Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، لا ينطق من غير حاجة، طويل السكوت، إذا تكلم تكلم بجوامع الكَلم، كان دمثا ليس بالجاحد، ولا المهين، يعظم النعم وإن دقت، ولا يذم منها شيئا، ولا يذم مذاقا، ما عاب طعاما قط، ولا يمدحه، لا يمدح ولا يعيب، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان منها، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، وكان يؤلف ولا يفرق، يجمع الناس لا يفرقهم بالغيبة والنميمة، فكان يؤلف ولا يفرق، يقرب ولا ينفر، يكرم كريم كل قوم ويوله عليهم، يتفقد أصحابه، يسأل الناس عما في الناس، يحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، لا يقصر عن حق ولا يجاوزه.
ولا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو ما يسره من القول، كان دائم البشر، سهل الخلق، ليِّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يخيب فيه مؤملا، وكان لا يذم أحدا ولا يُعيره، ولا يتكلم إلا فيما يرجى ثوابه، يضحك مما يضحك منه أصحابه، ويتعجب مما يتعجبون، ويصبر على الغريب وجفوته في مسألته ومنطقه، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه، فقال تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” صلى الله عليه وسلم، وإن الولاية ضد العداوة، وأصلها المحبة والقربة، ومعني ولاية الله تعالي هي موافقته بأن تحب ما يحب، وتبغض ما يبغض، وتكره ما يكره، وتسخط ما يسخط، وتوالي من يوالي، وتعادي من يعادي.
وولي الله هو العالم بالله تعالى، المواظب على طاعته، المخلص في طاعته، وإن لولاية الله عز وجل أنواعا ومراتب وشروطا، أما أنواعها فهي نوعان عامة وخاصة، فالعامة هي ولاية كل مؤمن، فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا، وفيه من الولاية بقدر إيمانه وتقواه، والولاية الخاصة أن يكون العبد قائما لله بجميع حقوقه، مؤثرا له على كل ما سواه في جميع حالاته، قد صارت مراضي الله ومحابه هي همه ومتعلق خواطره، يصبح ويمسي وهمه مرضاة ربه وإن سخط الخلق عليه، فهذا له الولاية الخاصة، وفي الحديث ” ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها” وأما مراتبها فقد ذكرها الله تعالى.
في قوله تعالي كما جاء في سورة النساء ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” فالأنبياء هم أفضل الأولياء، ثم يليهم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون، وبهذا يتبين أن الأولياء ليسوا في درجة واحدة بل بعضهم أفضل من بعض، وأما عن شروطها، فأولها الإيمان والتقوى، حيث قال الله تعالى في سورة يونس ” ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون” وقال الطبري “وليّ الله هو من كان بالصفة التي وصفه الله بها، وهو الذي آمن واتقى” وثانيها هي متابعة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم والاقتداء به، فقال ابن تيمية “فأولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد ، فيفعلون ما أمر به.
وينتهون عما عنه زجر، ويقتدون به فيما بيّن لهم أن يتبعوه فيه” وقال رحمه الله “ومن ظن أن لأحد من أولياء الله طريقا إلى الله غير متابعة محمد صلي الله عليه وسلم باطنا وظاهرا فهو كافر”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *