Share Button

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر التاريخية وكتب الفقه الإسلامي الكثير عن أئمة المسلمين وكان من بينهم الإمام إبن دقيق العيد هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري القوصي، أبو الفتح تقي الدين، المعروف بإبن دقيق العيد، وهو الشيخ الحافظ الفقيه المحدث البارع، وقد كان يدعى محمد بن عبد الله بن وهب، إلا أن اللقب الذي غلب عليه هو ابن دقيق العيد، وهو لقب جده الأعلى الذي كان ذا صيت بعيد، ومكانة مرموقة بين أهل الصعيد، وقد لقب كذلك لأن هذا الجد كان يضع على رأسه يوم العيد طيلسانا أبيضا شديد البياض، فشبهه العامة من أبناء الصعيد لبياضه الشديد هذا بدقيق العيد، وقد ولد يوم السبت الخامس عشر من شهر شعبان سنة ستمائة وخمس وعشرين للهجرة، في البحر الأحمر عند ساحل ينبع. 

 

حيث كان والده مجد الدين القشيري القوصي متوجها إلى الحج، وقال ابن حجر، ولد بطريق مكة في المحرم سنة خمس وعشرين وستمائة، ويقال إن والده طاف به على يديه ودعا له بالعلم والعمل، وقد عرف بغزارة علمه وسعة أفقه، فذاع صيته بين الناس حتى إن والي قوص أسند إليه منصب القضاء على مذهب الإمام مالك، ثم اتجه بعد ذلك إلى القاهرة، وقام فيها بالتدريس بالمدرسة الفاضلية، والكاملية، والصالحية، والناصرية، وكان ثقة في كل ما يقول أو يشرح حتى بلغ في النفوس مكانة سامية مرموقة، وقد وصفه كثير من المؤرخين وكتاب التراجم والطبقات كالسبكي وابن فضل الله العمري والأدفوي وغيرهم بأنه لم يزل حافظا للسانه، مقبلا على شأنه، وقف نفسه على العلوم وقصدها. 

 

فأوقاته كلها معمورة بالدرس والمطالعة أو التحصيل والإملاء، ونشأ ابن دقيق العيد في قوص بصعيد مصر، وقال عنه أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري الحافظ، لم أري مثله فيمن رأيت، ولا حملت عن أجلّ منه فيما رأيت ورويت، وكان للعلوم جامعا، وفي فنونها بارعا، مقدما في معرفة علل الحديث على أقرانه، منفردا بهذا الفن النفيس في زمانه، بصيرا بذلك شديد النظر في تلك المسالك، وكان حسن الاستنباط للأحكام والمعاني من السنة والكتاب، مبرزا في العلوم النقلية والعقلية، ونشأ في صمت وانشغال بالعلم، وذكر الأدفوي في الطالع السعيد أنه حكت زوجة أبيه، بنت التيفاشي، قالت بنى عليّ والده، والشيخ تقي الدين ابن عشر سنين، فرأيته ومعه هاون وهو يغسله مرات زمنا طويلا، فقلت لأبيه ماهذا الصغير يفعل؟ 

 

فقلت له يا محمد أي شيء تعمل؟ فقال أريد أن أركب حبرا، وأنا أغسل هذا الهاون” وقد حفظ القرآن، وسمع الحديث من والده الشيخ مجد الدين القشيري، وأبي الحسن بن هبة الله الشافعي، والحافظ المنذري، وأبي الحسن النعال البغدادي، وأبي العباس بن نعمة المقدسي، وقاضي القضاة أبي الفضل يحيى بن محمد القرشي، وأبي المعالي أحمد بن المطهر، والحافظ أبي الحسين العطار وخلائق غيرهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *