Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فاللهم ربنا ولك الحمد في الأولي وفي الآخرة، فحمده ملأ الزمان والمكان والأعيان، وعم الأحوال كلها، فله الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، وله الحمد في الآخرة لأن في الآخرة يظهر من حمده، والثناء عليه، ما لا يكون في الدنيا، فأهل الجنة، يرون من توالي نعم الله، وإدرار خيره، وكثرة بركاته، وسعة عطاياه، التي لا يبقى في قلوب أهل الجنة أمنية، ولا إرادة، إلا وقد أعطى منها كل واحد منهم فوق ما تمنى وأراد، بل يعطون من الخير ما لم تتعلق به أمانيهم، ولا يخطر بقلوبهم، فما ظنك بحمدهم لربهم في هذه الحال، مع أن في الجنة تضمحل العوارض والقواطع التي تقطع عن معرفة الله.
ومحبته، والثناء عليه، ويكون ذلك أحب إلى أهلها من كل نعيم، وألذ عليهم من كل لذة، وهذا إذا أضفت إلى ذلك أنه يظهر لأهل الجنة في الجنة كل وقت، من عظمة ربهم، وجلاله، وجماله، وسعة كماله، ما يوجب لهم كمال الحمد والثناء عليه، وتفاصيل حمده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار، ولا تحصيها أقلام الدنيا وأوراقها، ولا قوى العباد، وتقصر بلاغات الواصفين عن بلوغ كنهها، وتعجز الأوهام عن الإحاطة بالواحد منها، وإنما هو التنبيه والإشارة، ونصلي ونسلم ونبارك علي نبي الهدي ورسول الرحمه محمد صلي الله عليه وسلم كما صلت عليه الملائكة المقربون، وإن صلاة الله تعالى علي نبية المصطفي صلي الله عليه وسلم هي ثناؤه عليه عند الملائكة عليهم السلام.
وصلاة الملائكة المكرمون هو الدعاء وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم يصلون أي يبركون، ولبيان أجر الامتثال لأمر الله العظيم قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى “هو اقتداء بالله سبحانه وملائكته عليهم السلام، وجزاء له صلى الله عليه وسلم على بعض حقوقه عليكم، وتكميلا لإيمانكم، وتعظيما له صلى الله عليه وسلم، ومحبة وإكراما، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرا من سيئاتكم” وكما أن ذكر الله تعالى يكون بكل أنواع الطاعات التي أمر الله سبحانه بها، وهو من أجل السبل لشكر الله العظيم على نعمه، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقرب السبل لذكر الله سبحانه، ولقد ورد في فضل الصلاة على النبي مائة مرة أنه يجعل الله سبحانه وتعالى يقضي للإنسان مائة حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.
وهو بفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما لها فضلا عظيما، حيث إن هناك سبعة أمور تحدث لمن يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مائة مرة في يوم وليلة الجمعة، وهي القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ويقضي الله للشخص مائة حاجة، منها سبعون حاجه من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا، وكما يوكل الله له بذلك ملكا يدخله في قبره كالهدايا، ويخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه باسمه، فيكتبه صلى الله عليه وسلم في صحيفة بيضاء، ويقول النبي صلي الله عليه وسلم ” إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موضع أكثركم علي صلاة في الدنيا.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *