Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الصلاة تعرف فى اللغة بالدعاء، والدعاء هو مخ العباده، وأما عن تعريفها اصطلاحا فتعرف على أنها عبادة الله سبحانه وتعالى بأقوال وأعمال مخصوصة، وهى تفتتح بالتكبير، وتختتم بالتسليم، ومن الجدير بالذكر أن الصلاة تنقسم إلى نوعين، وهما صلاة الفريضة، وصلاة التطوع، ومن صلاة الفريضة ما هي واجبة بأصل الشرع كالصلوات الخمس، ومنها ما هي واجبة بنذر المكلف على نفسه، ومنها ما هو فرض على الكفاية كصلاة الجنازة، ومنها ما هو فرض عين على كل مسلم كالصلوات الخمس، وتتنوع أيضا صلاة التطوع فمنها ما هو سنة مؤكدة كالسنن الرواتب، ومنها ما يشرع أدائه جماعة كصلاة الكسوف، وصلاة التراويح، والعيد، ومنها ما له سبب معين كسنة الوضوء، وتحية المسجد، ومنها ما يشرع ابتداء من غير سبب وهي صلاة النفل المطلق.

وهناك بعض الصلوات المختلف في حكمها كصلاة الكسوف، وصلاة الوتر، وصلاة العيد، ويعرف الوتر فى اللغة بالعدد الفردي، سواء كان واحدا، أو أكثر، وقد ورد ذكر الوتر في القرآن الكريم في قول الله تعالى ( والشفع والوتر ) وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله وتر يحب الوتر ” وأما تعريفها اصطلاحا، فتعرف صلاة الوتر على أنها صلاة تطوع فردية تختتم بها صلاة الليل، وصلاة الوتر في الإسلام هى نوع من أنواع صلاة النفل، وهى تصلى بالليل، وهي ركعة تختم صلاة الليل التي تصلى قبلها شفعا، وأما عن حكمها، فهى سنة مؤكدة عند الجمهور، وواجبة عند الحنفية، وهي الركعة وما يضاف قبلها من صلاة الليل مثنى مثنى، وأكثر الوتر إحدى عشرة ركعة، وأقله ثلاث ركعات، أو ركعة تختم شفعا من الصلاة قبلها، وأيضا يدخل وقتها بفعل صلاة العشاء، ويستمر إلى طلوع الفجر الثاني، وقد قال اللحياني أن أهل الحجاز يسمون الفرد الوتر.

وقد سميت صلاة الوتر بذلك لأنها تصلى وترا، أي ركعة واحدة، أو ثلاثاً أو أكثر، اي عدداً فرديا، والوتر سنة مؤكدة، وأقله واحدة بعد العشاء، وهى بعد سنة العشاء واحدة، وما زاد عليها فهو أفضل، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوتر من الليل، وكان وتره متنوعا، ربما أوتر بثلاث، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بسبع وربما أوتر بإحدى عشرة وربما أوتر بثلاثة عشرة، وهذا أكثر ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يحد في هذا حداً، فمن أحب أن يوتر بأكثر من ذلك فلا بأس، لقوله صلى الله عليه وسلم، صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدهم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى، فلم يحد حدا، ولهذا ثبت عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أنه صلى عشرين ركعة في الوتر، وأمر أُبيا أن يؤم الناس بذلك في بعض الرمضانات.

وفي بعضها أمره أن يصلي أحدى عشرة، فالأمر في هذا واسع، لأن الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين، صلوا هذا وهذا، فقد صلوا ثلاثاً وعشرين وصلوا إحدى عشرة، وكل ذلك حسن وكله سنة وليس فيه تحديد، ولكن إذا أوتر الإنسان بمثل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بإحدى عشرة أو ثلاثة عشرة كان هذا أفضل، وإن نقص فلا بأس، وإن زاد فلا بأس، والأفضل أن المؤمن وهكذا المؤمنة إذا طول إذا كثر العدد خفف في القراءة والركوع والسجود حتى لا يشق على نفسه وعلى الناس، وإن أقل الركعات استحب له أن يطيل في القراءة وفي الركوع والسجود كفعله صلى الله عليه وسلم، والأمر في هذا واسع والحمدلله، وليس فيه تشديد، و إن أوتر بثلاث بتسليمتين، سلم بثنتين ثم أتى بواحدة فهذا أقل الكمال وأدنى الكمال، وإن أتى بخمس أو بسبع أو بأكثر فذلك أفضل.

ويسلم في كل ثنتين، وهذا هو الأفضل، ويسلم من كل ثنتين ثم يختم صلاته بواحدة، ويقنت فيها، وهذا هو الأفضل، ويقنت بعد الركوع بما علمه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الحسن بن علي، فقال ” اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، إلى آخر دعاء القنوت، والأفضل رفع اليدين في ذلك، لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، رفع يديه في القنوت، وفي قنوت النوازل، وقنوت الوتر كذلك، وقنوت الوتر مثل قنوت النوازل، ولأن رفع اليدين بالدعاء من أسباب الإجابة، ومن لم يرفع فلا بأس، ومن لم يقنت فلا بأس، وكله مستحب، ومن قنت فهو أفضل، ومن رفع يديه فهو أفضل، ومن ترك ذلك فلا حرج عليه، والوتر كله سنة وليس بواجب، هذا هو الحق الذي عليه جمهور أهل العلم، وإذا تيسر أن يكون آخر الليل فهو أفضل.

لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ” من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ” رواه مسلم، وكذلك على أن الوتر في آخر الليل أفضل لمن استطاع ذلك، أما من عجز فإنه يوتر في أول الليل كما أوصى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أبا هريرة وأبا الدرداء أن يوترا أول الليل، لأنهما كانا يدرسان الحديث ويشفق عليهما القيام في آخر الليل، فناسب أن يوترا أول الليل، والخلاصة أنه من كان يستطيع آخر الليل فهو أفضل، ومن خاف أن لا يقوم آخر الليل فإيتاره أول الليل أفضل، أما النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان يوتر أول الليل، وأوتر أوسط الليل، ثم أستقر وتره آخر الليل، حتى لحق بالله، وقد أختلف الفقهاء في حكم صلاة الوتر على قولين.

القول الأول وهو قد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست واجبة واحتجوا لذلك بما يأتي: حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في الأعرابي الذي سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، عما فرض عليه في اليوم والليلة، ” فقال صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع شيئا ” وما رواه النسائي وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ” خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عهد عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة ” وأيضا ما جاء عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه أنه قال: ” الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه هى أدلة عدم وجوب الوتر، وأما عن أدلة تأكيد سنيتها فمنها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ثم قال:” يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر” وأيضا حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، عندما خطب الناس يوم الجمعة فقال: ” أن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله زادكم صلاة وهى الوتر فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر ” وهذه الأدلة وغيرها تدل على أن الوتر سنة مؤكدة، وأما عن القول الثاني فهو أنه قد ذهب أبو حنيفة إلى أن الوتر واجب، واستدل على ذلك بأدلة منها: بقوله صلى الله عليه وسلم ” الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا ” وأيضا من حديث عمرو المتقدم ذكره وقوله فيه ” فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر ” وقالوا: الأمر هنا للوجوب، وأنها صلاة مؤقتة، وقد جاء في السنة ما يدل على أنها تقضى .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *