Share Button
إعداد / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع الصحابى الجليل عقبة بن عامر الجهنى، وكان مما جاء في كراماته رضى الله عنه، أنه رئي بعض الأمراء في النوم ممن جاوره فقيل له ما فعل الله بك، فقال لهم غفر لي بمجاورة عقبة وروي له من البركات روايات كثيرة منها أن رجلا أسر له ولد فأتى قبر عقبة ودعا الله عز وجل فقام هناك، أى رد إليه، وقد ذكر خليفة بن خياط بتاريخه أن من أحداث عام ثمانى وثلاثين من الهجرة، هى معركة النهروان و بها أستشهاد عدد من أصحاب الإمام علي، و منهم أبو نعيم عقبة بن عامر الجهني، و هذا إما غلط و سهو من خليفة وكما قال ابن عبد البر، أو ان عقبة شهيد النهروان هذا غير عقبة صاحب مصر وأن هناك فرق بينهما، ومن الواضح ان خليفة فرّق بينهما بدليل أنه ذكر ايضا في احداث سنة ثمانى وخمسين من الهجرة، وفاة عقبة بن عامر بن عبس الجهني، وكان مما رواه عقبة رضي الله عنه، أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى صلاة غير ساه ولا لاه كفر عنه ما كان قبلها من سيئاته” وقال عقبة أيضا سمعت النبي صل الله عليه و سلم يقول ” تعجب ربك من شاب ليس له صبوة” وقال عقبة كنت آخذ بزمام بغلة رسول الله صل الله عليه وسلم في بعض غاب المدينة، فقال لي ” يا عقبة ألا تركب ، فأشفقت أن تكون معصية، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركبت هنيهة ثم ركب فقال صلى الله عليه وسلم ” الا اعلمك سورتين” فقلت بلى يا رسول الله فاقر أني قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم أقيمت الصلاة فتقدم وصلى بهما وقال صلى الله عليه وسلم ” اقرأهما كلما نمت وقمت” وعن عقبة بن عامر الجهني قال، ذهب إلى المسجد الأقصى يصلي فيه، فرآه ناس فاتبعوه، فقال لهم ما لكم? قالوا أتيناك لصحبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لتحدثنا بما سمعت منه، فقال لهم انزلوا فصلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول “ما من عبد يلقى الله عز وجل لا يشرك به شيئا، ولم يتند بدم حرام، إلا دخل من أي أبواب الجنة شاء” وعن عقبة قال خرجت من الشام يوم الجمعة، ودخلت المدينة يوم الجمعة، فقال لي عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” هل نزعت خفيك؟ قلت لا، قال أصبت السنة ” وقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن أبي عُشّانة، انه سمع عقبة بن عامر، يقول لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مالم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” من كذب قال ما لم أقل فليتبوّأ بيتا من جهنم” وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن مرثد بن عبد الله اليزنى، عن عقبة بن عامر، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أحق الشرط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج” وقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن الحسن، عن عقبة بن عامر ان نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال ” إذا أنكح وليان فهو للاول منهما، وإذا باع من رجلين فهو للاول منهما” وقد روى الإمام أحمد في مسنده.
عن قيس الجذامى، عن عقبة بن عامر الجهنى، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” من أعتق رقبة مسلمة فهي فداوه من النار” وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الرحمن بن شماسة انه سمع عقبة بن عامر على المنبر، يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر”وقد روى ابن ماجة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب، إلا بينه له” وكما روى ابن ماجة، عن أبي سعيد الرعينى أن عبد الله بن مالك اليحصبي أن عقبة بن عامر أخبره ان أخته نذرت أن تمشي حافية، غير مختمرة، وأنه ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ” مُرها فلتركب ولتختمر ولتصم ثلاثة أيام” وقد روى النسائي، عن ابن مجيرة، عن عقبة بن عامر.
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال” خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد، المقتول في سبيل الله شهيد، والغرق في سبيل الله شهيد، و المبطون في سبيل الله شهيد، و المطعون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيد” وقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن فروة بن مجاهد اللخني، عن عقبة بن عامر، قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي ” يا عقبة بن عامر، صل من قطعك، واعط من حرمك، واعفو عمن ظلمك” وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن مرثد، عن عقبة بن عامر، قام رسول الله صلى الله على وسلم، على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودّع للاَحياء والاَموات، فقال صلى الله عليه وسلم ” إني فرطكم على الحوض وان عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة، إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم” فقال عقبة فكانت آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المنبر.
وقد روى ابن ماجة في سننه عن أبي مصعب مشرح بن هاعان، قال، قال عقبة بن عامر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ قالوا، بلى يا رسول الله، قال هو المحلل، لعن الله المحلل والمحلل له” وروى عكرمة رضى الله عنه، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال “لعن رسول الله المحلل والمحلل له” وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، انه قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فرّوج حرير فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، ثم قال لا ينبغي هذا للمتقين” وإن لبسه صلى الله عليه وسلم الفرّوج، إما كان قبل تحريم الحرير على الرجال أو بعده، فالثاني لا يصح أن ينسب إلى النبيى صلى الله عليه وسلم، لاَنه ينافي عصمته صلى الله عليه وسلم، وأما الاَول فلبسه وصلاته كانت جائزة وعندئذ فما هو وجه التعبير عن ذلك العمل الحلال بقوله ” ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له.
ثم قاللا ينبغي هذا للمتقين” فانه لا يناسب مكانة العمل الحلال، ويحتمل أن يكون ذيل الحديث من تصورات الراوي، ويويده ما رواه مسلم، عن جابر بن عبد الله، ان النبي صلى الله عليه وسلم، لبس يوما قباء من ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر بن الخطاب، فقيل له قد أوشك ما نزعته يا رسول الله؟ فقال ” نهاني عنه جبرئيل، فجاءه عمر يبكي، فقال يا رسول الله كرهت أمرا واعطيتنيه فمالي؟ قال إني لم أعطكه لتلبسه انما أعطيتكه تبيعه، فباعه بألفي درهم” وقد روى الدارمي عن مشرح، قال سمعت عقبة بن عامر، يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فانه يجزى له عمله حتى يبعث” وهذا الحديث ظاهر في الحصر، و لكنه يخالف ما نقل عنه صلى الله عليه وسلم، من أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، فقال صلى الله عليه وسلك ” خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم يعمل به من بعده” .
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *