Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد تم على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إصلاحات عظيمة، وحوادث ضخمة تؤكد عظمته، ومن هذه الإصلاحات هو توحيده الأمة العربية بعد أن كانت قبائل لا تؤلف بين عناصرها وحدة، وقضاؤه على الوثنية، وإحلاله محلها الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفع الإنسان إلى مراتب السمو والكمال، وإحداثه إصلاحا حول العرب من الفساد والانغماس في الشهوات وضياع حقوق المستضعفين، إلى الأخلاق الفاضلة، وعبادة الله وحده، وتحقيق العدالة الاجتماعية، غير مُفرق بين الضعفاء والأقوياء، وجعل أساس التفاضل هو التقوى، حيث قال تعالي ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” فإننا نحتاج إلى إنسانية في التعامل مع الكبير، إنسانية في التعامل مع المذنب، إنسانية في التعامل مع المخطئ.
إنسانية في التعامل مع الحيوانات، إنسانية في التعامل مع النساء، إنسانية في التعامل مع غير المسلمين، إنسانية في تعامل الطبيب مع المرضى، إنسانية في تعامل رب العمل مع عماله، إنسانيه في تعامل الموظفين، والمسئولين والإداريين مع الجماهير وقضاء حوائجهم، إنسانية في التعامل مع جميع فئات المجتمع مع اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم وأشكالهم وألوانهم ووظائفهم وأحوالهم، نحتاج أن نجسد الإنسانية من خلال شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين ونسقطها على أرض الواقع، فهو قدوتنا وأسوتنا وهذا هو احتفالنا واحتفاؤنا به صلى الله عليه وسلم، وقد روى عن ربه في الحديث القدسي” إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي” وبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الراحمين يرحمهم الله.
وأرشد المؤمنين إلى التزام الرحمة فقال لهم “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” رواه الترمذى، وبيّن أيضا صلى الله عليه وسلم أن الرحمة خير من الإفراط في العبادة، فقد خرج النبى صلى الله عليه وسلم عام الفتح إلى مكة في رمضان، حتى بلغ موضعا يدعى كراع الغميم فصام، وصام الناس، ولما رأى بعض الناس قد شقّ عليهم الصيام بسبب وعثاء السفر دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، ولما قيل له إن بعض الناس لا يزال صائما، قال “أولئك العصاة” رواه مسلم، وهذا رجل يسرع الخطا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يغشاه الفرح الكبير، وتغمره الفرحة العارمة ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة معه، وعلى الجهاد في سبيل الله تحت رايته يقول له.
” يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة والجهاد، وتركت أبواي يبكيان ” فيقول له عليه الصلاة والسلام “ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما” رواه النسائي، فإن بسمة تعلو شفتي أب حنون، وتكسو وجه أم متلهفة، لا تقّدر عند النبى محمد صلى الله عليه وسلم بثمن، حتى حينما يكون الثمن جهادا في سبيل الله، يثبت دعوته، وينشر في الآفاق البعيدة رايته، وحينما تتم العبادة على حساب رحمة الوالدين تتحول إلى عقوق.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *