Share Button

 

شاء الله أن ألتقي بأستاذي في أحلام يقظتي إذ جاء يعودني وجلس علي أريكة وخلفه نافذة تسللت منها بعض أشعة الشمس الذهبية علي استحياء وكانت المرة الأولي التي يزورني فيها في رائعة الصبح وبعد أن أشرق علي بإطلالته الرائعة أستكملت معه الحديث عن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم في عرصات القيامة فرد بأن الخلائق حين يلجمهم العرق ويطول إنتظارهم حتي يصرخوا (يا مالك ليقض علينا ربك) طافوا بسائر الأنبياء والرسل من لدن أبي البشر آدم مرورا بنوح وأبي الأنبياء إبراهيم وموسي الكليم وعيس المسيح عليهم السلام فيعلنونها صريحة أنهم يستحون أن يسألوا الله تعالي شيئا بعد مغفرته لهم وإذا بالمسيح ينصحهم عليكم بالذى كان آخر المرسلين وهو اليوم أولهم عليكم به فهو أمام المتقين وسيد العالمين وخاتم النبيين صلي الله عليه وسلم فيأتون النبي الأكرم وهو في قصره-خير قصور أهل الجنة-فينادون بأجمعهم يا محمد يا أبا القاسم يا أحمد يا سيد العالمين يا أمام المتقين يا خاتم النبيين فيشرق عليهم صلي الله عليه وسلم من قصره وقد أشرق النور من وجهه فأضاء قصور الجنة كلها ويقول لهم في ود وتحنان ما الذي أزعجكم من منازلكم؟؟ وما الذي جاء بكم ؟؟ فيقولون له أنت الذي جعلك الله خاتم النبيين وسيد العالمين وأمام المتقين ان ناسا من أمتك علي الصراط محبوسون قل نورهم وطفئ سراجهم فاشفع لهم عند ديان يوم الدين فينهض النبي العظيم وهو يعلنها مدوية في الآفاق أنا لها ويلبس الحلي والحلل ويضع علي رأسه التاج ويتبعه أهل الجنة حتي ينتهي إلي باب جنة عدن فيستفتح فيقال من هذا ؟؟فيقول أنا أحمد فيفتح له فإذا خلف السرادق ملك يتلألأ نورا ويقول صلي الله عليه وسلم فيهولني ما أري منه فيؤنسني ويمسحني ويقول يا أحمد أنت عبد وأنا عبد مثلك ثم أمضي فأنتهي إلي سرادق ثان فيستفتح فيقال من هذا؟؟فيقول أنا أحمد فيفتح لي فإذا خلف السرادق ملك عظيم أعظم خلقا وأشد نورا من الذي رأيت فيهولني ما رأيت من عظمة فيؤنسني ويمسحني ويقول يا أحمد أنت عبد وأنا عبد مثلك فلا أزال أمشي في عظمة الملائكة وبعضهم أشد نورا من بعض حتي أنتهي إلي السرادق السابع فأستفتح فيقال من هذا؟؟فأقول أنا أحمد فيفتح لي فإذا خلف السرادق جبريل عليه السلام فيقول مرحبا بهذا الصوت لقد كنت إليه مشتاقا فأمضي حتي أنتهي إلي الحجب فترتفع الحجب فيتجلي لي رب العالمين جل جلاله وعظمت قدرته فإذا نظرت إليه خررت له ساجدا فأحمده بتحميد ما حمده بمثله ملك من حملة العرش ولا من حملة الكرسي ولا نبي مرسل حينئذ في ذلك المكان حتي يقول الكروبيون والروحانيون وأصحاب السرادقات إن هذا لأهل أن يشفعه الله فيمن يشفع فهتفت من أعماقي صدق الله الجليل إذ يقول في حديثه القدسي والله لو سلكوا إلي كل سبيل وأستفتحوا علي كل باب ما فتحت لهم حتي يأتوا خلفك يا محمد .فرد أستاذي أو ماتدري ماذا يقول الجبار جل جلاله وعظمت قدرته لحبيبه محمد في هذا الموقف؟؟قلت له بلي يقول يا أحمد أرفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع وقال رسول الله صلي عليه وسلم وأرفع رأسي من السجود فإذا نظرت إلي ربي خررت ساجدا وأثني عليه بمثل ما حمدته به في المرة الأولي وأفعل ذلك ثلاث مرات وربي جل جلاله يقول لي في كل مرة أرفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع فأقول ناسا من أمتي محبوسون علي الصراط قل نورهم وطفئ سراجهم فأتمم لهم نورهم وأضئ سراجهم وهم الذين يقولون عند ذلك (ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا انك علي كل شئ قدير) فسألته وماذا يفعل ربنا جل جلاله بهؤلاء ؟؟ قال يمضون كما مضي إخوانهم إلي الجنة فيبعث الله تبارك وتعالي الملائكة فيأتون بالنور من جنة عدن ثم يغمسون غمسا فيحي الله نورهم ويضئ سراجهم ثم يقبل الملائكة علي أهل جهنم فيقولون
( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمته أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )سورة الأعراف الآيه 49 ذلك ان أهل جهنم لما نظروا إلي أصحاب الأعراف محبوسين علي الصراط قال بعضهم لبعض والله ما حبسوا إلا ليدخلوا معنا في جهنم فمن أجل ذلك قالت لهم الملائكة( أهؤلاء الذين لا ينالهم الله برحمة )ثم تقبل الملائكة علي أصحاب الأعراف فسألته وماذا قدم الحبيب المصطفي لهؤلاء ؟؟قال إن الملائكة حين يقولون لهم أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون -أي لا تحزنوا ولا تموتوا في الجنة أبدا- فيمضون والنور الذي جاءهم به الملائكة في جنة عدن يسعي بين أيديهم وبأيمانهم حتي يجوزوا الصراط ويدخلوا الجنة ويلحقوا بمنازلهم وأخوانهم ونبيهم العظيم محمد صلي الله عليه وسلم الذي شفع لهم وأردف أن الله الجبار جل جلاله وعظمت قدرته حبسهم ليظهر جاه النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم وفضله وحرمته ودرجته ومنزلته ومكانه عنده تبارك وتعالي من الشفاعة فهتفت ثانية والله لا يري في الأنبياء أحسن وجها من وجهه صلي الله عليه وسلم ولا يري في الكراسي أنور ولا أحسن من كراسي أمته ولا يري في الوجوه أحسن من وجوه أتباعه ولا في الصديقين والشهداء أحسن ولا أبهي ولا أنور منهم فرد أستاذي أن وهب بن منبه ذكر أن أبن عباس روي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (مكتوب علي باب الجنة إني أنا الله لا ألة إلا أنا لا أعذب من قالها إني أنا الله لا ألة إلا أنا محمد رسول الله لا أعذب من قالها ) ثم أنشد أستاذي
يا إلهي عسي تكون مجيري
بصلاتي علي البشير النذير
إني خائف كئيب حزين
أن أصلي بحر نار السعير
أيها الناس بادروا ثم جدوا
بالصلاة علي السراج المنير
ذاك خير الأنام جاء بصدق
وكتاب من السميع البصير
فيه أمر وفيه نهي وفيه
ما يؤدي إلي النعيم الكبير
لا تملوا من الصلاة عليه
سوف تنجوا من حر نار الزفير
ثم تحظوا بها بدار النعيم ليس تبلي من عند رب قدير
ثم دعا لي أستاذي وأنصرف ثم تلاشي كعادته مخلفا وراءه رائحة ذكية هي خليط من المسك والعود والبخور فاللهم أرحمه بقدر ما قدم من خير وخذنا إليه وإليك أخذ الكرام عليك وصل علي النبي الرفيع والنور البديع والحبيب الشفيع أكرم من ولد وأعز من فقد المبعوث من تهامه الآمر بالمعروف والإستقامة الشفيع لأهل الذنوب في عرصات القيامة اللهم صل علي محمد الزاهد رسول الملك الصمد الواحد صلاة دائمة منتهي الآباد طيبة باقية بلا أنقطاع ولا نفاد صلاة تنجينا بها من جهنم وبئس المهاد النبي الأكرم الذي جعلته خيرنا نفسا وأطهرنا قلبا وأصدقنا قولا وأذكانا فعلا وأثبتنا أصلا وأوفانا عهدنا وأمكننا مجدا وأكرمنا طبعا وأحسننا صنعا وأطيبنا فرعا وأكثرنا طاعة وسمعا وأعلانا مقاما وأحلانا كلاما وأوفانا زماما وأذكانا سلاما وأجلنا قدرا وأعظمنا فخرا وأكثرنا شكرا وأرفعنا ذكرا وأعلانا أمرا وأجملنا صبرا وأحسننا خبرا وأقربنا بشرا وأعظمنا شأنا وأرجحنا ميزانا وأولنا إيمانا وأوضحنا بيانا وأفضلنا لسانا وأظهرنا سلطانا وأبيننا برهانا وأرسخنا قدما وأبيننا علما وأوصلنا رحما وأبرنا قسما وأعظمنا كرما وأرعانا ذمما وأسطعنا نورا وأنورنا سرورا وأجملنا حبورا وأفضل العالمين حيا ومقبورا صلاة تجعلها بيننا وبين عذابك حجابا وتحملنا بها إلي كرامتك مثابا وتفتح لنا بها إلي الجنة العالية بابا اللهم صل عليه عدد قطر الأمطار وعدد ذر رمال الأودية والقفار وعدد ورق الأشجار وعدد ذبد البحار وعدد مياه الأنهار وعدد مثاقيل الجبال والأحجار وعدد أهل الجنة وأهل النار وعدد الأبرار والفجار وعدد ما يختلج في الليل والنهار وأجعل صلاتنا عليه حجابا من عذاب دار البوار وسببا لإباحة دار القرار وتوفنا علي سنته وأجعلنا من أهل ولايته ومحبته وأنفعنا بهدايته وعنايته وأدخلنا الجنة مع صحابته الأبرار الطيبين الأخيار آمين آمين يا أرحم الراحمين.
🌹المستشار عادل رفاعي🌹

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *