Share Button

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

سوف نتحدث فى هذا المقال عن ما نراه فى هذه الأيام من أخلاق وسلوكيات لم تمت للإسلام بصله، فلقد عُني الإسلام بالأخلاق الكريمه، منذ بزوغ فجره وإشراقة شمسه، فالقرآن الكريم في عهديه المكي والمدني على السواء اعتنى اعتناء كامل بجانب الأخلاق، مما جعلها تتبوأ مكانة رفيعة بين تعاليمه وتشريعاته، حتى إن المتأمِّل في القرآن الكريم يستطيع وصفه بأنه كتاب خلق عظيم، وأن الأخلاق هى جزء وثيق من الإيمان والاعتقاد، فإتمام الأخلاق وصلاحها هو من أهم مقاصد الشريعة الإسلاميه ومن بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فالمقصود من الأخلاق، هو تقوى الله سبحانه وتعالى، بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وكانت النتيجه بعد ذلك هو أن حسن الخلق منزلته في أعلى الجنة بضمان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتأكيده لذلك.

ولقد امتدح الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على كمال الأخلاق فقال سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه الكريم فى سورة القلم (وإنك لعلى خلق عظيم ) وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم، ولقد سئلت السيده عائشة رضي الله عنها، كيف كان خلق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان خلقه القرآن، فلقد كان عاملا بأخلاق القرآن وآدابه، وذلك أن القرآن الكريم أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس وأولهم عملا به وامتثالا لأوامره هو سيدُ الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد حث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الأخلاق، فعن أبي ذر الغفارى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ”

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ” رواه أبو داود، وعن عبد الله بن عمرو أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” إن خيارَكم أحاسنُكم أخلاقا ” رواه البخاري، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ” رواه أبو داود، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن، وإن الله ليَبغض الفاحش البذيء ” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء ”

واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ” رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويَبغض سَفسافها ” وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها، ولكن فقد أخبرنا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة ” قالوا ” من الرويبضه يارسول الله؟” فقال صلى الله عليه وسلم ” التافه يتكلم في أمرالعامة ” رواه أصحاب السنن، وقد وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تلك السنوات المتأخرة وكلما بعد الوقت عن الوحي كلما قلّ خيره وزاد شره.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما جاء زمان إلا والذي قبله خير منه ” ومعنى الخداع هو نوع من التدليس على الناس، وهى مهنة قديمة للسحرة والدجالين الذين يلبسون الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق وذلك طمعًا فى دنيا زائلة ومنصب بغيض، كما زين فرعون لقومه الباطل وتمادى فيه حتى صار بعد ذلك يستخف بعقولهم وهم يتبعونه ولاتعجب ففي أيامنا من يزين للناس الباطل ويستخف بهم والناس يصدقونه، وهذا من عجب السنين، ومن قبح هذه السنوات أن يصدق فيها الكاذب، ومن هنا يقاس ويوزن المرء بإعمار المساجد وذكر لله وعمل لدين الله، وإن الفرق واضح ولكن لمن كان له بصر وبصيرة فيحكم في أمور دينه ودنياه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأما عن الرويبضة فلهم حظ في هذه الأيام الخداعات، ولكن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال.

” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي ” ويجب علينا أنى نعى حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما ” جاء الدين غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء” قالوا: ” من الغرباء يارسول الله؟” قال: ” هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي ” رواه الترمذي واصله فى البخاري، ولكن يجب أن نقف وقفه مع ما نراه الآن من تهاوت وتفريط فى حق الله عز وجل من النساء والرجال فنرى من يتشبه بالنساء من الرجال، ونرى الكاسيات العاريات من النساء، ولكن يجب أن نعلم أن التبرج يضر النساء والرجال في الدنيا والآخرة، ويُزري بالمرأة، وهو حرام على الشابة، والعجوز، والجميلة، والشوهاء، فتبرج المرأة ضرره عظيم، وخطره جسيم، لأنه يخرب الديار، ويجلب الخزي والعار، ويدعو إلى الفتنة والدمار.

وإن من أعظم مفاسده هو تَشبّه كثير من النساء المسلمات بالنساء الكافرات في لبس القصير من الثياب والذي يجعلها عارية الذراعين والساقين، وغير ذلك مما أوجب الله عز وجل عليهن ستره وعدم إبداءه إلا لأزواجهن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَن تَشبّهَ بقوم فهو منهم ” فالتبرج معصية لله عز وجل، ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكبيرة من الكبائر، بل أنه قَرن رسول الله صلى الله عليه وسلم التبرج بأكبر الكبائر، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم سبعة اشياء، ” النوح والشعر والتصاوير، والتبرج، وجلود السباع، والذهب، والحرير” وأن التبرج هو من المعاصي وإن له من الآثار القبيحة المذمومة، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، وأن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه.

وذلك علامة الهلاك، فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله، وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ” إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار” وأن الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها، فكان من الغافلين، وأن المعصية تورث الذل ولا بد فإن العز كل العز في طاعة الله سبحانه وتعالى، وإن الذنوب تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عُمره ودينه ودنياهُ ممن عصى الله عز وجل، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق، ويجب أن نعلم جميعا أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المرأة لبس الحجاب ونهاها عن التبرج، وإذا كان هذا الخطاب واردا في أمهات المؤمنين ونساء الصحابيات فمن باب أولى أن يكون الحجاب واجبا على النساء اليوم.

وذلك لما صار عليه الحال من الفساد، وعليه، فالفتاة إذا لم تلبس الحجاب وكانت متبرجة فقد عصت الله سبحانه وتعالى واستحقت عقابه، ولكن لا أحد يستطيع الجزم بأن الله سيعذبها، فهي في مشيئة الله، ثم إنها إذا لم تشرك بالله شيئا فإن مصيرها إلى الجنة ولو عذبت في أول أمرها، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أتاه رجل وقال: يا رسول الله: ” ما الموجبتان؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار، فعلى أى فتاة أو امرأه متبرجه ترتدى الملابس الضيقه، والملابس الشفافه التى تصف جسمها والتى تثير به الغرائز والتى لا تبالى بما تفعل من اختلاط وكلام وأفعال تغضب الله عز وجل، فعليها أن تتوب إلى الله قبل فوات الأوان، فإن التوبة تمحو الذنوب.

ففي الحديث الشريف عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” التائب من الذنب كمن لا ذنب له ” رواه ابن ماجه، وقد قد ذكر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عدة عقوبات للمتبرجات، فذكر أن المتبرجات من أشد الناس عذابا يوم القيامة، وذكر أنهن ملعونات، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” وعن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصيا فلا تسأل عنه، وأمة أو عبد أبق من سيده، وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا

فتبرجت وتمرجت بعده، وثلاثة لا تسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره عزه، ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله ” والحديث صححه الألباني، وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم ” وأما في الدنيا، فإن التبرج والتعري ليس فيه حد معلوم، ولكنه يشرع لسلطان المسلمين أن يعزر المتبرجات والعراة بما لا يزيد على عشرة أسواط، ويدل لذلك ما في حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يجلد فوق عشرة جلدات إلا في حد من حدود الله تعالى ” فاتقى الله يا أمة الله .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *