Share Button

كتب محمد درويش
الشتاء، فصل الخير والعطاء، وفصل تساقط حبات المطر التي تحيي الأرض والإنسان والنبات والحيوان،
فالشتاء يمثل بداية الخصب والخضُرة الزاهية، ويمثل نقطة الانطلاق للربيع والأمل، فبمجرد أن تهطل حبات الخير التي تحملها غيوم الشتاء، يختلف وجه الأرض ويُشرق، ويتهيأ الربيع للقدوم،
فلولا الشتاء لما كان هناك ربيع ولا صيفٌ ولا حتى خريف، ومن نعم الله تعالى على عباده في هذا الفصل أنه يُنزل لهم الماء المبارك من السماء، فيا لها من نعمةٍ لا توازيها نعمة. رغم برودة الشتاء ورياحه الباردة، إلا أنه يمنح أجواءاً لا تتكرر إلا به،
ففيه يُصبح دفء البيت ملاذاً لساكنيه، وتجتمع الأسرة جميعها لتطلب الدفء أمام المواقد المشتعلة، فوحده فصل الشتاء الذي يُنعم علينا بالبرد لنعرف قيمة الدفء فيه، خصوصاً أن لياليه الطويلة تُثير الشجن وتُشعل القلب بالأمل والفرح، وتحفز الأفكار لتصحو،
فالشتاء ملهم الشعراء والأدباء، وكم من قصيدةً خرجت على لسان شاعرها وهو يستمع لوقع حبات المطر، فصوت المطر يمثل سيمفونيةً خالدةً تعزفها الطبيعة ويُصغي لها الكون ليستمع لأروع الألحان وأجملها.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *