Share Button

التواصل مع الله .. نقاشٌ بنّاء !

  بقلم : د. مجدي إبراهيم

لتدوين المناقشات العلميّة إزاء القضايا الدينية أثرٌ بالغ الأهمية خصوصاً فيما لو كانت تلك المناقشات صادرة من عقول يُحسن الإصغاء إلى ما تفكر فيه، ولها بالطبع خصائص فكريّة تشحذ الذهن وتقوي القناعات الإيجابية، وتلطف الوجدان وترقق حواشي المؤمنين؛ وهى من الذكرى التي يحتفظ العقل بها على مرور الزمن فلا ينساها مع التدوين بل يذكرها؛ فيذكر اللحظة الطيبة التي أخرجتها قرائح المتحاورين.
كان لي صديق مثقف يرفض التقليد ويثور دوماً على المُقلدين، وهو صاحب نظرات ثاقبة ولفتات بارعة ذكر تعليقاً على مقال كتبه أحدهم تحت عنوان “التفسير العلمي والتصوف”، والذي يرى فيه كاتبه أن التصوف كما يقول، في وجهة نظره، إنْ هو إلا تعبيرٌ عن عصاب نفسي يقود صاحبه للانطواء والانسحاب من العالم ومن الحياة. دفع صديقي إليّ المقال لقراءته وتفنيد ما فيه.  
شكرنا صديقنا الكريم على قراءة هذا المقال، وكان الأولى أن نشكره نحن، أن قدّم إلينا مثل هذه النوعيّة من البشر لنتعرّف على طريقة التفكير لديها، ثم قال:
” أشكركم على القراءة، أنا شخصياً (ناقل المقال وليس بكاتبه). بعد القراءة، كانت عندى بعض التساؤلات : هل فعلاً أن الصوفيّة يعتقدون أن حواسهم مرهفة لدرجة أنهم يستقبلون رسائل إلهيّة؟ وهل الصوفي ينظر لنفسه على أنه من أهل الخلاص، وغيره من الهالكين؟ وهل معنى ذلك أن الصوفي فى عداء مع الواقع، ومع جوانب الحياة الماديّة ومتعها التي أتاحها الخالق؟ وهل الصوفي يعتقد أن كبت الشهوات وتعذيب الجسد والعزلة هى الطريق لصفاء النفس؟ ألا يتناقض ذلك مع الطبيعة الفطريّة للحياة التي تقوم على التواصل والتفاعل؟ وهل الصوفي له تجارب روحيّة يمكن تأكيدها عن طريق الوسائل والقياسات العلميّة حتى يقتنع الآخرون؟ ” (أ. هـ).
كان يوجّه أسئلته تلك إلى الذين يهتمون بالتصوف وينتسبون إليه، ومنهم شيوخ عُرفاء فضلاء أنا شخصياً أعتز أيّما إعزاز بمعرفتهم، ولكن المشايخ مشغلون بما لديهم من طاقات الإيجاب التي تتوالى عليهم فضلاً من الله من جرَّاء البقاء دوماً في رحابه تعالى، فلم يتلفتوا للرد، ولم ننتظر منهم أن يردوا على آراء لم نعرف لها قيمة ولا قدراً بين أولي الرأي والتهذيب ممّا أثاره كاتب المقال، فسبقناهم إلى الإجابة على تلك الأسئلة التي جاءت استفهاماً من الصديق العزيز لا من كاتب المقال. أمّا إجابتي فكانت كالآتي :
” أمّا عن أسئلتك يا صديقي، فجواب أكثرها بالنفي المُحقق. لئن كنت تثق فيما أقوله لك، فسأجيب عليها في هذه النقاط. أما كاتب المقال فلا أعيره اهتماماً :
فالأولى : بالفعل، الحواس لديهم مُرهفة ومشاهداتهم أعلى وأرقى طبعاً؛ لأن الوعي لدى الصوفي عالي ليس بالعادي. الصوفي صاحب مجاهدات مضنية شاقة، وعن هذه المجاهدات تصدر أحوال هى ثمرة ونتيجة، وبالتالي لا تستغرب عنهم هذه الهواتف الربانيّة، ولا أشياء تصدر عنهم من هذا القبيل، وغير هذا الكثير والكثير.
والثانية : هى من الكذب والافتراء على الصوفيّة؛ بحيث لا يمكن أن تمر على عقل واع. الصوفي دائماً لنفسه متّهم، شاعر بالتقصير يتوب ويستغفر، ويجعل من الاستغفار عادة له وديدناً .. فكيف يشعر أنه من أهل الخُلاص؟!
إنمّا المسلم عموماً لا الصوفي وحده (إمّا .. أو) . إمّا أن يكون عبداً مطيعاً؛ والطاعة لا تخلو من المكر. أو يكون عبداً عاصياً؛ والمعصية لا تخلو من الخذلان. فهو في الحالتين يحتاج إلى الاستغفار.
والثالثة: فيها أغاليط كثيرة، إذ الحياة الواقعية من خلق الله، والصوفي يعبد الله فكيف، بالبداهة، ينكر ما خلق؟!
نعم .. هو على عداء، ولكن مع الفساد والشر وتغيير ما خلق الله.
والرابعة: ليس الصوفي وحده هو من يعذب جسده ويكبت شهواته، ولكن قطع الشهوات؛ كما يقول ابن رشد إمام العقلانيّة في الفلسفة العربية، شرطُ في صحة النظر. ليس قطعها بالمرة ولكن ترويضها وترقيها والتسامي بها وإعلاء ملكات النفس الباطنة. للكاتب الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد كتاب اسمه “الفلسفة القرآنيّة” جاء فيه قوله في جملة مهمّة :” وممّا لا جدال فيه أن نوازع الجسد تحجب الفكر عن بعض الحقائق الاجتماعية، فضلاً عن الحقائق الكونيّة المُصفاة”.
والخامسة: المنهج والموضوع بين التصوف وغيره مختلفان، ولا يمكن إقناع الغير إلا بالتجربة الصوفيّة نفسها وإلاّ بالسلوك، أي بالقدوة الحسنة ومباشرة الحياة الروحيّة ذاتها في أرفع ما يمكن أن تباشره من ضروب العمل والسلوك فضلاً عن ضروب التوجُّه والاعتقاد.
أخشى ما أخشاه أنا شخصياً – نظراً لتفاهة هذا الكلام ممّا جاء به كاتب المقال – ألا ينظر إليه المشايخ مجرَّد نظر فقط؛ فما بالك بالتعليق عليه؛ إذ التعليق بالنسبة لهم مضيعة للوقت وللجهد في كتابة ليست حقيقة بعناء تدوينها، وهم أهل جهد مقنن ووقت محسوب. لكن يُلفت النظر حقاً ملاحظة حول كاتب المقال، وهو عندي غير جدير بالاحترام بالمرة. الاحترام لا من الناحية الخُلقية، ولكن من الناحية الفكريّة والأدبية، أنا شخصياً لا أحترم كاتب لا يعمل عقله ولا يجهد فكره فيما ينقله عن آخرين، ويكتفي بمجرّد التقليد. وهذا المقال منقول من آراء سابقة أكثر نقاطها – فضلاً عن مضمونها ومحتواها – ردّدها بعض علماء علم النفس الذين أخضعوا التصوف لمقاييسهم المادية، واعتبروه مرضاً نفسياً ومجرّد حالات غير سويّة؛ لأنهم حصروا أنفسهم في دائرة التجربة الحسيّة وحدها، وصار اختلاف المنهج من العوائق السلبية أمام فهمهم للحالات الصوفيّة.
المنهج مختلف يا عزيزى .. هذا يبحث في الحس والتجربة الحسيّة، وذاك منهجه الذوق والتجربة الروحيّة، والذي يقيس هذا بذاك هو من الجهالة بمكان بحيث يريد أن يقيس الشئ، وهو يجهل كيف يقاس!
ولو رجع الكاتب (المفكر!) الذي يزعم لنفسه أنه مفكر، إلى مؤلفات عالم النفس الأمريكي وليم جيمس، أو كتابات ليوبا، وباستيد، وأندرهيل، وثولس، وغيرهم من علماء النفس الديني؛ لعرف أن هذه الآراء قتلت طرحاً وبحثاً من قبل، ولكفى نفسه مؤنة التقليد الأعمى لأراء تمّ الرد عليها من قبل علماء النفس الديني أنفسهم.
أضف إلى هذا، أن المرض النفسي أو العقلي يصاحبه فقدان لشعور مستمر للأنا، والصوفي في كل حالاته لا يفقد استبصاره لذاته مطلقاً ولا شعوره بوحدته الذاتية مع الحق. الحالة الصوفيّة، كالبرق الخاطف لا يثبت ولا يدوم : فناء وبقاء، غيبة وحضور، سُكر وصحو، جَمْع وتفرقة، قبض وبسط، أوجاع لا حصر لها تعانيها الذات العارفة بين وصال وجذب، ونكوص وانقطاع ممّا لا يخطر على بال مخلوق سواه. ولو جعلنا من الصوفي شخصاّ مريضا،ً لجعلنا من الشاعر والكاتب والمُلهم والفنان والموسيقى وأولى الإبداع جميعاً مرضى عصابيين، لا لشئ إلا لأنهم يعانون مشاعر خاصّة تنزع بهم إلى التفرّد والامتياز، ويباشرون تجارب روحيّة ذاتية لا يعانيها غيرهم من أفراد الناس العاديين.
من يقول بنسبة التصوف إلى المرض يصطنع منهج المماثلة في دراسة حالات التصوف، وهذا خطأ في الحكم العلمي؛ لأنه لم يقم بتجربتها فيتعذر مماثلة الصوفي في حالاته الوجدانية والشعوريّة مماثلة حقيقية، وعلماء النفس الذين يعتمدون التجربة الحسيّة، ويصدرون أحكامهم على المتصوفة من خلالها، ليسوا بصوفيّة ولا هم يدرسون صوفية موجودين بالفعل، يتعاطفون معهم أو يفتقدون التعاطف معهم، وإنما يكتفون بتحليل قشور عرضيّة ممّا كان تركه قدماء الصوفية من آثار أدبية، ويقيمون عليها أحكامهم جُزافاً في غير تحقيق، الأمر الذي يعني أن دراستهم ليست دراسة تجريبيّة مُنصفة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
التقليد يا سيدي للآراء السابقة والإيغال في ترديدها ترديد الببغاوات دون صدور الرأي تحقيقاً عن صاحبه، لا يدل على تفكير، ولا يسمح على الإطلاق بوصف قائله بالمفكر، بخساً وجوراً لصفة التفكير.
والاستناد على مغالطات منهجية وتقويم قيم الحوار على أساسها، شئ يقدح في جديّة هذا الحوار ليحيله على الفور إلى هزل أو هزال.
والتقليل من شأن معارف أثبتتها وقائع التجربة الحياتيّة على حساب علوم أخرى يُراد لها الغلبة والانتصار، هو تقليل في الوقت نفسه من شأن الإنسان : مواهبه وملكاته وقدراته؛ لأن إعلاء جانب على جانب فيه فضلاً عن كونه يفقده التوازن المطلوب ويقدح قطعاً في ميزان العدالة، فهو أيضاً يُلقيه مدحوراً في حمأة الاعوجاج.
على أن العلاقة مع الله بسيطة غاية البساطة، وهى عميقة غاية العمق : بسيطة من حيث التوجُّه والاستعداد . عميقة في الطلب والتحقق والموالاة. والتواصل مع الله استعداد مباشر بالعظمة الإلهية داخل أطواء النفس البشرية وشعورنا بالشوق إلى تلك الحقيقة الكبرى؛ فليست هى ممّا يحتاج إلى تفسير علمي ولا إلى قياسات نظرية؛ لأن ميدان العلم غير ميدان الذوق الباطن. والخلط بينهما خلطُ بين العقل النظري والاستبطان الشعوري. ولا يسلم العلم من إعمال قوانينه في ميدانه كما لا يسلم الذوق الباطن من استعداد يؤهله للاتصال بالحقيقة العظمى، ولو بطرق غير تقليدية، وهى على الجملة عنوانُ البساطة في التواصل مع الله والاستعداد لمعرفته.   
يتحوّل الكفر البواح في بعض الأحيان إلى محض إيمان، ومن الإيمان الخالص تتراءى أشكال الكفر ظاهرة لكنها لا تمسُّ حقيقته ولا تقدح في نقائه. ولاكتشاف الطرق غير التقليدية للتواصل مع الله؛ سأحكي لك قصة مثيرة، لكن أصبر معي حتى أتمّها إلى آخرها ثم أعلق بعدها على هذا التواصل غير التقليدي. في الرواية الصوفية البديعة عن جلال الدين الرومي وشيخه شمس تبريزي” قواعد العشق الأربعون” لإليف شافاق، وترجمة خالد الجبيلي، والصادرة عن دار طوى للثقافة والنشر والإعلام في طبعتها الأولى سنة 2012م جاءت هذه القصة المثيرة لاكتشاف الطرق غير التقليدية للتواصل مع الله :
في أحد الأيام كان موسي يسير في الجبال وحيداً عندما رأي من بعيد راعياً. كان الرجل جاثياً على ركبتيه، ويداه ممدودتين نحو السماء، يصلي.
غمرت موسي السعادة .. لكنه عندما أقترب منه، دهش حين سمع الراعي يصلي بحرارة :
” يا إلهي الحبيب؛ إني أحبّك أكثر ممّا قد تعرف. سأفعل أي شيء من أجلك، فقط قل لي ماذا عَسَاَكَ تريد؟ حتى لو طلبت مني أن أذبح من أجلك أسمن خروف في قطيعي، فلن أتردد في عمل ذلك : أشويه، وأضع دهن إليته في الرّز ليصبح لذيذ الطعم”.
أقترب موسي من الراعي، لينصت إليه أكثر .. ” ثم سأغسل قدميك، وأنظف أذنيك، وأفليّك من القمل .. هذا هو مقدار محبّتي لك”.
عندما سمع موسي ذلك، صاح مقاطعاً الراعي وقال :
” توقف، أيها الرجل الجاهل! ماذا تظن نفسك فاعلاً؟ هل تظن أن الله يأكل الرّز؟ هل تظن أن لله قدمين لكي تغسلهما؟
هذه ليست صلاة .. هذا كفرٌ محض .. هذا كفر محض”.
كرر الراعي الذي أحسَّ بالذهول والخجل اعتذاره، ووعده بأن يصلي كما يُصلي الأتقياء .. فعلمه موسي الصلاة في عصر ذلك اليوم؛ ثم مضى في طريقه، راضياً عن نفسه كل الرضا، لكن في تلك الليلة سمع موسي صوتاً، كان صوت الله :
“ماذا فعلت يا موسي؟ لقد أنّبت ذلك الراعي المسكين، ولم تدرك مَعزَّتي له، إنّ قلبه صاف، ونياته طيبة. إني راضٍ عنه. قد تكون كلماته لأذنيك بمثابة كفر، لكنها كانت بالنسبة لي كفراً حلوا”.
فهم موسى خطأه في الحال .. وفي الصباح الباكر من اليوم التالي، عاد موسى إلى الجبال ليبحث عن الراعي؛ فوجده يصلي، لكنه، في هذه المرة، كان يصلي له بالطريقة التي علّمه إيّاها. ولكي يؤدي صلاته بشكل صحيح، كان يتلعثم، وكان يفتقد إلى الحماسة والعاطفة كما كان يفعل سابقاً، نادماً على ما فعله له.
رَبَتَ موسي على ظهر الراعي برفق حاني، وقال :” يا صديقي، لقد أخطأت .. أرجو أن تغفر لي .. أرجو أن تصلي كما كنت تصلي من قبل، فقد كانت صلاتك ثمينة ونفيسة في عيني الله “.
تملكت الراعي الدهشة عندما سمع ذلك، لكن إحساسه بالارتياح كان أعمق، بيد أنه لم يشأ العودة إلى صلاته القديمة. ولم يلتزم بالصلاة الرسمية التي علمه موسي إيّاها .. فقد أكتشف طريقة جديدة الآن كي يتواصل بها مع الله .. بالرغم من أنه كان راضياً وسعيداً بإيمانه الساذج، فقد تجاوز الآن تلك المرحلة، أي ما بعد ذلك الكفر الذي كان يتحلّاه”.
ومفادُ هذه القصة، كما ترى، يا صديقي : إننا لا ينبغي على الإطلاق أن نحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله؛ فلكل أمريء طريقته وصلاته الخاصّة. إن الله لا يأخذنا بكلماتنا، بل ينظر إلى أعماق قلوبنا. وليست المناسك أو الطقوس هى التي تجعلنا مؤمنين بل إنْ كانت قلوبنا صافية أم لا، هو وحده محك الإيمان ومحك الإخلاص؛ ومتى فُقد الإيمان حرارة العاطفة وحماسة الاتصال، فقد جذوته المشتعلة في قلوب المؤمنين. فالنمو الروحي يكمن في وعينا، لا بتوجّسنا من أمور معينة. يجب ألا يحول شيء كائناً ما كان بين أنفسنا وبين الله؛ لا أئمّة ولا قساوسة، ولا أحبار، ولا أيّ وصيّ آخر على الزعامة الدينية أو الأخلاقية، ولا السادة الروحيون؛ ولا حتى إيمانك.
آمن بقيمك ومبادئك، لكن لا تفرضها على الآخرين. وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فهما كانت العقيدة الدينيّة التي تعتنقها فهى ليست عقيدة جيدة.
ابتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها. فرّقها عن قلبك؛ لأنها تشوّه رؤيتك. ليكن الله وحده دليلك. تعلّم الحقيقة، يا صديقي، لكن أحرص على ألا تصنع من الحقائق التي تتكون لديك أوثاناً. يذكرني هذا بإشارة من إشارات الإمام الهمام أبي الحسن الشاذلي في هذا الصدد :” فرّق الأصنام عن قلبك، وأرح من الدنيا بدنك، ثمّ كن كيف شئت؛ فإن الله تعالى لا يعذّب العبد على مدّ رجليه من التعب مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب، وإنمّا يعذبه على تعب يصحبه الكبر “.
وتفرقة الأصنام عن القلب منزلٌ من منازل المعرفة يجتازه صاحب المعراج الروحي من أدنى إلى أعلى؛ أعني من النفس، فالقلب، فالروح، فالسر؛ فكما أن النفس تحتاج إلى رياضة وسياسة ومجاهدة، فكذلك القلب بحاجة شديدة إلى تفرقة الأصنام عنه مما لحق به من سوء التسليك؛ وأهمها في هذه الإشارة البديعة : عوالق الدنيا ولواحقها ومطاردتها للقلب الذي استقرت فيه وسيطرت عليه حتى لم تعد تريه إلا حكمها، وحكمها هو حكم من اجتمعت في قلبه الأصنام والأرباب فلم يقدر على تفريقها، ولا أراد؛ فأصابه التعب الذي لا راحة فيه، وهو يظن أن سعادته في تعبه، لكنه تعب المتكبر الملهوف على الدنيا يتعذب بكبره على الدوام وهو لا ريب جدُّ تعبان!        

 بقلم: د. مجدي إبراهيم

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *