Share Button
الدكروري يكتب عن التمرين العملي في شعبان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان الصحابة الكرام يستعدون لشهر البر والإحسان شهر رمضان، فكانوا يجتهدون في شعبان في العبادة فكان الصحابي من الصحابة، يعدّ نفسه بالتلاوة للتفرغ لتلاوة القرآن فى شهر رمضان، وفرّغ نفسه من الديون التي لله تعالى وهي الزكاة، وأغنى بها إخوانه الفقراء والمساكين ليستعينوا بها على طاعة الله، في شهر رمضان، ودرس الأحكام مع العلماء الأجلاء حتى يكون شهر رمضان شهر عبادة خاصة لله عز وجل، وإذا كان أكابر العلماء إذا دخل رمضان تفرغوا للصيام وطاعة الله ولم يؤدوا دروسا للعلم بالمرة، فكان الإمام الشافعي له كل يوم طوال العام دروسا للعلم تمتد من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، وكان يدرّس فيها لقوم تلاوة القرآن وتجويده، ويدرّس لقوم بعدهم ساعة في الفقه.
ولقوم بعدهم ساعة في التفسير، ولقوم بعدهم ساعة في الحديث، ويظل إلى صلاة الظهر، فإذا جاء شهر رمضان فضّ مجلس العلم وتفرّغ لتلاوة القرآن الكريم وطاعة الرحمن سبحانه وتعالى، حتى روي أنه رضي الله عنه كان يقرأ القرآن في شهر رمضان ويختمة ستين ختمة، ثلاثين ختمة بالنهار وثلاثين ختمة بالليل، وهذا توفيق من الله عز وجل، وكذلك الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، كان يدرّس الحديث والفقه في المسجد النبوي الشريف، فإذا جاء شهر رمضان صرف طلاب العلم وتفرغ هو وهم للعمل بما تعلموه من العلم، من الصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الرحمن سبحانه وتعالى، وأما عن يوم الشك فهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله.
وأما يوم الغيم فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه، وهو قول الأكثرين، والمعنى الثاني هو الفصل بين صيام الفرض والنفل، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع، ولهذا حرم صيام يوم العيد، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام، وخصوصا سنة الفجر قبلها، فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة، ولهذا يشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها، ولما رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر، فقال له ” آلصبح أربعا ” رواه البخارى، وربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل شهر رمضان يراد به اغتنام الأكل، لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، وهذا خطأ وجهل ممن ظنه.
فقد روى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال، قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” وعلى هذا فإن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان كما صرح بذلك الحديث الشريف، وأما مضاعفة الحسنات فيه فلم نقف لذلك على دليل فيما اطلعنا عليه، والذي لا شك فيه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، كما في الصحيحين وغيرهما عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر منه صياما في شعبان”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *