Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان بين الوفاء والغدر “الجزء الرابع”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع الإنسان ما بين الوفاء والغدر، ومن صور الوفاء أيضا هو الوفاء بين الزوجين، أى بين الزوج وزوجته، فإن وفاء الزوج لزوجته يكون باحترامها وتقديرها، والوفاء بما اشترطه على نفسه لها، فعن غقبة ابن عامر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج” رواه البخارى ومسلم، وكذلك وفاء الزوجة مع الزوج، الذي جعل الله له حقا عظيما على المرأة، فلا بد أن يعطى الرجل حقه من الاحترام وأن لا تنزع منه القوامة قهرا، وجعل الله بين الزوجين حقوقا لكل منهما على الآخر تضمن بإذن الله استمرار الحياة الزوجية على أحسن حال، ومن صور الوفاء، هو الوفاء مع الناس كافة.
فما أشد حاجة الناس إلى الوفاء، في زمن فشى فيه الجحود والنكران في قلوب كثير من البشر، فلا الجميل عندهم عاد يذكر، ولا المعروف لديهم صار يحفظ، فتجد البعض من الخلق، يأخذون ولا يعطون لا يسمحون بضياع نزر يسير من حقوقهم ولا يردون حقوق الناس إلا بعناء، ولو ردوه تجدهم لا يفكروا في رد الجميل، بل يردوه وكأنهم هم أهل الفضل والمنة، وكأنهم ما خلقوا إلا ليأخذوا، لا ليعطوا وما وُجدوا إلا ليستغلوا، لا ليمنحوا وما علموا أن قيمةَ الحياة الحقيقية تكمن في البذل والعطاء من المال والعلم والوقت والجاه، فلو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس من يتكلم، وكم من الناس من يعد، وكم من عهود مسموعة ومرئية ومنقولة، ولكن أين صدق الوعود؟
وأين الوفاء بالعهود؟ فليعلم العبد أنه سيسأل عن وفائه يوم القيامة، فقد قال عز وجل ” وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا” فماذا يكون جواب العبد إذا سئل عن وعوده وعهوده وعقوده التي أمره الله تعالى بالوفاء بها وأدائها، فقال سبحانه وتعالى ” وأوفوا بعهد إذا عاهدتم” وقال عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” فماذا يكون جوابه وقد أخلف وعده وضيع عهده وخان أمانته؟ فإن الله تعالى أخذ العهد على الخلق وهم في صلب أبيهم آدم عليه السلام، بأن يعبدوه وحده لا يشركون به شيئا، وأمر سبحانه المؤمنين عامة بالوفاء بالعهود، فالوفاء خُلق كريم، وسلوك نبيل، وصفة من صفات المتقين، فيه أداء للأمانة، وصيانة للمودة، وحفظ للحقوق، ولا يكون التعاون قائما بين الناس.
إلا بالوفاء بالعهود وهو مما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فأهل الوفاء هم من التزموا بعهود ربهم، ووقفوا عند حدوده، وامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه، فقال ابن عباس رضي الله عنهما “كل ما أحل الله وما حرّم، وما فرض في القرآن فهو عهد” فإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإحسان بالقول والعمل كل ذلك عهد مع الله تعالى يجب الوفاء به، وإن الوفاء يعظم لمن له حق على الإنسان، من أبناء وإخوان، وزوجة وخلان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أوفى الناس بقرابته وزوجاته وأصحابه، فهذه السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها كانت خير معين لرسول الله صلى الله عليه وسلم على تحمل أعباء الدعوة في أولها، فآزرته بنفسها ومالها، فكانت خير زوجة لزوجها.
فقد أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ” يا رسول الله هذه خديجة قد آتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هى أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومنى، وبشرها ببيت فى الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب” رواه البخارى ومسلم، وقال السهيلي “وهذا مناسب لما كانت عليه السيدة خديجة رضي الله عنها من حُسن الاستجابة والطاعة، فلم تحوج زوجها إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عصيب، وكانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط فناسب أن يكون منزلها الذي بشرت به من ربها بالصفة المقابلة لفعلها، فهي لم تصخب عليه، ولم تتعبه يوما من الدهر”
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *