Share Button

 

مع عبير مدين

كم مرة حصل وتاه نظرنا عن الطفل للحظات فقط، لنجد أنه تمكّن من حمل سكين في يده أو مقص الأظافر الصغير وكاد يؤذي نفسه لولا اسراعنا إلى التقاط ما يحمله ووضعه بعيداً عن متناوله.
وليس معنى أن يلعب الطفل بألعاب أمنه ان نتركه بمفرده حتى لو تلاحظ إستغراقه في اللعب

الوضع آمن؟

ولكن، هل حدث معكم أن اعتقدتم أن الطفل في وضع آمن تماماً فهو في السيارة في الخلف، في كرسي الأطفال برباط محكم لا يعرف فتحه، وقد أغلقتم أبواب السيارة لشراء غرض واحد من محل تجاري ركنتم سيارتكم تماماً أمام واجهته؟

حتى لو كان الوضع آمناً والطفل يغط في النوم، فاعتقادنا ليس في مكانه أبداً.

إذا وقع المحظور، كم سنلوم أنفسنا؟

ماذا لو لم يحصل أي شيء، واستفاق الطفل ليجد نفسه وحيداً في السيارة. إنه حتماً سيخاف وينزعج. قد يتحوّل خوفه إلى خوف دائم من أن يترك وحيداً في أي مكان مغلق.

إنه خوف من فقدان الأشياء والوجوه التي اعتاد عليها، ولا شك سيترك ذلك أثراً بالغاً في نفسيته.

السجن الإنفرادي

تشير مدوّنة “علم النفس اليوم”
، إلى أن ترك الطفل وحيداً في مكان مغلق يشبه الحبس الانفرادي. ومن النقاط الأساسية التي تطرقت المدوّنة إليها:

1- إن الطفل لا يمتلك بعد القدرة التحليلية لتخطي الأمر وإدراك ما يجري له، والأهل الذين يلجأون إلى هذا التدبير بحجة أنهم منشغلين ولم يتمكنوا من تأمين مرافقة بالغ لطفلهم يكونون مساهمين في التسبّب بالعقد النفسية لطفلهم.

2- إن ترك الطفل وحيداً هو من أسوأ الأمور التي يمكن للإنسان القيام بها لأنها تؤدي في نهاية المطاف إلى تسبب مرض الذهان النفسي للطفل.

3- إن بنية الطفل النفسية والبدنية تقوم على اتصاله مع راعٍ له، أو أكثر، ضمن العائلة، وهم الأب والأم والأخ أو الأخت الأكبر سناً والجد والجدة. والأطفال ليسوا مؤهلين بعد لفهم واستيعاب لماذا هم وحدهم.

4- الطفل يحتاج إلى رعاية الآخرين، وتعليم الطفل على الاستقلالية يأتي في مراحل متقدمة عمرياً، ولا يمكن اعتبار تركه وحيداً أمراً لا سوء يترتب عنه.

5- إن رؤيتنا للطفل يلعب بشيء ما على سجادة أمامنا في المطبخ في حين نكون منشغلين مثلاً في إعداد الطعام هو أمر يختلف تماماً عن تركه في مكان بمفرده

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *