Share Button

هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي ، وأمه السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهم أجمعين وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم، ويكنى أبا بكر.

وولد رضي الله عنه عام الهجرة، وحفظ عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وحدث عنه بجملة من الحديث، وهو يُعدّ أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرا، وسعادتهم به طاغية ، لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم فلا يولد لهم ولد.

ونشأ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه نشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة رضي الله عنها تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: أم عبد الله ، لأنها لم تنجب ولدا.

وهو صحابي جليل وابن الصحابي الزبير بن العوام، وقد استخلفه الخليفة عثمان بن عفان على داره فكان يقاتل الجند الذين دخلوا يقتلون عثمان حتى أصيب، فقد دافع عبد الله بن الزبير مع الحسن والحسين عن الخليفة عثمان، عندما حوصر يوم الفتنة الكبرى .

وإن عبد الله بن الزبير يقول على منبر مكة: والله لقد استخلفني أمير المؤمنين عثمان على الدار، فلقد كنت أنا الذي أُقاتل بهم، ولقد كنت أخرج في الكتيبة فأباشر القتال بنفسي، فجرحت بضعة عشر جرحا، فإني لأضع اليوم يدي على بعض تلك الجراحة التي جُرحت مع عثمان رحمه الله .

فأرجو أن يكون خير أعمالي ، وكان عثمان قد أمر عبد الله بن الزبير أن يصلي بأهل داره ما كان محصورا، وكان يصلي بهم في صحن الدار ، وشهد موقعة الجمل مع أبو الزبير بن العوام وخالته السيده عائشه رضى الله عنها ، وفي أثناء مسيرتهم من المدينة الى البصرة اختلف الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله على إمامة الجيش في الصلاة،

فحسمت السيدة عائشة أم المؤمنين الخلاف بأن سمت لهذه المهمة ابن أختها عبد الله بن الزبير، وكان لا يأخذ بِخطام الجمل الذى يحمل السيده عائشه رضى الله عنها ، أحد إلا قُتِل ، فجاء عبد الله بن الزبير بخطامه، فقالت عائشة: “من أنت؟” قال: “عبد الله بن الزبير” فقالت: “واثُكل أسماء “

فيقول بن الزبير فأقبل الأشتر فعرفني وعرفته ثم اعتنقني واعتنقته فقلت: اقتلوني ومالكا ، وقال الأشتر: اقتلوني وعبد الله، ولو قلت: الأشتر لقتلنا جميعا ، وخرج رجل من أصحاب علي بن أبي طالب فقال: يا معشر شباب قريش أكفونا أنفسكم، فإن لم تفعلوا فإني أحذركم رجلين ، أما أحدهما فجندب بن زهير الأزدي.

وهو رجل طويل، طويل الرمح يحتزم على درعه حتى يقلص عن ساقيه، وأما الآخر: فالأشتر مالك بن الحارث، وهو رجل طويل ، وطويل الرمح يسحب درعه سحبا يخب عند النزال ، فقال ابن الزبير: فبينا أنا أقاتل إذ أقبل جندب فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه .

فقلت: والله ما حدت عن قرن قط فانتهى إلي فطعنني في وجه حديد كان علي فزلق الرمح، فقال: أولى لك، قد عرفتك، لولا خالتك لقتلتك ، ثم دُفع إلى عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فطعنه فأذراه كالنخلة السحوق معتصبا ببردة جبره ثم قاتلت ساعة فإذا أنا بمالك قد أقبل فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه .

فقلت: والله ما حدت عن قرن قط، فدفع إلي فتطاعنّا برمحينا حتى كأنهما قضيبان، ثم اضطربنا بسيفينا حتى كأنهما مخراقان، ثم احتملني فضرب بي الأرض وقال: لولا خالتك ما شربت الماء البارد.

وأصيب عبد الله بن الزبير يوم الجمل، فلما كان عند غروب الشمس قيل له: الصلاة. فقال: أما الصلاة فإني لا أستطيعها ولكن أكبر ، وقد قام عبد الله بن الزبير ببناء الكعبه بعد أن حرقها ، الحصين بن نمير الكندى ، عندما حاصر مكه بمن فيها ثم ضربها بالمنجنيق .

فرأى الناس يومئذ أنه قد أصاب ، وبنى البيت حتى بلغ موضع الركن الأسود فوضعه، وكان الذي وضعه هو حمزة بن عبد الله بن الزبير، وشده بالفضة لأنه كان انصدع، ثم ردّ الكعبة على بنائها، وزاد في طولها فجعله سبعا وعشرين ذراعا، وخلّق جوفها، ولطّخ جدرها بالمسك حتى فرغ منها من خارج، وسترها بالديباج، وهو أول من كساها الديباج ، فلما فرغ من بناء الكعبة اعتمر من خيمة جُمانة عند مسجد السيده عائشة ماشيا معه رجال من قريش.

وهو خليفة من خلفاء المسلمين ولي الخلافة بعد يزيد بن معاوية تسع سنين حتى قُتل في الحرم المكي ، وآلت إلى ذريته بعد ذلك سقاية زمزم نيابة عن خلفاء بني العباس واستمرت فيهم إلى اليوم ولم تقم لهم بعد ذلك دولة كغيرهم من البيوت القرشية مثل الأمويين والعباسيين والعلويين.

وعن هشام بن عروة، عن أبيه وزوجته فاطمة، قال: خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنفست بعبد الله بقباء ، فقالت أسماء رضي الله عنها ، فجاء عبد الله رضي الله عنه بعد سبع سنين ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بذلك أبوه الزبير رضي الله عنه، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا، ثم بايعه.

وكانت أهم ملامح شخصية عبد الله بن الزبير ، هى كثرة حبه للعبادة بجميع أنواعها ، فقيل أن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قد قسَم الدهر على ثلاث ليال ، فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.

وحبه الشديد للجهاد ، فلم يكن غريبا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبا للجهاد؛ فقد شهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة خمس عشر من الهجره واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاء حسنا.

وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا تحت قيادة عبد الله بن سعد في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر.

وقد تقدم ابن الزبير إلى قفصة في تونس، وكانت الامبراطورية البيزنطية قد مدت نفوذها من طرابلس إلى طنجة، ويحكمها الملك جُرجير نائبا عن الامبراطور، وتمكن ابن الزبير من حسم المعركة لصالح المسلمين بعد أن قتل ملكهم جُرجير، وحمل البشرى بالفتح إلى الخليفة عثمان في المدينة، وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره .

وكان هناك بعض المواقف لعبد الله بن الزبير مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقيل أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه شرب من دم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد احتجم في طست، فأعطاه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قائلا: “يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد”.

فلما بَعُد، عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: “ما صنعت بالدم؟” قال: إني شربته ، لأزداد به علما وإيمانا، وليكون شيء من جسد رسول الله في جسدي، وجسدي أَولى به من الأرض. فقال: “أبشر، لا تمسَك النار أبدا، وويل لك من الناس، وويل للناس منك”.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *