Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بالقرآن الكريم هدى ورحمة للعالمين، وأنعم علينا بنعمة الإصغاء والإنصات له كي نتدبر معانيه، حيث قال الله تعالى في سورة الأعراف ” وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون” والحمد لله رب العالمين أن جعل لنا أركان الإسلام الخمسة فعن ابن عمر رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” والحمد لله رب العالمين على كل هذه النعم التي خصنا الله بها، فيجب علينا نحن الأمة الإسلامية أن نتعاون، ونتحاب وننصهر في بوتقة واحدة، وأن نجاهد في سبيل الله، ومن أجل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
في كل شبر يتربص به أعداء الإسلام في بقاع العالم الإسلامي، وأن ننصر إخواننا المسلمين أينما كانوا، حتى ننعم بروح الأخوة، ونجسد قول الحق سبحانه وتعالى كما جاء في سورة الحجرات ” إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” ولقد كان جبر الخواطر من الأدعية الملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين “اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني واجبرني وارزقني” وكان أحد السلف الصالح يقول”إذا رأيت أحدهم منطفئا حدثه كثيرا عن مزاياه، حدثه عن طيبة قلبه، وحدثه حتى يعود ويضيء، فإن جبر الخواطر لله” افعلها كما قال الرجل لله، فقد تحتاج يوما لمن يخفف عنك.
فيبعث الله لك من حيث لا تدري من يحاورك، ويسمعك، ويسعى جاهدا لأن يرفع من معنوياتك، فهكذا الدنيا تعطي لمن يعطي وتبخل عمن يبخل، فإياك أن تتردد ولو لحظة واحدة في أن تذهب لأي شخص يسير في الشارع، وإن كنت لا تعرفه، طالما شعرت بأنه بحاجة لمساعدة ما، فساعده ولو بكلمة، فتخيل أنك حينها كمن منحه نبع الحياة، كأنه أعاد له روحه، ستساعده على أن يتجاوز أحزانه، ولو كانت مثل زبد البحر، فكيف لو علمت فضل هذا الفعل عليك، ومردوده عليك يوما ما، مؤكد لن تتردد لحظة في الأخذ بيد غيرك، فما أحسن أن نقصد الشراء من بائع متجول في حر الشمس يضطر للسير على قدميه باحثا عن رزقه مساعدة له وجبرا لخاطره، وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقنا وخصوصا عندما نعلم أن خطئه غير مقصود.
وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس، والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظرا لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم، وجبر الخاطر لا يحتاج سوى إلى كلمة من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر لمساعدة وابتسامة، وجبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل، فيجبر المسلم فيه نفوسا كسرت وقلوبا فطرت وأجساما أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *