Share Button

قصة نثرية

وانا صغيرة كبرعم متطفل
على تربة حديقة جدي
جصيصة بست بتيلات
كنت أسرح بناظري
في كل الاتجاهات المواربة للباب
أشعل قذائف الفرحة
وأنا اخنق الكتاكيت بيديّ
اسقط أنفي في الدلو واقذف به في قعر البئر
ثم أعدم الذئب
أشذب لحية جدي الأشعت وأصنع بها حلوى (صوف)
Barbe à papa.
كغمازتي الراقدة جهة خدي الأيمن
دون أن استفيد من ثمنها يوما

كان مذاقها يغسل أسناني المتفلجة من درن حبوب العدس المتبقة من العشاء.
أتجمل بأسورة الشعب
طفلة!

أعدّ أحذية المصليين وهم يتزاحمون
حول الصفوف الأمامبة…كأزرار جنود الجو اللامعة
_كالتي بحتفظ بها الشيخ
في دولاب التراث_
يفوحون مسكا وعطرا ويتمتمون وهم يفرقعون أصابتهم
كطلقات قناص مهرج يتعلق بطريدته المخنوقة

أحصد اللغو من فم جدتي الفارغ
وألعب شطرنج المقامات الصوفية بين الفينة والأخرى
كلما عج البيت ب رواد “الجدبة ”
بكل عناوينهم وزيهم الرسمي المألوف
ولافتاتهم التي مازلت أحفظها عن ظهر قلب
حتى صرت بارعة في هز الأكتاف
تحريك الرأس كالنحلة المخمورة
ودرب الدفوف (العيساوية والحمدوشية)
علما أنني لم ازر يوما
أضرحة المراقص
ولا حمامات الغانيات.

كنت فقط على شرفتي
في حديقة جدي العجوز.

كبر البرعم
شجرة أرز تدلت على قرنيْ الحديقة
تلعب بأغصانها على أوثار الكمان ورجليها قطعة مستقيمة
لوحة ” فتاة البالي”
كعادتي
اسمد جسدي ببعض الهواء
رمقت جدي المخضرم مسكا والكولونيا Rêve D ‘or
تفوح
من سجاده

وهو يحمل هاتفه
فتحه على يوتيوب
أفلام مجانية صور افروديت وبنات جنسها
وجدت عينيه الضيقتين يتغزالان،
جسمه ينتفض كفرخة مذبوحة
يعض على شفتيه الشاحبتين
مسجى في عالم
اخذه مابعد سبع سماوات
حيث لا تدخل الجنة عجوز

فبدت حركاته زلزالا بدرجات ترتفع تدريجيا على سلم الريختر.
انتصبت فرائضه
ولم ينتصب واقفا

وهو يتفقد لائحة فيتامينات الليل وحبوب التخصيب
لتربته التي اصابها قحط السبع سنين
تحنطت خصيته في جب برودة نهر جدتي الميت.

سألني وانا في العشرين
تعالي يا ابنتي
اقرئي لي هذه الوصفة!؟
فتحت شفتي على مصرعيهما كأبواب السجن وقت الاستراحة
حبوب الهلوسة … الباركنسون
رغم انها مكتوب تحت العلبة بالخط الغليظgras
فياغرا …
وانا في ذهني أن الحَولَ أصاب عيني … فتناثرت حروف ..غيفارا… عوض سابقتها
تحسست وجهي الباهت من الدهشة
لقد أهلكت كل الارقام
ومعادلات اللوغاريتم
وامتزج محلول
البوتاسيوم والاندريالين معا في دم دهشتي
فوجدتني البس نظارات جدي .
مازال صوت فيديو المستباح يهتز بين يديه
حتى سقط أرضا
بين يدي جيش الكتاتيت
وهم يتراقصون نشوة وارتعاشا.

بقلمي لالة فوز احمد..
ذكريات من ماض مات في أذهاننا

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *