Share Button

ريم خالد

أغمض عينيهِ ممازحًا أنه فقد وعيه إثر صفعةٍ صغيرة من يديها الرقيقتين !

هى الأخرى ممثلة بارعة ، فهي تعلم جيدًا أنه لم يتأذى لكنها تكمل الدور ببراعة ، فتهرول مسرعة لأخذ كوبٍ من الماء لترش بعض قطرات براحة يديها برقة وخفة كي لا تأذيه ، يظل على حاله لايستيقظ فتكمل الدور بأنها خائفه عليه “فيضحكُ قلبُها خفية ، وتذهب لأخذ بعض من العقاقير وتلبس جاكتًا أبيضا لتهمس بصوت خفيف ويسترق هو السمع تقول:”كان أحد أحلامي أن أصبح طبيبة” ،يهمس بقلبه أنتِ دائي والدواء ،يختلط عليه بياض قلبها مع جاكيتها والشمس المشعة خلفها التي تتداخل خيوط شمس الفجر مع شعرها الأسود ليشكل تضاد آسر قلبه ، وأغمض عينيه مجددًا ليعلن أنه فقد وعيه من جمال ما رأى هذة المرة ..

تبحث عن مقياس الحرارة …لم تجده ! ..تضع يدها على جبينه بخفه وتتحدث بصوتٍ مسمُوع ، إنها تستخدم الطرق التقليدية كـ جدتها فهي أفضلُ طرقِ العلاج .. هي تريد دواءه فأصبحت الداء لقلبه، فيمرض بحبها وتأسر روحه ويصبحُ جبينه مخلدًا موطنًا ثانٍ لها بعد قلبه، إنه يعاني من ارتفاع الحرارة ، تأخذ قطعة من القماش المبلول لتضعه على جبينه وهو يقول بذات نفسه “إنها وقعت بالفخ وسيجعلها قليلاً خائفة ليرى كم من الحب تكن له؟ ثم يبتسم لها ويخبرها أنها مزحة ويأخذها إلى موطنه “..هي تذهب إلى المطبخ لتحضر الحساء لتوهمه بطريقة غير مباشرة ابعد عنك لعب الاطفال وكأنها تحدثه بأن ينهض …بعد ساعة من شروق الشمس ،،بعد ساعتين ،، منتصف النهار تتعجب وتحزن إنها تطبخ بمفردها وهو لم يقف بجانبها ينثر الدقيق كالعادة بقربها ، ويمازحها بوضع القليل منه على وجهها ،تقول له بنبرة يأس وصوت الهمس ..انهض ياعزيزي أعلم أنك تمزح…”

عزيزي الدقيق مشتاق لك لتبعثره” ،،”

عزيزي المطبخ يشكو من نظافته يحتاجك لتوسخه.

وبصوت مرتفع قليلا ” هيا فالفطور جاهز “

تنادي ..لا مجيب بدأ دبيب الخوف يسكنها ..تمسك به بخفه وترش عليه قطرات الماء بنبرة ضحك … تحاول إيقاظه لا مجيب ..تصرخ بصوت عالٍ ..لا مجيب …

توفي بحمى شديدة دون إنذار سابق ، ولا زالت تعيش الصدمة إلى الآن…

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *