Share Button
إعداد / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الصحابى الجليل عقبة بن عامر الجهنى، وكان عقبة بن عامر من أمراء وقادة الجيش العربي الإسلامي في محاربة البطريرك بطليموس ومن معه من الروم في دهشور ومدينة البهنسا، قال الواقدي حدثنا عبد الله بن عون قال، حدثنا جابر بن سنان عن عقبة بن عامر، قال كان الروم والنصارى من أعلى السور يرمون بالحجارة والسهام ولقيت المسلمون من عدو الله البطليوس أمرا عظيما لم يروا قبله مثله وكان أول من وصل إليهم البطليوس، فصبرت له المسلمون صبر الكرام، وكان عقبة بن عامر على رأس القوة الإسلامية في باب القندس بمدينة البهنسا، ومن اقتحام باب القندس بدء الفتح الذي تتوج بفتح تلك المدينة وسقوط آخر معقل روماني، ورفرفت راية الإسلام في صعيد مصر، وكان ذلك في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وكان عقبة مع عمرو بن العاص لما افتتح الفسطاط، ثم وجه عمرو بن العاص، عقبة بن عامر.
إلى سائر قرى أسفل الأرض، فغلب على أرضها وصالح أهل قراها على مثل صلح الفسطاط، وقد روى عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة وخمسين حديثا، أكثرها رواها عنه المصريون، وهكذا كان عقبة بن عامر، هو الامام الإمير والمقرئ الجهني القبيلة، المصري المسكن والوفاة، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه ورديفه، وهو من مشاهير الصحابة وأعلامهم وهو معدود فيمن خدم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يأخذ بزمام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقودها في الأسفار، وقد عدد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل المعوذتين وحثه على قراءتهما وكان عقبة بن عامر من أصحاب الصفة، وقد قال الذهبي قال عقبة بن عامر، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، وكنت من أصحاب الصفة، والصفة هو موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقرأ المهاجرين ومن لم يكن له منزل يسكنه.
وقال الزركلي عن عقبة أنه كان شجاعا فقيها شاعرا قارئا، من الرماة، و قال الذهبي وكان عالما مقرئا فصيحا فقيها فرضيا شاعرا كبير الشأن، وقال ابن حجر، قال أبو سعيد بن يونس، كان عقبة قارئا عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرا كاتبا وهو أحد من جمع القرآن الكريم، قال ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان وفي آخره مكتوب كتبه عقبة بن عامر بيده، وعن عقبة بن عامر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس” رواه مسلم، وقد شهد فتوح الشام وهو كان البريد إلى عمر بن الخطاب بفتح دمشق وكان له دار بدمشق بخط باب توما، وهو أحد أبواب مدينة دمشق من الجانب الشرقي، وقد شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وسكنها وقال عنه ابن ماكولا أنه شهد فتح مصر، واختط بها وقال ابن عبد البر، قال أبو عمر، وسكن عقبة بن عامر مصر.
وكان واليا عليها وابنتى بها دارا، ويوجد إلى الآن منطقة معروفة جدا بالجيزة بالقاهرة الكُبرى بمصر تسمى على أسمه ميت عُقبة فإنه رضي الله عنه لما نزل مصر اقطعه معاوية بن ابي سفيان ارضا بالجيزة فسكنها عقبة و كانت ارضا ومسكنا له ولأحفاده من بعده وسميت على اسم صاحبها منية عقبة أو ميت عقبة و معناها أنها أرض عقبة بن عامر، ويقول المقريزي بالخطط، أنه ذِكر منية عقبة، وهذه القرية بالجيزة عرفت بعقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، وقال ابن عبد الحكم أنه كتب عقبة بن عامر الى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما يسأله ارضا يسترفق فيها عند قرية عقبة، فكتب له معاوية بألف ذراع في ألف ذراع ، فقال له مولى له كان عنده، انظر أصلحك الله ارضا صالحة، فقال عقبة ليس لنا ذلك، إن في عهدهم شروطا ستة، منها الا يؤخذ من ارضهم شئ ولا من نسائهم ولا اولادهم ولا يزاد عليهم ويدفع عنهم موضع الخوف من عدوهم وانا شاهد لهم بذلك.
وهناك في رواية تقول أنه كتب عقبة الى معاوية يسأله نقيعا في قرية يبني فيها منازل ومساكن فأمر له معاوية بألف ذراع في الف ذراع فقال له مواليه ومن كان عنده أنظر الى ارض تعجبك فاختط فيها وابتن، فقال لهم انه ليس لنا ذلك، لهم في عهدهم ستة شروط، منها الا يؤخذ من ارضهم شئ ولا يزاد عليهم ولا يكلفوا غير طاقتهم ولا تؤخذ ذراريهم وان يقاتل عنهم عدوهم من ورائهم، وقال ابو سعيد بن يونس، وهذه الارض التي اقتطعها عقبة هي المنية المعروفة بمنية عقبة في جيزة فسطاط عمرو بن العاص، وكان عقبة بن عامر ممن شهد صفين، وكان في صف معاوية بن أبي سُفيان، وقد ولاه معاوية بن أبي سفيان إمارة مصر بعد موت اخيه عتبة بن أبي سفيان الذي كان واليا عليها، و جمع معاوية لعقبة في إمرة مصر بين الخراج والصلاة، وقد دام عقبة على إمرة مصر، إلى أن أراد معاوية بن أبى سفيان عزله ، فلما قدم مسلمة بن مخلد على معاوية بدمشق ولاه مصر.
وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر ثم سيره إلى مصر وأمر معاوية عقبة بغزو رودس ومعه مسلمة بن مخلد المذكور، فنشر عقبة بن عامر الرايات على السفن وكان اول من فعل ذلك، فخرج عقبة ومسلمة إلى الإسكندرية ثم توجها في البحر فلما سار عقبة استولى مسلمة على سرير إمرته، فبلغ ذلك عقبة بن عامر، فقال أغربة وعزلا، وكان ذلك لعشر بقين من ربيع الأول سنة سبعة وأربعين من الهجرة، وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وتولى مسلمة بعده الإمرة، وقيل أن عقبة بن عامر، مات في خلافة معاوية بن أبى سفيان، وقال ابن عبد البر أنه توفي في آخر خلافة معاوية، وقيل أنه ليس في الجبانة قبر صحابي مقطوع به إلا قبر عقبة فإنه زاره الخلف عن السلف، و قال الزركلي وفي القاهرة مسجد عقبة بن عامر بجوار قبره، و قال ابن حجر، وحكى أبو زرعة في تاريخه عن عبادة بن نسي قال رأيت رجلا في خلافة عبد الملك يحدث فقلت من هذا قالوا عقبة بن عامر الجهنى.
قال أبو زرعة فذكرته لأحمد بن صالح قال هذا غلط مات عقبة في خلافة معاوية وكذلك أرخه الواقدي وغيره، وقيل فى كتاب مرشد الزوار، لإبن عثمان ان قبر عقبة بن عامر بالقرافة، هو قبر ثابت لا شك فيه يتوارث زيارته الخلف عن السلف وانه هو الصحابي الوحيد الذي يثبت مكان قبره بالقرافة خلافا عن الصحابة الذين دفنوا بالقرافة و لم تُعلم قبورهم ودُثرت، ومن المرجح ان تكون هذه المنطقة هي حاليا نفس المكان الذي ذكره الموفق بن عثمان الذي به مسجد سيدي عقبة بن عامر بالقرافة قرب الإمام الشافعي، وبمسجد سيدي عقبة ضريح لعقبة بن عامر رضي الله عنه، ولكن قيل ان ضريح عقبة بن عامر الذي نراه الآن مبني على رؤية، فربما الشيخ الموفق بن عثمان قصد ضريح اخر غير هذا كان موجودا في زمانه واختفى في زماننا ام ماذا؟ فالله أعلم، وأما القول بأن عمرو بن العاص وابي بصرة مدفونين معه فلا يثبت، وأصح وأحسن ما قيل في قبور عقبة وعمرو وابي بصرة، انها بالمقطم كما هو ثابت لكن مختفية المعالم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *