Share Button

عن شيء اسمه صحافة

منير الحاج

للتو أنهيت قراءة صحيفة اشتريتها وقت المغيب من آخر أكشاك صنعاء بالقرب من ساحة تعج برائحة النشادر…

ثمة عناوين مبهرجة محشوة بالكثير من الألفاظ النابية ، محتوياتها مكدسة بالسباب واللعان والكثير من الألفاظ السوقية ، مذيلة باسماء لقليل من الأطفال الذين انتهجوا الصحافة من نافذة الوحل ومن أبواب التبول على العقول التي لا تعي ولا تفهم كلما هو راقي وبلغة صحفية تحمل الكثير من المهنية والمنطق…

ها أنا أتوقف عند أحد الأسماء الصحفية التي كتبت في عديد الصحف منذ عشرات السنين ، تعود بي الذاكرة للوراء قليلا ، لغرفة الميك آب حين كان يحلق رأسه ويحدد لحيته ، وفي لحظة نشوة قال لي أنت ستصل لمستواي بالكتابة ، أتعرف أنا والأستاذ ………… نفوق بالقدرة الجرادي وبن رزق وعايش وجميح وسرد اسماء لصحفيين يشعر بمضض وامتعاض نحوهم حينها اكتفيت بالسكوت على الكلام ، وبنظرة عاطفية رمقته من رأسه لأخمص قدميه ، واليوم أقول له أنت كاذب بكل شيء عدا جملة واحدة ، حين قال سأصل لمستواهم ذات يوم ، نعم سأصل لمستواك حين أكون إمعة لا فكر لا رأي ، استقي مفرداتي من حوانيت الأنذال ومن مساحات الوحل ، ارتدي نظارة لأعيش بالظلام ، وأزور سوق الرشيد لأبتاع قات أرحبي وأعود للمنزل بعد أن أزور مطاعم حضرموت لأتناول المندي ثم يأتي المساء وأنا منتفخ الأوداج ، وحينها أسرد بطولاتي بكلمات منمقة فأسب هذا وألعن هذا وألعق حذاة ثالث لا يشبه مثلث برموده تصميما ولا مثلث شقرة احتداما بين قوتين…

إنها صنعاء يا سادة فاتحة ذراعيها في هذا المساء لتحتضن تراهات أرجوزات الصحافة ، الخارجين في الصباح الباكر بالتحقيقات الاستقصائية التي هي ولادة قيصرية بل اجهاض عسير لتخادير الظلام ، وشطحات الضباب المتراكم من سيجارة قد جعلت فمه بوابة خلفية لمساجين المركزي ، وموطئا متواريا لسائقي الباصات لوضع مخلفاتهم الجسمانية…

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *