Share Button

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من بكى من خشية الله، فإن الله يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فقال ” ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ” بل حرم الله النار على من بكى من خشيته، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ” رواه الترمذي، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم ” حُرّمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله” فيا من تخاف الله تعالى، تذكر قبل أن تعصي الله أن الله سبحانه يراك ويعلم ما تخفي وما تعلن، فانه “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور”
وتذكر قبل أن تعصي الله أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك وتكتبها في صحيفتك، فسبحانه القائل ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ” وتذكر قبل أن تعصي الله لحظة الموت وخروج روحك، وهي تجذب جذبا شديدا حينها تتمنى أن تتوب إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن، حيث يقول تعالي ” كلا إذا بلغت التراق وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلي ربك يومئذ المساق” وتذكر قبل أن تعصي القبر وعذابه وظلمته، فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، فهناك لا أب شفيق ولا أم ترحم، وتذكر قبل أن تعصي الله يوم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة، وتذكر قبل أن تعصي الله يوم تتطاير الصحف، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.
وإن من أخلاق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو حسن الخلق، لأنه صلى الله عليه وسلم كان علي خلق عظيم، وعن النبي صلي الله عليه وسلم قال ” البر حسن الخلق ” رواه مسلم، ومعني حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع عباد الله، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح، أما حسن الخلق مع الناس فهو كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره، وعلى الرغم من حُسن خلقه صلى الله عليه وسلم حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق صلى الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت.
“كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي” رواه أحمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول “اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق” رواه أبو داود والنسائي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان” رواه مسلم، وكذلك الإكثار من ذكر الله، فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، وزوال همه وغمه، قال تعالى ” أَلا بذكر الله تطمئن القلوب “.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *