Share Button

 

 

              

قال العالم الفرنسي” آندريه بارو” بأن كلُ إنسان في العالم له وطنان وطنُه الذي ولد فيه وسورية، ويجب أن نفهم رائعة جبران خليل جبران: الدهر والأمة والحوار الذي دار بينهما إذ قال الدهر مخاطبا سورية..ما أخذتُ منك ياسورية إلا بعضُ عطايا..وما كنت ناهبا قط..بل مستعيرا أرد ووفيا أرجعُ واعلمي أن لأخواتك الأمم نصيبا باستخدام مجدٍ كان عبدك..وحقا بلبس رداء كان لك..إن ما تدعينه انحطاطا ياسورية أدعوه نوما واجبا يعقبه النشاطُ والعمل..فالزهرةُ لا تعود للحياة إلا بالموت والمحبةُ لا تصير ُ عظيمة إلا بعد الفراق

● إن الأمة السورية فنٌ وإبداع ..امة خلق..أمةٌ تنظر إلى الكون نظرةً فاهمة واعية مدركة..فيها قوةُ التسلط على الكون..قوة التلسط على ما يقدمه الكون مستخدمة في فنها للسمو والخير والجمال..

لقد جاهد الإنسانُ عبر تاريخهِ الطويل من أجل تقليص دائرة الهمجية القائمة أساسا على توسيع دائرة الحضارة القائمة على العدل مستخدما في ذلك بنى فوقية قِيمية وأخلاقية أسهم في إنشائها وترسيخها كثير ٌ من الهداة والمصلحين والأنبياء ورواد المثل والحضارة مستخدمين في ذلك عصارات فكرهم ورسالات السماء من أجل تقليص الغرائز في فهم الإنسان لحريته وتوسبع دائرة فعل العقل الذي يسمو بالقيم وينشرها حوله في هيئة بناءٍ ومحبة وسلام…

● إن الإنجازات الثقافية الكبيرة هي في المحصلةِ نتيجةٌ لجهود الإنسان كلها عبر ناريخه الطويل وما حققته الإنسانيةُ في كفاكها الطويل من صروحٍ للعدالة والمحبة والسلام..ولكن ما يجري في عالمنا اليوم يجسدُ في حركته على أرض الواقع العالمي ملامح الغول الذي يدوس ويدمرُ في طريقة كلُ ما حققته الإنسانيةُ..

● إن مزوري التاريخ ومن باعوا ضمائرهم ورهنوا معتقداتِهم وباعوا وسمسروا على كل شيء جميل في هذه الأمة..وحولوا الحياة الإنسانيةَ إلى سراديب ومتاهاتٍ مظلمة تخبئ في منعطفاتها المصطنعةِ أخطارٌ حقيقيةٌ تهدد الوجودَ الإنساني كلُه بشرا وحضارة ..

لذلك أحبتي فإن إحياء العادات والتقاليد والمناسبات الوطنية والأنشطة الثقافية التي تليق بالإنسان بعد أن حولتنا الثقافات الأخرى إلى قطعان بشرية نجهلُ تاريخنا ونحقد عليه ونوزعم الشتائم على هذا التاريخ…

● إن ما يجب أن نقوم به من إحياء لتراثنا وتاريخنا ومن معارض ومهرجانات ومنتديات وغيرها ماهو إلا وحي من تاريخنا السوري والعربي العظيم ، ونشره بين أبناء هذا الجيل من الشباب الضائع واللاهثِ وراء فكرٍ بعيد كل البعد عن فكرنا وتاريخنا وعاداتنا ..

فكلما كانت النخبُ الثقافيةُ واعيةً لماهية العمل الثقافي وغايته وأهدافه كلما استطاعت

أن تفعل بالناس فعلها الصحيح ونستطيع أن نبني نهضة ثقافية واعية مدركة لتاريخ سورية ومصيرها وتاريخ عالمنا العربي..وكلما استطاعت أن تبني الإنسان الذي غرر به وبعقلهِ من خلال تاريخ زائفٍ..

فواجبكم انتم يامن آمن بسورية وطنا وتاريخا وثقافة ، انتم أصحاب القلوب والأدمغة وقوةِ السواعد .. وحدكم من سينهض بسورية صاحبةُ الفضل على الأمم ..وصاحبةُ اكبر ثقافة عرفها التاريخ البشري التي اشتغلت من رحم الأمة دون إرتهان أو تبعيةٍ أو إلحاق..وحدكم انتم من يعتقُ العقول من القيود الجامدة والبحث الجاد لإنقاذ المجتمع والأمة من الهلاك.. وإذا ما استطعنا تفعيل هذه الجينات من خلال هذه الأنشطة فسوف نحققُ الأماني ونزيد من منعةِ أبنائنا..وليعلم الأبناء أن أرضنا هي ” مهد الإنسان العاقل ..ومهد حضارته المتنوعة عبر العصور ..وهي مركز الإنسان الأول على هذه الأرض “.

● إن الحقائق تبرهن أن العالمَ العربي أو المشرق العربي هو المهدُ الأول للإنسان العاقل الذي فيه وجد وعاش وأبدعَ أول إنجازاته الثقافية ومنه شعّ وانتشر إلى شتى بقاع العالم ، وانتشرت ثقافتُهم وديانتُهم ولغتُهم وكتاباتهم دون توقف من عصر إلى عصر..

اخوتي: لقد توهم الواهمون بأنّ الأمة السورية قضت إلى الأبد..هذه الأمة لطالما طائر الفينيق الذي ينفضُ رَماد الجمودِ ويؤذنُ ببدء الحركة والحياة من جديد..ستعود حيويتها وقوتُها وإنقاذُ نفسيتُنا وإرادتنا من تأثيرات تعيق مصالحنا وتقدمنا ..فلنطلق العنان لمفكرينا وأدبائنا ومؤرخينا وكل المنتمين لهذه الأمة عبر منظومة أخلاقية عالية الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة والوطن ..هذه الأخلاق التي تعمل تحت مقياس الجماعة تتحلى بالوضوح والجلاء واليقين وتأخذَ مصلحة سورية فوق كل مصلحة..

المجد لكم

المجد للأمة..

 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *