Share Button

بقلم الكاتب والناقد الفلسطبني /سليم النجار
لقد أصبحت الكتابة عن الإسلام والعرب والمسلمين سمة من سمات العصر . إن الإشكالات التي يعيشها العالم الإسلامي من اليوم بما يصاحب ذلك من أزمات بل وصراعات جعلته في مقدمة الاهتمامات التي تشغل العالم أجمع . ومن ثم خرجت إلى النور العديد من البحوث والكتب التي تتناول بالدراسة هذا العالم الإسلامي من حيث الطبيعة والأرض والتاريخ والدين والثقافة والفكر والاجتماع .
والكثير من الدراسات ؛ التي خطها المستشرقون لا تقتصر على العلاقات الحربية منها والتي مازلنا نذكرها حتى الآن ؛ واهمها معركة بواتييه والحروب ” الصليبية ” التي سماها المؤرخ العربي ابن كثير حروب الفرنجة ؛ وسقوط القسطنطينية ؛ وحصار البندقية . ولكن هناك دراسات اهتمت بالعلاقات السلمية القائمة على حسن الجوار والتعايش السلمي والأخذ والعطاء فهناك وجود إسلامي في اوربا الشرقية وجنوب شرق أوروبا ؛ بالإضافة إلى المهاجرين من المسلمين في أوربا والأوربيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا.
كل ذلك له اهميته ووزنه ؛ ولكن الذي يهمنا أكثر ويزن أكثر في تاريخ الحضارة هو ما يمكن ان نطلق عليه تأثير الفكر العربي الإسلامي على أوروبا .
يكفي ان نذكر اسم ابن رشد الذي سيطر على العقول الأوربية طوال العصور الوسطى ؛ والأصداء الإسلامية في كتاب دانتي الشهيرة ” الملهاة الإلهية ” وفي اعمال جوته وإنتاج الرومانسيين الفرنسيين .
وكان تأثير الثقافة العربية الإسلامية أيضا على المستوى الديني فقد ذهب عبدالرحمن بدوي إلى الرهان الشهير الذي دعا إليه الفيلسوف الفرنسي باسكال في القرن عشر الميلادي له نظير في الميزان يتمثل العادل عند الفيلسوف المسلم الغزالي في القرن الثاني الميلادي .
لكن البعض منا الذين يعرفون أنفسهم بأنهم من أصحاب ” الصحوة” الإسلامية ؛ يرون الإسلام على طريقتهم وكأن الزمن حكم علينا بأن نحيا في سجون الوهم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً . النور بين أيدينا ؛ فلا تراه أعيننا العمياء ولاتنشرح به قلوبنا المظلمة .
نهوى الجهل ؛ لنعيش فيه زماناً ؛ حتى صار الكُفْرُ بالعلم إيماناً ؛ وصارت الخلافة وسواساً ؛ والأساطير والخرافات مرجعاً … الخوف يحاصرنا من كل ناحية يتغلغل في القلوب ويفيض على النفوس ويرهق العقول ويزهق الأرواح ؛ لنرى الموت في كل مكان ؛ ثم خدعونا انهم مقتنعون بالحرية ؛ فخططوا ليقدّموا فوضى ؛ أضرت أكثر ما أضرت بأهل لنا . وعمّ الخراب الديار ؛ وانتشر الدمار ؛ كما هو حاصل في سوريا والعراق ولبيا واليمن .
أليس هذه مفارقة لافتة ؛ وعجيبة في ذات الوقت ؛ عندما نهضت أوروبا انصف فكر الإستشراق حضارتنا وكشف ماهي الفوائد التي حصلوا عليها لبناء مدماك حضارتهم ؛ ونحن مازلنا نمارس ؛ او للدقة البعض منا من سلطوا أنفسهم أوصياء علينا مما يُعرف بالإسلام السياسي .
بين ما قاله الغرب عنا ؛ وما يفعله الإسلام السياسي في عالمنا العربي يبقى السؤال حاضر : إلى أين المصير ؟.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *