Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أمام بعد إن من صفات الأولياء أنهم يخفون أعمالهم ولا يبرزونها للناس، بل قد لا يعرفهم الناس ولا يأبهون لهم، فعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى المسجد فوجد معاذ عند قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم يبكي فقال ما يبكيك؟ قال حديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ” اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة” رواه ابن ماجه، ولقد كانت الصحابة الكرام.
هم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا وقد اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه ” وكما قاله ابن مسعود رضي الله عنه “فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة ” وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، في قول الله عز وجل فى سورة النمل “قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى” وقال هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه ” إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه ” والصحابي هنا هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم، مؤمنا به، ومات على ذلك، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ” وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ” لقد منّ الله سبحانه وتعالى على البشرية جمعاء بمنة عظيمة ألا وهي إرساله عز وجل، إليهم الرسل والأنبياء الكرام مبشرين ومنذرين ليخرجونهم من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى، لئلا يكون لهم حجة بعد الرسل.
فهم الذين يقودون موكب البشرية للإيمان والحق، وحولهم عليهم الصلاة والسلام، رجال ينشرون دعوتهم من بعدهم، ويأتي في طليعة أولئك الرجال، الرجال الذين كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، علما وعملا وتصديقا وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهادا في سبيل الله والدعوة إلى دينه، وسبقا إلى كل خصلة جميلة، فبلغوا الغاية في العلم والفضل والمعروف منزلة لم يبلغها أحد قبلهم ولا بعدهم، اصطفاهم الله لتلقي التنزيل، وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بالدين القويم، فكانوا في جميع أمور حياتهم على الصراط المستقيم، فأثنى الله عليهم بحسن الإيمان، وسلامة المنهاج، وسداد القول، وصالح العمل، وكمال الخلق، وأخبر برضاه عنهم، ووعدهم بجنات النعيم، وقد اجتمع لهم تزكية الله تعالى وثناؤه، ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذكره لفضائلهم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *