Share Button

بقلم الأديب : محمود بخيت

خيرتُ ما بين الحياة دونكِِ فى نعيمٍ بلا إنتهاء

والحياة على سفينتكِِ يقودها قبطان الشقاء

قلت مرحى مع من أحب ولو أغرق فى بحور المعاناة

ولا يدرون أن النعيم دونكِِ هو الشقاء

فشقاء حبكِِ نعيمٌ ونعيمُ حبكِِ إبتلاء

فما سلك الغرور لي طريقاً إلا بعد أول لقاء

وما إمتطت نفسي زهواً جواد الكبرياء

إلا بكِِ وكيف لا ؟

وقد قالت الدنيا وهى تتباهى بين خلق الله

كفاني محبوبتك هي في الدنيا ولا إستثناء

وليعلم الجمع كيف فزت بكِِ وغيري لا ؟

فى يومٍ أشرقت الشمس نوراً جاءني زائرٌ من السماء

قلتُ : أهلاً وقمتُ مسرعاً أعد له الغداء

فذبحتُ له شاة وحيدةً كانت كل ما أملك من الأشياء

فلما رأيتُ يده لا تصل إليه إرتجفتُ

وقلتُ : من للعاشق جاء ؟

قال : أنا الزمان حُملت لك هدية من السماء هذا المساء

سأهبك إياها فاحفظها ولا تضيعها مهما كانت الأجواء

فأنت موعودٌ وقليلٌ من يوعد من السماء

وأقبل الليل يضم النهار فى عبائته مبتسماً وكآنه أول لقاء

فنظرتُ حولي فرأيتكِِ جالسةً تبارك الله أبدع ماشاء

فقلتُ : من أنتِ ؟

فقلتِِ : أنا لإحسانك الجزاء

والله لأصلى لله شكرا أعطاني فأجزلني العطاء

وأخذتُ أسبح فى نعيمٍ أورث فى النفس العظمة العلياء

وذهبت النفس شامخةً هامتها يعتريها الكبرياء

إذا تحدث إمرؤ عن وصف حبيبته تبسمتُ باستهزاء

وخرجتُ معكِِ ذات يومٍ فرأيتُ العيون شاخصةً دون حياء

وأنتشر الخبر بين الخلق هذا حاقدٌ وهذا حاسدٌ وهذا يدعي أنه من الأبرياء وأجتمع الخلق كلٌ برأيه لكن إختلفت الأراء

قالوا : إن قتلناه فهو ذو حسبٍ ونسبٍ وهم لنا أشداء

إذهبوا إلى إمرأةٍ ساحرةٍ ذات بأسٍ ودهاء

فقالت : عليكم بها فهي أسهل طريقاً للإغواء

فقالوا : إن تركتهِ فأنتِِ خالدةٌ فى نعيمٍ ليس له فناء

إطلبي الفراق يلبه ولن يخيب لكِ رجاء

فهو ذو خلق ولن يرغمك على البقاء

إنظري لجمالكِ كيف يكون قحط هذا الرجل له وعاء

فأقبلتِ وقد تسرب إلى نفسكِ شيءٌ وكآنكِ ساخطة للحياة

قلتُ لكِ : ماذا ؟

قلتِ : أما كفانا العناء ؟

قلتُ : مما ؟

قلتِ : من فقرٍ لازمنا مذ أول لقاء

قلتُ : هو ربي ولا حيلة فى الرزق إلا أن يشاء

فقلتِ : مثلي لا تليق به هذه الحياة

فقلتُ لكِ : لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً

قلتِ : لا فقلتُ : لكِ ما تشائين أما أنا فلي الصبر دواء

لو أني أمسكتُ عليكِ ربما تغيرت أشياء

فأنا من ضيعتكِِ لكن أه لا يغير الندم قضاء

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *