Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

فقد سألت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الحق سبحانه وتعالي تعالى كما جاء في سوة المؤمنون ” والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون” أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر ومع مع ذلك يخاف الله عز وجل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو مع ذلك يخاف ألا يتقبل منه” ويقول الحسن البصري رحمه الله في شأن هؤلاء “عملوا والله بالطاعات، واجتهدوا فيها، وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا” فأين عبدة الشهوات العاكفون على اللهو والمجون ومشاهدة ما يبغضه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
مما يعرض بالشاشات والقنوات، ومُدخلو القنوات الإباحية إلى منازلهم وغيرها لتؤثر في أبنائهم وأسرهم، ما مقدار الخوف من الله في قلوبهم وهم يقدمون على محارمه سبحانه وانتهاك حدوده؟ وإن الخوف أو الوجل إنما ينشأ من مهابة وسطوة صفات الجلال، والاطمئنان إنما يجيء من إشراقات وحنان صفات الجمال، ولذلك تجمعها آية واحدة هي قول الحق تبارك وتعالى فى سورة الزمر ” الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله” فالجلود تقشعر خوفا ووجلا ومهابة من الله عز وجل، ثم تلين اطمئنانا وطمعا في حنان المنان سبحانه وتعالى، لأنه سبحانه وتعالى يقول ” نبيء عبادى أنى أنا الغفور الرحيم”
إذن فلا يقولن أحد إن هناك تعارضا بين الوجل والاطمئنان، فكلها من ذكر الله بالأحوال المتعددة للإنسان، فإذا ما وجل الإنسان فهو يتجه إلى فعل الخير فيطمئن مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى فى سورة هود ” إن الحسنات يذهب السيئات ذلك ذكرى للذاكرين” ومن صفات المؤمنين هي الطهارة والعفة بشكل تام، وإجتناب أي معصية جنسية، حيث تقول الآية ” والذين هم لفروجهم حافظون” أى يحفظونها مما يخالف العفة ” إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين” وبما أن الغريزة الجنسية أقوى الغرائز عند الإنسان تمردا، ولضبط النفس عنها يحتاج المرء إلى التقوى والإيمان القوي، لهذا أكدت الآية التالية على هذه المسألة ” فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون” وإن عبارة المحافظة على الفروج.
قد تكون إشارة إلى أن فقدان المراقبة المستمرة في هذا المجال تؤدي بالفرد إلى خطر التلوث بالإنحرافات الكثيرة، أما عبارة أزواجهم فهي تشمل الزوجين الذكر والانثى، وعلى كل حال فإن الله لم يخلق في الإنسان غريزة كجزء من مكوناته المثلى، ثم يعتبرها تناقض منزلة الإنسان عنده، وكون الزوجات حلا للأزواج في علاقتهن الجنسية باستثناء أيام العادة الشهرية وأمثالها، لا تحتاج إلى شرح، وكذلك كون الجواري حلالا عندما يكن على وفق شروط ذكرتها الكتب الفقهية وليس كما يتصور البعض أن كل واحدة منهن ودون شرط حل لمالكها، وفي الحقيقة لهن شروط الزوجة في حالات كثيرة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *