Share Button
الإنسان الغربي:
المنتصر الجديد النظيف الظاهر الأنيق الذي يتحاشى أن يقطف زهرة أو يكسر غصنا من حديقة أو يخدش شعور كلب ، او هرة ، ويحرص على دقة مواعيده .
بينما هو مشوه من الداخل مزدوجا في شخصيته .. فهو انيق ناعم نظيف ومهذب من الخارج وهو بنفس الوقت ذو جلد سميك ، مليء بالشعر، جبين اشوه ، متغضن، أنياب صفراء وزرقاء طويلة، ومخالب لا يتورع عن إنشابها في اي طفل او امراة في أي شعب، في اية ارض ، في اي تاريخ ، من أجل تحقيق مآربه الجشعة في تحقيق الربح والنمو على حساب غيره من الشعوب .
هذا الوحش الحضاري الذي أنتجته البورجوازية الأوربية ترك آثاره الدامية عميقة في أجساد الشعوب عامة وفي الأرض العربية والتاريخ العربي والشخصية العربية بشكل خاص ، وخلف في العقل العربي ركاما من المفاهيم التي فرضها حماية لأطماعه ومصالحه مانزال نعاني منها ونصطدم بها في كل مجال من مجالات حياتنا الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الجامعة والمؤسسة في البيت والشارع.
لقد استخدم هذا الناعم كل الأساليب الوحشية والطرق اللاإنسانية ضد شعوب البلدان الاخرى فكسرت حدودها، ومزقت حدودها القومية وهشم تاريخها القومي ، واذلت كبريائها وأسقطت قيمها وتقاليدها وشوهت شخصيتها وابتزت ثرواتها واقيمت حدود ونظم وسنت قوانين ، وفرضت قيم غريبة ودخيلة كان من شأنها فقط أن تكرس عجزها وتخلفها وتساعد على استمرار عمليات السلب والنهب بدرجة من السعادة لم يشهدها تاريخ الشعوب من قبل.
هذا الغرب من يتغنى بانجازاته وحضارته وثقافته شبابنا ومثقفونا الذين تعلموا في جامعاتهم وينشروا هذه الثقافة في جيل الشباب العربي الذي حطمته الحروب و لا يملك اية مقومات للحياة.
الأديب الباحث غسان صالح عبدالله
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏زهرة‏‏ و‏نص مفاده '‏غسان صالح عبد الله‏'‏‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *