Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ومع صحابى من العبادله وهو أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو صحابي من صغار الصحابة، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وهو أحد أشهر من عُرف من العرب بجوده وكرمه، وقد ولد أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فى السنة الأولى من الهجره، في الحبشة، حيث كانت هجرة أبويه الصحابى جعفر بن أبي طالب والسيده أسماء بنت عميس، وهو أول مولود ولد بها في الإسلام، وقد عاد مع عائلته إلى المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفه إليها، وعودة مهاجري الحبشة، ولم يمض الكثير حتى توفي أبوه جعفر بن أبى طالب، في غزوة مؤتة فى السنة الثامنه من الهجره، فكفل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أسرة ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه، وقد تزوجت أمه السيده أسماء بنت عميس، بعد وفاة أبيه من أبي بكر الصديق، وأنجبت له محمد بن أبي بكر، إلى أن مات عنها.

فتزوجت من عم عبد الله وهو الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنهم أجمعين، فأنجبت له يحيى بن علي، فيكون محمد بن أبي بكر، ويحيى بن علي أخويه لأمه، وقد كان أبوه هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المشهور بـجعفر الطيار، وذي الجناحين، وهو صحابي وقائد مسلم، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ابن عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد وزرائه، وجعفر بن أبى طالب، هو أخو الإمام علي بن أبي طالب لأبويه، وكان يقال إنه كان أشبه الناس بالرسولِ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خَلقا وخُلقا، وقد أسلم جعفر بن أبي طالب، ثم هاجر مع جماعة من المسلمين إلى الحبشة، ومكثوا فيها عند ملكها النجاشي، ثم هاجر جعفر إلى المدينة المنورة يوم فتح خيبر، فكانت له هجرتان، هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة.

وقد آخى الرسولُ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري، وقد شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي دارت رحاها سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وكان هو أمير جيش المسلمين إذا أصيب قائدهم الأول زيد بن حارثة، فلما قُتل زيد بن حارثة في المعركة، أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن إحدى وأربعين سنة، فصلى عليه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ودُفن جعفر في منطقة مؤتة في بلاد الشام، وله مقام يقع في بلدة المزار الجنوبي في الأردن جنوب مدينة الكرك، وكانت وغزوة مؤتة أو سرية مؤتة، وهى جرت الغزوة في جمادي الأول من العام الثامن للهجرة، وكان بسبب قتل الصحابي الحارث بن عمير الأزدي رسول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

إلى ملك بصرى على يد شرحبيل بن عمرو الغساني والي البلقاء الواقع تحت الحماية الرومانية، إذ أوثقه رباطا وقدمه فضرب عنقه، وأما عن لفظ غزوة فهو يطلق على أي قتال لكفار، قاده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بنفسه أو بجيش من قبله ولو لم يشارك فيه، ففي غزوة مؤته لم يشارك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في أحداثها، ولكن الأمر انطلق منه صلى الله عليه وسلم وتحت إشرافه مباشرة، وقد أمَّر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال: ” إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة، وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا مَن هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم صلى الله عليه وسلم ” اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَن كفر بالله.

ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء ” وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع أزواجهن وهن يقلن ” ردكم الله إلينا صابرين ” فرد عبد الله بن رواحه وقال ” أما أنا فلا ردني الله ” وعند مدينة مؤتة توقف المسلمون، وكان عددهم ثلاثة آلاف، وعدد الغساسنة والروم مئتا ألف، وقد اختار المسلمون بقيادة زيد بن حارثة، الهجوم على البيزنطيين وتم الهجوم بعد صلاة الفجر وكان اليوم الأول هجوما قويا، في صالح المسلمين لأن الروم والغساسنة لم يتوقعوا من جيش صغير البدء بالهجوم، وفي اليوم الثاني، بادر المسلمون أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمين، وقتل كثير من الروم وحلفائهم، وأما في اليوم الثالث فقد بادر الروم بالهجوم وكان أصعب وأقوى الأيام وفيه قتل زيد بن حارثة.

وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحه، واختار المسلمون خالداً بن الوليد قائدا لهم، وأما عن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، فقد كانت أمه هى السيده أسماء بنت عميس الخثعمية، وهى صحابية وكانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبي بكر الصديق ثم لعلي بن أبي طالب، وقد هاجرت السيده أسماء بنت عميس للحبشة ثم إلى يثرب، لذا فتُكنّى بصاحبة الهجرتين، وهى اسمها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن خثعم بن أنمار، وتكنى بأم عبد الله، وهى أمها السيده هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، والسيده هند بنت عوف، كانت هى أكرم عجوز على وجة الأرض أصهارا، وكانت السيده أسماء أختها لأبيها وأمها وهى سلمى بنت عميس زوجة أسد الله حمزة بن عبد المطلب.

وكانت إخواتها لأمها هى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة، ولبابة الكبرى بنت الحارث وهى زوجة العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى وهى زوجة الوليد بن المغيره وكانت أم خالد بن الوليد، وقد أسلمت السيده أسماء بنت عميس قبل دخول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب وهي عروس فولدت له في الحبشة عبد الله وعون ومحمد، وعادت إلى يثرب فى السنة السابعه من الهجره، مع زوجها وأبنائها، فلما قتل بمؤتة فى السنة الثامنه من الهجره، بعد ذلك تزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان، فولدت له محمد بن أبى بكر، ثم توفي أبو بكر عنها فى السنة الثالثة عشر من الهجره، وأوصى بأن تُغسّله السيده أسماء، ثم تزوجها الإمام علي بن أبي طالب، رضى الله عنهم أجمعين.

فولدت له يحيى ، وعون، وفي رواية ومحمد، وظلت معه حتى وفاته، وقد روت السيده أسماء بنت عميس عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعض الأحاديث، وروى عنها ابنها عبد الله بن جعفر وابن أختها عبد الله بن شداد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والشعبي والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وقد توفيت السيده أسماء سنة ثمانى وثلاثين من الهجره، وقيل أنه تجاوز عمرها بعد سنة ستون عاما، وأما عن عبد الله بن جعفر، فقد سمع عبد الله من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث رغم صغر سنه، لذا فهو معدود في صغار الصحابة، وهو أصغر بني هاشم ممن لهم صحبة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكما بايع عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فى السنه الثامنه من الهجره، وهما ابنا سبع سنين، فلما رآهما النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تبسّم، وبسط يده، وبايعهما، وقد نشأ عبد الله بن جعفر في المدينة.

وعلا شأنه فيها ونمت تجارته، حتى غدا كبير الشأن فيها، واشتهر عبد الله بالكرم والجود، حتى سُميّ بحر الجود، وصار كرمه مضرب الأمثال، وكما تناقل المؤرخون أخبار تنعّمه، وحبه للغناء، وبعد مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وانقسام المسلمين، انضم عبد الله بن جعفر، إلى صفوف جيش عمه علي بن أبي طالب، وكان قائدا للواء قريش وأسد وكنانة يوم صفين،
وتوفي عبد الله بن جعفر بن أبى طالب سنة ثمانين من الهجره، في المدينة المنورة، وكان والي المدينة يومئذ أبان بن عثمان بن عفان، فحضر غُسل عبد الله وكفنه، وصلى عليه، وما فارقه حتى وضعه بالبقيع، وقد روى عبد الله بن جعفر عن عمه علي بن أبي طالب وأمه أسماء بنت عميس وعن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق وعثمان بن عفان وعمار بن ياسر، وقد روى عنه أولاده إسماعيل وإسحاق ومعاوية بني جعفر وغيرهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *