Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع الصحابى الجليل الزبير بن العوام وقد ذكر ابن كثير أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، قد آخى بينه وبين سلام بن سلامة بن وقش، ورُوِى أيضًا أنه آخى بينه وبين كعب بن مالك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، وقد آخى بين الزبير وطلحة قبل الهجرة، وقد شهد الزبير بن العوام جميع الغزوات والمشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الفرسان، وقد أصيب جسده بكثير من الطعن والرمي، فكان به أكثر من ثلاثين طعنة، وعن بن شهاب، قال “لما أتى على بسيف الزبير، جعل يقبله ويقول، سيف طالما جلا الغم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم” وروى عن بعض التابعين، قال صحب الزبير بن العوام فى بعض أسفاره فأصابته جنابة بارض قفر، فقال أسترنى فسترته، فحانت منى إلتفاته، فرأيئته مجدعا بالسيوف، قلت والله لقد رأيت بك آثارا ما رأيتها بأحد قط، قال لى رأيتها؟ قلت نعم.

قال أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى سبيل الله” ورُوى أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يضرب له أربعة أسهم من الغنائم، سهم له، وسهمين لفرسه، وسهم من سهام ذوي القربي، وكان لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمون من المدينة المنورة في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة إلى بدر وكانوا بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل، دفع النبي لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير العبدري القرشي، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين، كتيبة المهاجرين، وأعطى علمها علي بن أبي طالب، وكتيبة الأنصار، وأعطى علمها سعد بن معاذ، وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو، وكان الزبير والمقداد هما الفارسان الوحيدان في الجيش، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة، وظلت القيادة العامة في يده هو صلى الله عليه وسلم.
ولكن بلغ أبا سفيان خبر مسير النبي صلى الله عليه وسلم، بأصحابه من المدينة المنورة بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فاستطاع الإفلات وتحويل مسارها إلى طريق الساحل، ولما علمت قريش بخبر تعرض المسلمين للقافلة خرجوا لملاقاة المسلمين، وكان قوام جيش قريش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمئة درع وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر، ليأتوا له بالأخبار عن جيش قريش، فوجدوا غلامين لقريش يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي، فسألوهما، فقالا نحن سقاة قريش، بعثونا لنسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان، فتركوهما، وركع النبي صلى الله عليه وسلم، وسجد سجدتين، ثم سلم.
فقال “إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا والله، إنهما لقريش” وقال لهما “أخبراني عن جيش قريش” فقالا هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى، فقال لهما “كم القوم؟” قالا كثير، قال صلى الله عليه وسلم “ما عدتهم؟” قالا لا ندري، قال “كم ينحرون كل يوم؟” قالا ” يوما تسعا ويوما عشرا” فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” القوم ما بين التسعمائة والألف” ثم قال لهما ” فمن فيهم من أشراف قريش؟ ” فذكرا عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وأبا البختري بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدي بن نوفل، والنضر بن الحارث بن كلدة، وزمعة بن الأسود، ونبيه بن الحجاج، ومنبه بن الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبد ود، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أصحابه قائلا “هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها”
وقد أصيب الزبير بضربتين في غزوة بدر، فعن عروة قال “كان في الزبير ثلاث ضربات، إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك، وقد شهد الزبير بن العوام غزوة أحد، وكان من الذين انتدبهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليتتبعوا جيش قريش بعد انتهاء المعركة، ولما رجع المسلمون إلى المدينة المنورة ومعهم الأسرى أمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يضرب عنق أبي عزة الجمحي، فقال ابن هشام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسره ببدر، ثم مَنَّ عليه أي بالفداء، فقال يا رسول الله، أقلني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمد مرتين، “اضرب عنقه يا زبير، فضرب عنقه” وكان من أخبار الزبير يوم أحد، مراقبته للصحابي أبي دجانة، حيث أخرج النبي صلى الله عليه وسلم، سيفا فقال “من يأخذه بحقه”
فقام إليه الزبير فلم يعطه أياه، وأعطاه أبا دجانة، فيقول الزبير وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيف فمنعنيه، وأعطاه أبا دجانة، وقلت أنا ابن صفية بنت عبد المطلب عمته ومن قريش، وقد قمت إليه وسألته إياه قبله فأعطاه أبا دجانة وتركني، والله لأنظرن ما يصنع، فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار، أخرج أبو دجانة عصابة الموت، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب فخرج وهو يقول، أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل، أن لا أقوم الدهر في الكي، ولأضرب بسيف الله والرسول، فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، وقد شهد الزبير بن العوام غزوة الخندق، وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، ويقول ابن إسحاق، فضربه فشقه باثنتين حتى فلَّ في سيفه فلا، وانصرف وهو يقول، إني امرؤ أحمي وأحتمي، عن النبي المصطفى الأمي، ولما سرت الشائعات بين المسلمين.
بأن قريظة قد نقضت عهدها معهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه، ولذلك انتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم، وقد شهد الزبير غزوة خيبر، وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا مرحب، فذكر ابن إسحاق، أن أخا مرحب وهو ياسر، خرج بعده وهو يقول هل من مبارز؟ فزعم هشام بن عروة أن الزبير خرج له، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب، يقتل ابني يا رسول الله، فقال ” بل ابنك يقتله إن شاء الله” فالتقيا فقتله الزبير، فكان الزبير إذا قيل له والله إن كان سيفك يومئذ صارما، يقول والله ما كان بصارم، ولكني أكرهته، ولقد كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم، مع علي بن أبي طالب ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة، فذهب علي بن أبى طالب، والزبير والمقداد رضى الله عنهم، فأمسكوا بالمرأة في روضة خاخ، وهى على بعد اثني عشر ميلا من المدينة.

L’image contient peut-être : 1 personne, plante, arbre et plein air

J’aime

Commenter
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *