Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم الذي كان يراعي مشاعر كثير من الناس الذين حس أن مشاعرهم ربما انجرحت، فهذا الصعب بن جثامة رضي الله عنه يرى النبي عليه الصلاة والسلام في الطريق وهو مسافر إلى الحج محرما، فيرى حمار وحش فيصطاده ثم يأتي به إلى النبي عليه الصلاة والسلام هدية، فالنبي عليه الصلاة والسلام ردّه عليه مع أنه ليس من عادته رد الهدية، فرأى التغير والتلون والتأثر بهذا الصحابي الجليل إذ إنه أراد إكرام النبي عليه الصلاة والسلام فرده عليه، فلما رأى صلى الله عليه سلم تأثره قال “إنا ما رددناه عليك إلا أنا حُرم” وأنت تعلم أن المحرم لا يصطاد ولا يأكل مما صيد له، فهذا الصحابي الجليل صاد من أجل النبي عليه الصلاة والسلام.
وذلك صار هذا الصيد في حقه صلى الله عليه وسلم مثل الميتة يحرم عليه فرده عليه، فبرد قلبه وأطفئت المشاعر الملتهبة في صدره ففرح وسُر إذ النبي عليه الصلاة والسلام بيّن له السبب، وهكذا في كثير من القضايا التي تحدث بين الناس بين الأصدقاء، بين الأب وابنه، وبين الأزواج وما شاكل ذلك ربما تؤدي إلى تعكر الأجواء فإذا ظهر السبب كما يقال بطل العجب تزول تلك المشاعر الملتهبة التي تأثرت نتيجة ذلك القول أو ذلك الفعل، وإن الله تبارك وتعالى حين خلق هذا الإنسان أوجد فيه أحاسيس ومشاعر، وهذه الأحاسيس والمشاعر، إما أن تجعله فرحا مسرورا، وإما أن تجعله كئيبا وحزينا، وذلك بحسب العوامل التي تطرأ على هذه المشاعر، وهذه الخصلة من الفروق بين الإنسان والجمادات.
ففي الإنسان مشاعر وأحاسيس لا بد أن تراعى ولا بد أن تحترم ولا بد أن ينمي الإنسان هذه المشاعر، وألا يكبت هذه المشاعر إن كانت إيجابية فلا بد من إظهارها وإفشائها لأن ذلك يعود بالمصلحة على هذا الإنسان وعلى من يعايشه، واعلموا رحمكم الله أنه لا يجوز لأحد كائنا من كان الاستغناء عن شريعة محمد صلي الله عليه وسلم فضلا عن مخالفتها، فقال شيخ الإسلام رحمه الله ” من اعتقد أن في أولياء الله من لا يجب عليه اتباع المرسلين وطاعتهم فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، مثل من يعتقد أن في أمة محمد صلي الله عليه وسلم من يستغني عن متابعته كما استغنى الخضر عن متابعة نبي الله موسى عليه السلام، فإن موسى عليه السلام لم تكن دعوته عامة، بخلاف رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم.
فإنه مبعوث إلى كل أحد، فيجب على كل أحد متابعة أمره، وإذا كان من اعتقد سقوط طاعته عنه كافرا فكيف من اعتقد أنه أفضل منه أو أنه يصير مثله؟ ومن صفات الأولياء هو التحلي بالعلم الموروث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم والاتصاف بالفضل وصفاء القلوب والعقيدة والإخلاص لله تعالى والدعوة إليه، فقال ابن عبد البر ” فمن الحب في الله حب أولياء الله، وهم الأنقياء العلماء الفضلاء، ومن البغض في الله بغض من حاد الله وجاهر بمعاصيه أو ألحد في صفاته وكفر به وكذب رسله أو نحو هذا كله”.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *