Share Button

الدكروري يكتب عن نشأة ابن إسحاق في المدينة المنورة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين وكان من بينهم الإمام إبن إسحاق وهو محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وقيل ابن كوثان، المدني، وكنيته أبو بكر وقيل أبو عبد الله، وقد ترعرع ابن إسحاق في المدينة المنورة وأدرك بعض الصحابة المعمرين أمثال أنس بن مالك، وأم سعد بنت سعد الأنصارية، وكان والده إسحاق وعمه موسى وعبد الرحمن من المحدثين المعروفين، كما كان له أخوة من رواة الحديث هما عمر وأبو بكر، وشرع ابن إسحاق في طلب العلم في سن مبكرة، وكان أبوه قبله مشغوفا بجمع الأحاديث والأخبار، وغالبا ما يروي عن أبيه في كتبه، فلابد لذلك أن يكون محمد بن إسحاق اضطر إلى الاشتغال منذ حداثته برواية الحديث.

ووسع فيما بعد مداركه بزيارة أشهر العلماء من أمثال عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر الأنصاري، وابن شهاب الزهري، وقد رجع إلى الثلاثة جميعهم في كتابه، وكان الزهري بالأخص يجله ويركز عليه من بين طلابه، وفي ذلك روى الخطيب البغدادي بسنده قائلا، رأيت الزهري أتاه محمد بن إسحاق، فاستبطأه فقال له أين كنت؟ قال وهل يصل إليك أحد مع حاجبك، قال فدعا حاجبه، فقال له لا تحجبه إذا جاء، ولكن ابن إسحاق لم يكتفي، وحاول أيضا أن يحصل على الأخبار من كل مكان آخر، ويذكر قرابة مئة راوي من المدينة وحدها، وعندما بلغ الثلاثون سنة رحل إلى الإسكندرية سنة مائة وخمسة عشر من الهجرة، وتتلمذ ليزيد بن أبي حبيب، وتلقى عنه كتابه في سفراء النبي صلي الله عليه وسلم.

وأخذ عن جماعة من محدثي مصر، وفي ذلك يقول أبو يونس المصري أن محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا بكر، ويقال أبو عبد الله وهو مدني، قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة ومائة، وروى عن جماعة من أهل مصر وغيرهم، منهم عبيد الله بن المغيرة، ويزيد بن أبي حبيب، وروى عنه من أهل مصر الأكابر، منهم يزيد بن أبي حبيب، ولما عاد إلى موطنه المدينة، أبرزه أستاذه ابن شهاب الزهري للحاضرين في عام مائة وثلاث وعشرين من الهجرة، وكان الزهري ينصح طلابه بإبن إسحاق، وحكى أبو القاسم السهيلي، عن الزهري أنه خرج إلى قريته ادام، فرج إليه طلاب الحديث، فقال لهم أين أنتم من الغلام الأحول، أو قد خلفت فيكم الغلام الأحول يعني ابن إسحاق، وفي مناسبه أخرى قال من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق.

وقال الزهري أيضا لا يزال بالمدينة علم جم ما دام فيهم ابن إسحاق، وقد قابل سفيان بن عيينة ابن إسحاق في المدينة سنة مائة واثنين وثلاثين من الهجرة، وأخيرا صار مقام ابن إسحاق في بلدته غير ملائم له، فقد مني فيها بعداوة رجلين، عداوة هشام بن عروة ومالك بن أنس، وقيل عداوة هشام كانت بسبب أنه كان يدخل على زوجته ويأخذ الحديث عنها، أما خصومة مالك بن أنس، فلها أسباب أخرى، وقد كان ابن إسحاق صرح بعدم رضاه عن علم مالك، ويخبرنا تلميذ ابن إسحاق عبدالله بن إدريس لعبارة ابن إسحاق، وبجواب مالك عنها كنت عند مالك بن أنس، فقال له رجل إن محمد بن إسحاق يقول أعرضوا على علم مالك بن أنس فإني أنا بيطاره، فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علي، وربما كانت بسبب تمسك ابن إسحاق بمذهب القدر، ويقرر أبو زرعة أن دحيما، صرح له بأن سبب خصومة مالك لاب إسحاق آراؤه في القدر.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *