاتيَ هذهِ قد تمَّت طباعتُها ورقيَّاً، وَ مِنها ما ذاعَ صيتُهُ في الآفاقِ بمحتواهُ الّذي يزيدُ عَن خمسمائةِ صفحةٍ مِنَ القَطعِ الكَبير، حتَّى قَدَّرَ اللهُ بحولهِ وَ قوَّتِهِ أَن تكونَ بعضُ مؤلّفاتيَ هذهِ مِن بينِ مصادرِ معلوماتِ العديدِ مِنَ الجهاتِ العالميَّةِ، خاصَّةً تلكَ الّتي احتوَت على مواعِظي الّتي هيَ حِكميَ وَ الّتي هيَ أَقواليَ أَيضاً، حيثُ تمَّ اعتمادُها رسميَّاً ضمنَ مصادرِ معلوماتِهِم مِن قِبلِهِم هُم دُونَ أَيِّ تدخُّلٍ منِّي نهائيَّاً، وِ مِن هذهِ الجهاتِ على سبيلِ المثالِ الواقعيِّ لا الحصرِ: مكتبة الكونجرس الأَمريكيَّة، وَ مكتبة أُستراليا الوطنيَّة، وَ مكتبة قطر الوطنيَّة، وَ مكتبة الملك فهد الوطنيَّة، وَ جامعة فيلادلفيا الأَمريكيَّة، وَ غيرها الكثيرُ، وَ للهِ الحمدُ حمداً كثيراً كما هُوَ أَهلُهُ على كُلِّ حالٍ مِنَ الأَحوالِ، فما شاءَ اللهُ، لا حولَ وَ لا قُوَّةَ إِلّا بالله.

وَ حيثُ أَنَّ تجاربي مُستمرِّةٌ حتَّى اللحظة هذهِ، لذا: فإِنَّ مواعظي الّتي هيَ حِكميَ وَ الّتي هيَ أَقواليَ أَيضاً، هيَ الأُخرى مُستمرِّةٌ كذلك، وَ جميعُها مِن تأَليفيَ الخاصّ، سابقاتُها وَ لاحِقاتُها وَ ما بينَ يديك الآنَ مِمّا سيردُ ذِكرُهُ في أَدناه، و إِذ أَنَّني أُحِبُّك حُبَّاً أَخويَّاً أَبويَّاً خالِصاً للهِ، ارتأَيتُ، إِنْ أَمَدَّ اللهُ في عُمُري وَ وفَّقني لِما ارتأَيتُهُ، أَن أَضعَ بينَ يديك بشكلٍ تتابُعيِّ إِن شاءَ اللهُ تعالى، شيئاً مِن خُلاصةِ تجارُبي الّتي تشكّلَت مُكثــَّفةً في ثنايا قولٍ مِن أَقوالي، وَ جميعُها هذهِ حِكَمٌ حديثةٌ لَم ترِد مِن قَبلُ في مؤلّفاتيَ المطبوعةِ الّتي تمَّ اعتمادُها رسميَّاً ضمنَ مصادرِ المعلومات، فإِليك هذهِ الِحكَمُ (الأَقوال) الّتي هي مواعِظٌ إِرشاديَّةٌ تُغنيك عَن الكثيرِ مِنَ التجاربِ العمليَّةِ وَ القراءاتِ الفكريَّةِ، فعلى اللهِ اتِّكالي، وَ إِليهِ مآلي، وَ هُوَ حسبيَ وَ نصيري، وَ هُوَ نِعمَ المولى وَ نِعمَ النَّصيرِ، فأَقولُ:

الحِكمة رقم (1):

– اِبدَأ مِنْ حَيث اِنتهى إِليِهِ الصَادِقُون.

الحِكمة رقم (2):

– إِذا ماطَلَ ظالموك في إِعطاءِ حقِّك إِليك؛ فاعلَم: إِنَّ اللهَ يُمهِلُهُم؛ ليكشِفَ حَقيقتَهُم إِليك وَ إِلى الآخرينَ جَميعَاً، فَيُلقي الْحُجَّةَ عَليهِم {يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.

الحِكمة رقم (3):

– الاِعتراضُ؛ دَليلٌ على السَخَطِ، وَ الساخِطُ مُعارِضٌ، وَ الْمُعارِضُ لا يؤمِنُ بما اعترضَ عَليهِ، وَ مَن اِعترضَ على شيءٍ؛ أَنكرَ حِكمَةَ مَن أَتاهُ بهِ، فإِيِّاك الاعتراضَ على شَيءٍ قَد أَتاك مِنَ الله.

الحِكمة رقم (4):

– أَلَمٌ في أَعماقِك يعني: فيك غُصَّةٌ وَ أَلفُ غُصَّة! وَ غُصَّةٌ فيها قِصَّةٌ وَ أَلفُ قِصَّة!

الحِكمة رقم (5):

– إِنْ أَحبُّوك أَطاعوك، وَ إِنْ كانت في طاعتِهِم إِيَّاك ما تأَباهُ أَنفُسُهُم بشَراسَةٍ.

الحِكمة رقم (6):

– إِن سأَلتَني: أَينَ تسكُنُ؟ فسأُجيبُكَ فوراً: في قَلبِ كُلِّ مَن يُحِبُّني.

الحِكمة رقم (7):

– إِن لَم يَكُن بمقدورِنا الحِفاظ على أَغراضِنا، لَن يكونَ بمقدورِنا الحفاظ على أَعراضِنا!

الحِكمة رقم (8):

– أَنا باقَةُ الوُرودِ وَ أَنت عِطرُها، وَ مِن غيرِ العِطرِ لا تكونُ الوُرودُ وُروداً يا أَحلى عطرٍ في حياتيَ كُلّها.

الحِكمة رقم (9):

– الإِنسانُ السوِيُّ، لا يحتاجُ إِلى المالِ إِلّا بمقدارِ ما يُلبِّي لَهُ رغباتَهُ، وَ يحتاجُ إِلى الحُبِّ الصادقِ الّذي يحتويهِ بينَ أَحضانهِ، إِلى ما لا نهاية لَهُ أَبداً!

الحِكمة رقم (10):

– إِنَّما الْتُحَفُ الْفَنيَّةُ قَلَّ نَظيرُها، وَ زادَ نَصيرُها، وَ غابَ صَريرُها، وَ حَلَّ زَئيرُها، فهيَ ما بينَ حاضِرٍ لَن يغيبَ عَنَّا، وَ غائِبٍ لَن يُبارِحَ مِنَّا، فللهِ دُرُّ الْتُحَفِ الْفَنيَّةِ أَيَّنما كانت، وَ مِمَّن كانت.

الحِكمة رقم (11):

– إِيَّاكَ أَنْ تكونَ كالتاجرِ الفاجرِ الّذي خدَعَهُ عِهرُ الكافرِ وَ أَصبحَ لسانُهُ بوقاً مِنَ الأَبواق!

الحِكمة رقم (12):

– أَينما تَكمُنُ الْمَصالِحُ الاستعماريَّةُ تَكمُنُ أَدواتُها.

الحِكمة رقم (13):

– أَينما دَخلَ الْمُتأَسلِمونَ أَرضاً أَفسَدوها، وَ أَلصقوا الفَسادَ زُوراً وَ بُهتاناً بالإِسلامِ الأَصيلِ.

الحِكمة رقم (14):

– بغَضِّ النظرِ عَنِ الزَّمانِ وَ المكانِ؛ أَينما يُوجَدُ الاِنحرافُ؛ توجَدُ النِعاجُ وَ الخِرافُ!

الحِكمة رقم (15):

– البوحُ بالصَمتِ بَوحٌ لا صَمتَ فيهِ!

الحِكمة رقم (16):

– تبَّاً لِمَن كُلَّما احتاجوني وجدوني وَ لَمَّا احتجتُهُم ما وجدتُ مِنهُم إِلَّا فِراراً.

الحِكمة رقم (17):

– تعلَّمْ كيفَ تكون إِنساناً بحَق؛ تأَتي بالبرُهانِ قبلَ أَن ترميَ النَّاسَ بالتُّهَم.

الحِكمة رقم (18):

– حُبُّ الروحِ للروحِ يكونُ نقيَّاً طاهِراً، لا يَعرِفُ شيئاً إِلَّا رِضا الله.

وَ للحِكَمِ بقيَّةٌ تأَتيك قريباً إِن شاءَ اللهُ تعالى على صفحاتِ منبرِنا الإِعلاميِّ الْحُرِّ النزيهِ هذا الّذي بين يديك الآن، فليكُن عقلُك وَ قلبُك مِنَ المترقّبين.

أَخيراً وَ ليسَ آخِراً إِن شاءَ اللهُ تعالى أَقولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَبرءُ مِن حَولي وَ عِلمي وَ قوَّتي؛ وَ أَلجأُ إِلى حَولِكَ وَ عِلمِكَ وَ قُوَّتِكَ يا ذا القُدرةِ المتينِ، لا إِلهَ إِلّا اللهُ وَ اللهُ أَكبرٌ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لَهُ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ لَهُ الْمُلكُ وَ لَهُ الحَمدُ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَ لا حَولَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ، الّذي لا يضرُّ معهُ شيءٌ في الأَرضِ وَ لا في السَّماءِ وَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *