Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد سبق في مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى الناس كافة، فخصه بصفات تميز بها، وكان قمة فيها، وكانت أمثلة حية تحتذى، فكان في الكرم أجودَ الناس، وكان أجود من الريح المرسلة، وكان في شجاعته نموذجا حيّا لا يبارى، أودع الله تعالي في قلبه أعظم نصيب من الشجاعة في مواطن الخطوب، كان إذا اشتد الكرب، وحمي الوطيس، واستولى الرعب والضيق على الناس، وكان صلى الله عليه وسلم مثابة الأمان للمسلمين، وبطلا يفوق كل الأبطال، وإن مواقفه الخالدة في الحروب، وشجاعته النادرة في المعارك، وتصرفاته الحكيمة، في أحلك المواقف، لما يرسم للقادة طريقهم، ويضع لهم أسس القيادة المُثلى، وقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه.
“إنا كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق الناس حديثًا، وقد عُرف بذلك بين أهله وعشيرته، وكل مَن خالطه، وبهذا اكتسب ثقة الناس به، وحين أمره الله تعالي بالجهر بالدعوة نادى قومه، ولما اجتمعوا له قال لهم ” يا معشر قريش أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصدقي؟ قالوا نعم ما جربنا عليك كذبا، يا بن عبدالله، فقال لهم إني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة، فقال أبو لهب تبا لك يا محمد، ألهذا جمعتنا؟ فنزل قوله تعالى ” تبت يدا أبي لهب وتب ” وإنه من المعلوم أنه حين ولد النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم سماه جده عبدالمطلب “محمدا”
وجاء في القرآن الكريم تسميته على لسان المسيح عليه السلام “أحمد” وقد عرف قبل النبوة بالأمين، وعن جبير بن مطعم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لي خمسة أسماء أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب” متفق عليه، وعن أبي موسى الأشعري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال “أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة” وقال جبير بن مطعم رضي الله عنه وقد سماه الله رؤوفا رحيما، وقال ابن القيم “وكلها نعوت، ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال” ولما كان الأمر كذلك، فقد ذهب كثير من الناس.
يشتقون له الأسماء من كل صفة كريمة، وهم يظنون أنهم يحسنون بذلك صنعا، وقد قال ابن دحية في تصنيف له مفرد في الأسماء النبوية، قال بعضهم أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدد أسماء الله الحسنى، تسعة وتسعون اسما، قال ولو بحث عنها باحت لبلغت ثلاثمائة اسم” ولما كانت بعض هذه الصفات “الأسماء” هي من أسماء الله الحسنى، اضطر القاضي عياض أن يعقد فصلا يبين فيه أن الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته لا يشبه شيئا من مخلوقاته، وقال الزرقاني في شرحه على المواهب “نقل الغزالي وأقره في الفتح على أنه لا يجوز لنا أن نسميه صلى الله عليه وسلم باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه، أي لا يجوز أن نخترع له علما، وإن دل على صفة كمال، فلو جوزنا ما لم يرد به سماع
لربما وصف بأوصاف تليق بالله دونه، على سبيل الغفلة، فيقع الواصف في محظور، وهو لا يشعر” وهذا الذي نقله الزرقاني هو الصواب، إذ يجب الوقوف عند ما ورد به النص.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *