Share Button

الدكروري يكتب عن صاحب تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الشنقيطي وهو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر بن محمد بن نوح بن محمد بن أحمد بن المختار الجكني، ويقول الشيخ عطية رحمه الله سألت الشيخ محمد الأمين عن تركه الشعر مع قدرته عليه وإجادته فقال رحمه الله لم أره من صفات الأفاضل وخشيت أن أشتهر به، والشعر أكذبه أعذبه فلم أكثر منه، وكان الشيخ رحمه الله يتورع عن الفتوى إلا في شيء فيه نص من كتاب أو سنة، قال ابنه الشيخ عبد الله جاءه وفد من الكويت في أواخر حياته فسألوه في مسائل فقال أجيبكم بكتاب الله، ثم جلس مستوفزا وقال الله أعلم “ولا تقف ما ليس لك به علم ” لا أعلم فيها عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا، وكلام الناس لا أضعه في ذمتي. 

 

فلما ألحوا عليه قال فلان قال كذا وفلان قال كذا، وأنا لا أقول شيئا، وقال الشيخ عطية وسألته عن تركه للفتوى فقال يجب التحفظ فيما ليس فيه نص قاطع من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن بين أعماله التي تولاها في بلاده التدريس والفتيا ولكنه اشتهر بالقضاء وبالفراسة فيه ورغم وجود الحاكم الفرنسي إلا أن المواطنين كانوا عظيمي الثقة فيه فيأتونه للقضاء بينهم من أماكن بعيده، وكان يقضي في كل شيء إلا الدماء والحدود وكان لها قاض خاص، وخرج من بلاده لأداء فريضة الحج برا بنية العودة فقد كان في بلاده يسمع عن الوهابية وكان من فضل الله ومنته علينا وعليه أن قدم الحج ونزل بدون علمه بجوار خيمة الأمير خالد السديري دون أن يعرف أحدهما الآخر. 

 

وكان الأمير خالد يبحث مع جلسائه بيتا في الأدب وهو ذواقة أديب إلى أن سألوا الشيخ فوجدوا بحرا لا ساحل له، فكانت تلك الجلسة بداية منطلق لفكرة جديدة، فأوصاه الأمير إن قدم المدينة أن يلتقي بالشيخ عبد الله بن زاحم وعبد العزيز بن صالح، وفي المدينة التقى بهما وتباحث معهما ما سمع عن الوهابية وكان صريحا فيما عرض عليهما مما سمع عن البلاد فدارت بينهم جلسات، وكان أكثرهما مباحثة معه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح، حتى اقتنع الشيخ بأن منهج المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب منهج ذو سلف وأنه منهج سليم العقيدة يعتمد الكتاب والسنة وعليه سلف الأمة ثم رغب في البقاء في المسجد النبوي لتدريس التفسير، ودرس عليه الشيخ عبد العزيز بن صالح الصرف.

 

وكما اختير للتدريس في المعهد العلمي بالرياض عند افتتاحه فكان يدرس في الرياض ويقضي إجازته في التدريس بالمسجد النبوي، ثم كان له دور في تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة، ثم عين كأحد أعضاء هيئة كبار العلماء عند بداية تشكيلها وكان عضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *