Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله فإن الخوف من الله من أسباب غفران الذنوب، والخوف من الله طريق من طرق الجنة، فالخائفون هم أهل القلوب الوجلة، وهم أهل الخشية، ولكن أتعرفون لماذا أولئك خافوا من الله؟ لأنهم عرفوا الله حق المعرفة، ولأنهم أحبوا الله تعالي، فملك قلوبهم، فيقول ابن القيم “من عرف ربه أحبه” كيف لا؟ وهو المُنعم وإليه المشتكى وبيده مقاليد السماوات والأرض، فأي حُب ينبغي أن يكون؟ أما من صرف حبه للأموال والنساء والمناصب، فقد وقع في الفتن، وملكت شغاف قلبه، وأشغلته عن حب الله ورجائه والخوف منه، وكما أن الخشوع روح الصلاة، فإنه إذا اعتبر الركوع والسجود والقراءة والتسبيح جسم الصلاة، فالتوجّه الباطني إلى حقيقة الصلاة.
وإلى من يناجيه المصلي، هو روح الصلاة، والخشوع ما هو إلا توجه باطني مع تواضع، وعلى هذا يتبيّن أن المؤمنين لا ينظرون إلى الصلاة كجسم بلا روح، بل إن جميع توجههم إلى حقيقة الصلاة وباطنها، وهناك عدد كبير من الناس يتمني بشوق بالغ أن يكون خاشعا في صلاته، إلا أنه لا يتمكن من تحقيق ذلك، ولتحقيق الخشوع والتوجه التام إلى الله في الصلاة وفي سائر العبادات، أوصي بتحصيل معرفة تجعل الدنيا في عين المرء صغيرة تافهة، وتجعل الله كبيرا عظيما، حتى لا تشغله الدنيا بما فيها عن الذوبان في الله عند مناجاته وعبادته، والإهتمام بالامور المختلفة يمنع الإنسان من تركيز أفكاره وحواسه، ولقد أصبح النفاق هو الذي يسود أرجاء المجتمعات الآن، فلا تجد من يصدع بكلمة الحق.
لذا فقد غرقت المجتمعات في مستنقع من الكذب والوهم، وليتك تسكت فقط عن قول الحق، بل إنك تزين الباطل في عيون من يفعله، وهكذا يصبح المرتشي مؤديا لعمله بإخلاص، ويصبح السارق بطلا، إلى غير ذلك من النماذج المشوهة التي أصبحت تملأ حياتنا، لتشكل هياكل الطموحات التي يتطلع الناس للوصول إليها، فحينما يهم المرء بقول كلمة الحق تتصاعد إليه عدة جمل تنكر عليه قول الحق وأنا مالي؟ أو يقول هوه أنا مصلح الكون؟ وغيرها من مثبطات قول الحق، فإذا ما شجعه شخص على التجرؤ لكي يقول الحق، يتخذه الناس عبرة، ويقولون ” أوعى تعمل زى فلان، ده حصل له كذا وكذا” فإن قول الحق والتخلص من الكذب والنفاق، هو طريق المجتمع نحو التقدم، ومن الواجب أن أول من ينطق بكلمة الحق.
هم الدعاة إلى الله والعلماء والمربون، فعلى الدعاة اليوم العمل على إخراج الناس من هذا المستنقع العفن الذى تردوا فيه من عدم قول كلمة الحق أو الاحتفاء بها، وكأن الأمر لا يعنيهم، ويكون ذلك بطرح النماذج المشرقة لسلف الأمة، الذين وقفوا وقفات مشرفة ضد أهل الباطل أو من بيدهم الأمر، ولقد كان اهتمام العلماء بالوقوف بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبيان الحق والدعوة إليه، وبيان الباطل والتحذير منه من أهم سمات المسلمين الأوائل، فعلى كل منا أن يسأل نفسه هل قضى ما عليه فيما يرى من منكرات في مجتمعاتنا وفي أسواقنا؟ وهل قام كل منا بالواجب الملقى على عاتقه، ولم تأخذه في الله لومة لائم؟ أم أنه بدأ يحسب ويضرب أخماسا في أسداس وتخاذل في نهاية المطاف عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *