Share Button

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، الذي كان من رحمته صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرة وهو طائر صغير، معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرّش أي ترفرف بجناحيها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها” رواه أبو داود، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون، أي يسقون عليه، وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره.

 

وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا، فقاموا، فدخل الحائط أي البستان، والجمل في ناحيته، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ، فقالت الأنصار يا رسول الله، قد صار مثل الكلب، نخاف عليك صولته، قال ليس عليّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك، ونحن نعقل، فنحن أحق أن نسجد لك؟ قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها” رواه أحمد.

 

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، أما بعد فإن الطلاق الشيطاني هو الذي لا يكون على السنة النبوية الشريفة، أو يكون بسبب غير معتبر شرعا، كأن تطلب المرأة من زوجها الطلاق من أجل وظيفتها أو دراستها أو تطلب الطلاق لأنه يريد أن يتزوج عليها، فليس هذا من الأعذار المعتبرة في الشريعة الإسلامية، وليس يحق للمرأة أن تطلب الطلاق بسببه، لأنه من شرع الله، وما كان من شرع الله فإنه يدخل في طاقة الإنسان، لأن الله لا يشرع إلا ما هو في طاقتنا، كما قال تعالى “وما جعل عليكم في الدين من حرج” فلا يوجد حكم شرعي فيه حرج ومشقة على الناس، لأن هذا مناف لأصل هذه الشريعة السمحة “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وأما من تقول إنني لا أطيق هذا الأمر فهي كمن يقول إنني لا أطيق الصوم أو الحج.

 

فالأصل أنه لا يقبل قوله ويلزمه الصوم والحج إلا أن يأتي بما يثبت عجزه كمرض مثلا، أما المسلم الطبيعي فإنه يطيق الصوم ويطيق الحج ويطيق الصلاة في أوقاتها المشروعة، وهكذا المرأة فإن الأصل إطاقتها لأمر التعدد رغم ما فيه من مشقة، إذ هذه المشقة هي سر الابتلاء في هذا التشريع الرباني الذي هو مما يختبر الله به إيمان المرأة وصبرها وتعلقها بخالقها وقبولها لشريعته، وإن عقاب الزاني يوم القيامة، يكون بينه وبين الله تعالى، فمن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم والسنة النبوية حذرت من هذه الجريمة، مما يعني أنها محرمة شرعا ويترتب عليها عقابا في الدنيا والآخرة، فعقاب الآخرة مقتصر على العذاب الذي سيتلقاه جراء فعلته التي تعد من الكبائر، لقوله تعالى ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا”.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *