Share Button

 

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، وشغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة، وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب، وفيها أيضا يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت، وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم.

 

ويوقنون بأن الله معهم وناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته، وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذه السيرة النبوية الخالدة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن العقل نعمة فإذا استخدمته في طاعة وحافظت عليه فقد شكرت النعمة وأديت حقها، فبذلك تنال الرحمة والمغفرة، أما إذا استخدمته في معصية وأسرفت فيه، وتعديت عليه بالمسكرات، فقد ظلمت نفسك وكفرت بالنعمة ولم تؤدي حقها فبذلك دخلت في دائرة الظلم والكفران، فالأمر في ذلك منوط بعمل الإنسان، وقس على ذلك بقية النعم.

 

فى النهايه إعلم أن الخمر والمخدرات مفتاح كل شر، فكم أوقعت في قتل النفس المعصومة، وتسببت في الوقوع في الفاحشة والرذيلة، فيالها من عاقبة وخيمة، ونهاية مؤلمة لمن ألف الخمر وشربها، وقال عبدالله بن رجاء الغداني البصري رحمه الله كان لأبي حنيفة رحمه الله جار إسكافي وهو صانع الأحذية، يعمل نهاره أجمع، فإذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه، أو سمكة فشواها، ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غزل بصوت يقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر، فلا يزال يشرب الخمر ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يصلي الليل كله، ففقَد أبو حنيفة ليلة صوته، فاستخبر عنه، فقيل أخذه العسس وهو محبوس، فلما صلى أبو حنيفة الصبح من غده ركب بغلته، وجاء الأمير فاستأذن عليه.

 

فأذن له وألا ينزل حتى يطأ البساط، فلم يزل الأمير يوسع له في مجلسه حتى أنزله مساويا له فقال ما حاجتك؟فقال إسكافي أخذه الحرس ليأمر الأمير بتخليته، قال نعم، وكل من أخذ معه تلك الليلة، فخلى جميعهم، فركب أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه، ولما نزل مضى إليه، وقال يا فتى أضعناك؟ قال لا، بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا، عن حرمة الجار ورعاية الحق، وتاب الرجل، ولم يعد إلى ما كان فيه، فعلينا جميعا أن نتوب إلي الله عز وجل، فاصنعوا المعروف لكي تنالوا مغفرة الله تعالى وتدخلوا جنته، وأحسنوا إلى عباد الله، وأدوا إليهم حقوقهم الواجبة والمستحبة حتى يحسن الله إليكم، وييسر لكم أموركم، ويفرج عنكم كربكم في الدنيا والآخرة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *