بقلم الكاتبة … منى ســـيّد حـــمّاد
يعيش الإنسان سنوات طوال مع إخوته وأقاربه ويتعرف على أناس وقد يفارقهم ويتعرف على أناس جدد ….. ولكن نقف على شىء مهم … يوجد أناس محددين نأتنس بهم فى حياتنا لا يمكن أن نتنازل عنهم ولا نقدر على فراقهم … وحتى إذا حصل موقف ما بيننا يستدعى التفرقة والبعد ..
فنبتعد فترة ولكن شىء ما بداخلنا يناديهم .. ولا نقدر على البعد أكثر من ذلك … فبدون تركيز نلاقى أنفسنا نهرول عليهم وأيدينا تمسك التليفون والإتصال بهم ولا نفكر وقتها ماهو رد فعلهم …
الأهم أن نسمع صوتهم فقط – عفوا أنا لا أخص الحديث بين رجل وإمرأة فقط .. ولكن اعمم ما بين بنت وبنت ،امرأة وامرأة، رجل ورجل – ونستلهم حياتنا التى توقفت بدونهم والحنين القاتل الذى عشنا فيه وكأنه ظلام … القلب يتوقف والعقل ينهار .. نعم بالفعل كنا على قيد الحياة …
ولكن دون حياة ودون الصاحب والصديق الذى يحس بنا من بعيد وبيننا وبينه الآف الأميال، أظن كل هذا الإحساس لا يكن صداقة فقط ولكن أكثر من ذلك بكثير.. فهنا يحضرنى حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ” الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ”
فالارواح هنا تلعب دور كبير فى الألفة والمحبة والإلتقاء بمن يشبهنا فى طباعنا وأخلاقنا والبيئة التى نشأنا فيها والأريحية لهم والهدوء النفسى بمجرد إحساسنا بأنهم بجانبنا … ونحدثهم وكأننا نحدث أنفسنا … هل بعد كل هذا نتنازل عنهم بهذه البساطة مجرد أن نلفظ بكلمة قد تؤذى الطرف الآخر …
تمسكوا بأحبابكم الذين إذا تجولتم فى. بقاع الأرض لم ولن تجدوا مثلهم … هيا يا أحباب واصلوا حياتكم مع من تحبون فالحياة قصيرة جدا .. اقصر مما تتخيلوا … هيا قوموا بالإتصال الفورى لأحبابكم .. أدامكم الله وأدامنا فى ألفة ومحبة الى ان نلقى الله بوجه حسن