Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، وكذلك الترابط الروحي الأسرة لن تترابط وتتماسك مع بعضها البعض بغير ترابط روحي بينهم، بالإضافة على الترابط المعنوي والترابط المادي، وبالتالي القدرة على حل المشكلات التي تواجههم بكل سهولة نتيجة لتكاتفهم بجانب بعضهم البعض، وأيضا مواجهة الضغوط النفسية فترابط الأسرة وتماسكها لن يأتي مادام أفراد الأسرة لا يقفون بجانب بعضهم البعض في الأزمات النفسية، فيجب على باقي أفراد الأسرة عندما يقع أحد منهم في مشكلة نفسية أو عاطفية أو يقوموا جميعهم بمحاولة التخفيف عنه والوقوف بجانبه، وأيضا المحبة والتقدير يؤثر إعلان التقدير والحب بين أفراد الأسرة بالتأكيد على مدى ترابطهم معا.
فيجب على كل فرد داخل الأسرة أن يظهر حبه وتقديره لباقي الأفراد، فالكلمة الطيبة صدقة لذا يجب نطق الكلمات التي تجعل غيرنا من الأفراد لديهم الثقة الكبيرة في أنفسهم، وكذلك قضاء المزيد من الوقت معا حيث يعتبر البقاء أطول فترة ممكنة من الوقت مع باقي أفراد أسرتك من أهم ما يخلق التماسك والترابط بين أفراد العائلة، وذلك في أوقات تناول الطعام، وقضاء الإجازات الرسمية معا، وكذلك أوقات الفراغ حتى يعم الخير والسعادة والمحبة على الأسرة ويسودها جو من الترابط وعدم التفكك، وتظهر أهمية الأسرة ومكانتها العظيمة من خلال تلبية الأسرة لحاجتها الفطرية، وضروراتها البشرية، والتي تكون موافقة لطبيعة الحياة الإنسانية مثل إشباع الرغبة الفطرية.
وهي الميل الغريزي في أن يكون له ذرية ونسل، وإشباع حاجة الرجل إلى المرأة وعكسها، وإشباع الحاجات الجسمية، والمطالب النفسية، والروحية والعاطفية، وأيضا تحقيق معانى اجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الأسرة مثل حفظ الأنساب، والمحافظة على المجتمع سليما من الآفات والأمراض النفسية والجسمية، وتحقيق معنى التكافل الاجتماعي، ويغرس الإسلام الفضائل الخُلقية والخلال الحميدة في الفرد والمجتمع، وذلك من خلال ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة لذا أسس الأسرة واعتنى بها حتى تنشأ نشأة قوية متماسكة إذ يقوم بناء الأسرة في القرآن الكريم على أسس ثابتة، أهمها هو أن أصل الخلق واحد، وأن الرجل والمرأة من منشأ واحد.
حيث قال الله تعالى فى سورة النساء “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” وقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنعام ” وهو الذى أنشأكم من نفس واحده فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون” وتقوم الأسرة على تحقيق المودة والرحمة لإقامة المجتمع والأفراد المتماسكين ذوي الفضل، ففي الأسرة يجد الأولاد الراحة الحقيقية، وينعمون بالرحمة والمودة منذ الصغر في ظل الوالدين مما يؤدي هذا إلى لين جانب الأولاد، والتواضع لهما بتذلل وخضوع، والدعاء لهما بالرحمة لإحسانهما في تربيتهم في الصغر، وتقوم الأسرة على العدالة والمساواة.
لكل فرد من أفرادها بما له من حقوق، وما عليه من واجبات، ففي الأسرة تكون العدالة والمساواة بحسن العشرة وترك الضرار بين الزوجين، وكذلك إقامة العدل والمساواة بين الأولاد، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر قال أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله” قال “أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟” قال لا، قال صلى الله عليه وسلم “فاتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم” قال فرجع فرد عطيته، رواه البخاري، وكما تقوم الأسرة على مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون بين جميع أفرادها.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *