Share Button

مقال أ/منى فتحى حامد

ملحمة حقيقية واقعية تاريخية ، تستحق الإذاعة و التصوير لها كفيلم سينمائي ، و أن ندرس تاريخ مصر وقت هذه المعجزة ، من على ألسنة أبطالها …
رؤية وثائقية للصمود والتحدى .. عندما فكر الشهيد البطل الشاذلى فى عبور قناه السويس واجتياح خط بارليف الحصين فانه سيدفع بالجيشين الثانى والثالث لعبور القناة وقد تنقض عليهم قوات العدو قبل انتشارهم وتحصنهم فتحدث فيهم خسائر كبيرة، وقرر انشاء جيش مصغر برمائى يدفع به من البحر الأبيض فى ساحل سيناء عند بالوظه ورمانه ويتقدم حتى المعابر ليصد الاحتياطى الاسرائيلى أطول مدة ممكنة حتى يتم الجيش الثانى والثالث انتشاره وتحصنه ،و لأن هذااللواء سيواجه جيش دوله بالكامل ،و وضع علامه اكس على السبورة ،يعنى راحة بلا رجعة، وعند الحرب تغيرت الخطة ليهجم اللواء 130 مشاة بحرى من البحيرات المرة نظرا لاتساعها وعدم القدرة على بناء معابر عليها وبدات الحرب وعبرت دبابات ومركبات ل 130 البحيرات المرة ووصل بقواته 25 كم داخل سيناء ،كان الشهيد المقدم محمد امين على مقلد رئيس العمليات و من معه يتمتعون بأمسيه هادئة على رمال سيناء و الظلام حالك ،والنجوم تتلألأ وفجأة ظهرت مدينة كبيرة نورت ، وكانت فى ذلك الحين الكهرباء غير متواجدة ، كان هذا النور لمجموعه لواءات اسرائيليه مدرعه تستعد للهجوم على المصريين و كانت مدرعاتهم لها باعث ككشاف القطار وبعد وقت قليل دارت المعركه وتقدمت القوات المعتدية وتصدى لها اللواء 130 .. حقاً كانت معركه رهيبه للجميع و لمركز القيادة .. إنها جهنم الحمراء وصمد اللواء 130 حتى يوم 9 اكتوبر وخسر كثيرا من معداته و جنوده و عاد معظم الباقين للخلف للمؤخرة فى البر الغربى للقناة عدا الوحدات التى مازالت تمتلك المدفعية والدبابات والصواريخ كلها دخلت نقطه كبريت وتحصنت بها ، وكان قائد اللواء العميد ابراهيم سليمان وقد اصيب واخلى للمستشفى و تم الاستعداد للعوده للبر الغربى …
فقد انتهت المهمة فى الحرب بنجاح و فجأة رفع المقدم ابراهيم عبد التواب مسدسه وقال لا أحد سيعود، سنظل هنا ولو متنا جميعا، لأن لو اسرائيل أخذت هذه النقطة مرة أخرى ، سوف تحرمنا من تشغيل قناة السويس ، و كانت تمر من فوقهم طائرات العدو ، تلقى المنشورات وتكسر حاجز الصوت من أعلى ، ولم يهتم بها جنودنا البواسل، ثم بدأ اليهود فى الهجوم بالمدفعية وما ادراك ما مدفع عيار 155 ملم كان مطلق عليه اسم ابو جاموس ثم تقدموا بالدبابات فخسروا ، و فشلوا ثم استخدموا الفانتوم وقنابل 1000 رطل ، لكن الله ما سمح بانفجارها على أبنائنا العظماء ، قد الزير واستمروا ثلاثه ايام بلياليهم السوداء ، ثم أعاودوا الهجوم بالدبابات فخسروا وفشلوا النقطة كانوا قد بنوها السقف من قضبان السكه الحديد والخرسانة المسلحة وفوقها صخور كبيرة ملفوفة بشبك حديد تعمل مثل سوسته عند اصطدام القذائف بها ،والأبواب من الفولاذ ويحيط بالنقطه ساتر رملى 4 متر ارتفاع ، استشهد 5 من مجموع 550 بالنقطة واستشهد المقدم محمد أمين على مقلد رئيس العمليات،و أصيب جندى بالعمي المؤقت وشفى بعد 15 يوم ، فكر البطل الشهيد عبد التواب فى التخفيف عن النقطه فتسلل ليلا ورفاقه وخطف جنديين صهاينه و
علقهم على الساتر فى مواجهة زملائهم وكانت حيلة ناجحة منعتهم من القصف مرة أخرى، و تم المكوث فى هذه النقطه 134 يوما بلياليهم محاصرين من ثلاث جهات ، كل واحد بسكوتة واحدة فى اليوم وتم تحليه مياه القناه بأفكار مهندس بها بالتسخين وتجميع البخار عن طريق جراكن صاج ،حتى تم وقف اطلاق النار وانسحاب اليهود وفك الحصار عنها ، وبعد يومين من ذلك اطلقت قوات اليهود صاروخا قالت انه بطريق الخطأ واعتذرت دبلوماسيا عنه ولكنه كان قد أهدر حياة الشهيد البطل ابراهيم عبد التواب وحارسه الجندى شمشون لثأر شخصى وبعد انتهاء الحرب….
تحية واجلال وتقدير إلى خير أجناد الأرض، الجيش المصري ، و رحم الله شهدائنا الأبطال البواسل….

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *