Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان بين الوفاء والغدر “الجزء الثالث”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الإنسان ما بين الوفاء والغدر، فلو جرت بينك وبين صديق وصاحب مودة لحظة، فإن الحر يراعي ذلك، ويحسن عهد صاحبه بسبب تلك اللحظة، فكيف بمن صداقتك معه سنين، وجرت بينكم أحداث وذكريات، فهل تتذكر مَن أحسنوا إليك في حياتك؟ هل تتذكر إحسان والديك، أم أنه العقوق وعدم الوفاء بحقهما وعقوبة العاق معجلة لصاحبها في الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم” رواه أحمد، فإنه خلق الوفاء، ما أجمله من خلق وما أرقها من خصلة وما أسماها من صفة، فالوفاء خلق جميل، وكنز ثمين، وإن الوفاء ضد الغدر.
ويقال وفى بعهده وأَوفى إذا أتمه ولم ينقضه والوفاء ضد الكذب، فنقض العهد كذب بالفعل، كما أن الوفاء صدق بالفعل، فالوفاء هو حفظ للعهود والوعود، وأداء للأمانات، واعتراف بالجميل، وصيانة للمودة والمحبة، وقال الأصمعي إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فانظر إلى حنينه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه، وعن عوف الكلبي أنه قال آفة المروءة خلف الموعد، والوفاء خلق خلا منه الكثير للأسف ولقلة وجود ذلك في الناس فقال تعالى “وما وجدنا لأكثرهم من عهد” وقد ضرب به المثل في العزة فقالت العرب “هو أعز من الوفاء” وقد أمر الله تعالى به فقال سبحانه ” وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون”
والوفاء من صفات الرب جل ثناؤه فقال تعالى “ومن أوفى بعهده من الله” وهو من صفات المرسلين، والوفاء من سمات المؤمنين المتقين، وإن الوفاء مطلوب من المسلم في صور شتى ، فأولها الوفاء مع الله فأعظم الأدب هو الأدب مع الله، وأعظم الوفاء ما كان مع الله، والوفاء مع الله يكون بطاعته، وعبادته، وتوحيده ، فدخولك في الإسلام دخلت في عقد ومعاهدة، وإن شئت قل مبايعة مع الله لها شروط وأحكام ، فمن وفى بها دخل الجنة، فمن أطاع ربه والتزم بشرعه، وامتثل أمره واجتنب نهيه ووقف عند حدوده، وكان من أهل الوفاء مع الله سبحانه الذي أوجده من العدم، ورباه بالنعم، وكرمه وفضله، وأمره أن يعبده وحده دون سواه، فقال تعالى ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”
ولنعرف قلة الموفين بالعهد مع الله، تلفت حولك ترى المنكرات والموبقات من الكثير على العلن، فأين الوفاء مع الله؟ أين الوفاء مع الله؟ ممن فرط في طاعة الله، فضيع فرائضه واعتدى على حدوده؟ فأين الوفاء مع الله؟ ممن انشغل بدنياه عن عبادة خالقه ومولاه؟ ومن الوفاء مع الله والوفاء مع رسوله صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم الذي بذل كل وسعه وتحمل كل عناء من أجل أن يبلغ للعالمين رسالته، فما من خير إلا ودل الأمة عليه، وما من شر إلا وحذر الأمة منه، بين لنا الطريق، وأنار لنا السبيل، وتركنا على المحجة البيضاء الناصعة الواضحة لا يزيغ عنها إلا هالك.قال جل ذكره “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم”
فأين الوفاء منا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وأين نحن من سنته وهديه وشريعته؟ فالوفاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون باتباع سنته والتخلق بأخلاقه والاقتداء به والدفاع عن دينه وعقيدته، ولقد ضرب الصحابة الكرام أروع الأمثلة في حسن الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صور الوفاء ، الوفاء مع الوالدين فإن للوالدين فضل عظيم، وحق كبير على أولادهم، إذ لا يخفى على أحد ما يبذله الوالدان من غال ونفيس، وما يتحملانه من نصب وتعب في سبيل نشأة أولادهم وتربيتهم ورعايتهم، فمن حقهم على الأولاد حسن الوفاء بالطاعة والتواضع والإحسان، ومن صور الوفاء أيضا هو الوفاء بين الزوجين، أى بين الزوج وزوجته.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *