Share Button

بقلم / أشرف دياب
فيما يظن البعض أن السياسة الأمريكية تجاه العالم والشرق الأوسط ستتغير حتما مع قدوم الرئيس الديمقراطى ” بايدن ” خلفا للرئيس الجمهورى ” ترامب ” ، يرى البعض الآخر أن السياسة الأمريكية ستظل على عهدها من حيث الجوهر حتى لو تغير شكل أداءها على اعتبار أن أمريكا دولة مؤسسات تحكمها سياسات عامة تضع المصلحة الأمريكية فوق كل مضمون مغاير والذى قد يمثل عائقا أمام تلك المصالح بينما يرى المعلقين والمحللين السياسيين أن المتغيرات الحقيقية للسياسة الأمريكية ستكون فى الداخل بعد أن عمل ترامب على تقسيم المجتمع الأمريكى خلال سنوات ولايته الماضية مما خلف إنشقاق داخلى . وهو ما يمكن قياسه على الرؤى التالية :_
أولا _ فيما يتعامل الجمهوريين فى السياسة الأمريكية بمنطق القوة والنفوذ يأتي منطق التعامل الديمقراطي القائم على فلسفة التوافق والتفاوض ليمثل صورة مغايرة في السياسة الأمريكية فى مرحلة ما بعد ترامب وإن كان البعض يرى أن السياسة الأمريكية الجديدة في عهد بايدن لن تتغير عن سابقتها شئ فالهدف دائما فى السياسة الأمريكية واحد حتى لو اختلف وسيلته وتباينت غايته
ثانيا _ هناك توقع بل يكاد يكون هناك شبه يقين أن السياسة الاندفاعية لترامب فى الشرق الأوسط ستتحول الى سياسة تقليدية فى عهد بايدن وهذا ما سيحكم تلك السياسة لإعادة التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي لأجل اعادتها لمشهد الشرق الأوسط من جديد فيما يظل التأزم في العلاقات الأمريكية الصينية محل دراسة بعد أن ساءت تلك العلاقات خلال عهد ترامب الذي فرض عقوبات أمريكية على الصين بسبب بعض المشكلات التجارية وفيروس كورونا وسط إتهامات متبادلة بين البلدين
ثالثا _ لا يخلو الحديث عن السياسة الخارجية الأمريكية إلا وتبرز المنطقة العربية والشرق الأوسط كحلقة هامة في هذا الحديث وهو ما يضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الامريكية القادمة ففى الوقت الذى يرى الفلسطينيين فيه أن ادارة بايدن قد تغير من شكل بحث ملف الأزمة على عكس إدارة ترامب يظل التوافق الأمريكي بين كل الإدارات قائما على اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل فيما يظل الاعتقاد قائما حول دعم بايدن لعملية التطبيع بين البلدان العربية واسرائيل بينما يظل موقف السياسة الامريكية تجاه حزب الله قائما كما هو بل يرى البعض أن السياسات الأمريكية ستقلص من حجم الاهتمام بالملفات العربية بعد تراجع دور النفط وذلك على حساب العلاقات الأمريكية الأوروبية
مما سبق تكون عملية التوافق الداخلى فى السياسات الأمريكية هى الأكثر اهتمام لدى متخذى القرار الأمريكي فيما تتأرجح السياسات الخارجية الأمريكية وفق المصلحة الامريكية سواء كان الرئيس الامريكى من الجمهوريين أو من الديمقراطيين فالجميع فى امريكا من حيث كرسى الحكم رؤساء لوجوه كثرة ولكن العملة دائما تظل واحدة

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *