Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع والى أفريقية محمد بن يزيد، ثم قال أترى الحجاج يهوي بعد في جهنم أو بلغ قعرها ؟ قال لا تقل ذاك، فإنه يحشر مع من ولاه، فقال مثل هذا فليصطنع، ثم إنه كشف عليه فلم يجده خان في درهم، وهم باستكتابه، ثم أمره على إفريقية يزيد بن عبد الملك، فثارت عليه الخوارج ففتكوا به لظلمه سنة مائه واثنتين من الهجره، وكان بعدما عزل محمد بن يزيد بعد موت الخليفه سليمان بن عبد الملك، وتولي عمر بن عبد العزيز، ولى عمر على أفريقية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وبقي محمد بن يزيد مقيما في أفريقية، حتى وفاة عمر بن عبد العزيز وتولي يزيد بن عبد الملك الخلافة.
وتولى يزيد بن أبي مسلم الثقفي ولاية أفريقية بدلا من إسماعيل، فطلب يزيد أن يقبض على محمد بن يزيد الذي كان تخفى منه في أفريقيا، وكان ذلك لما فعل به بالسابق في العراق، فظفر به يزيد بن أبي مسلم، فجعل محمد بن يزيد يقول ” اللهم احفظ لي إطلاقي الأسرى، وإعطائي الفقراء ” فقال له يزيد بن أبي مسلم حين دنا منه محمد بن يزيد ؟ ما زلت أسأل الله أن يظفرني بك، فقال له محمد بن يزيد ” وما زلت أسأل الله، أن يجيرني منك ” فقال يزيد والله، ما أجارك، ولا أعاذك مني، ووالله لأقتلنك قبل أن آكل هذه حبة العنب، ووالله لو رأيت ملك الموت يريد قبض روحك، لسبقته إليها، فأقيمت الصلاة.
فوضع يزيد حبة العنب من يده، وتقدم، فصلي بهم، وكان أهل أفريقية قد أجمعوا على قتل يزيد بن أبي مسلم، وكان ذلك لسوء سيرته معهم، فلما ركع، ضربه رجل منهم على رأسه بعمود حديد، فقتله، وقيل لمحمد بن يزيد اذهب حيث شئت، فمضى سالم، وهكذا الدنيا فإن من سنن الله عز وجل، في خلقه لا بد أن تجري وتتم، ومن تلك السنن الثابتة التي لا تتبدل هى سنة الصراع بين الحق والباطل، فالباطل لا يحب أن يترك الحق في أمان حتى يكون معه على باطله، ولا يمكن أن يرضى الباطل عن الحق حتى يلحق بسوئه، فمن قبل دعوة الباطل من أهل الحق فإنها الخسارة والخزي، وإن تاريخ الصراع بين الحق والباطل تاريخ طويل.
قد بدأ في السماء قبل الهبوط إلى الأرض، فقد خلق الله سبحانه وتعالى، آدم عليه السلام، بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، وكان من ضمن الحاضرين إبليس فأبى السجود لآدم حسدا وبغيا، فصدر الحكم الإلهي بالطرد من رحمة الله تعالى، للشيطان، فابتدأت المعركة والصراع، فأمر الله تعالى آدم عليه السلام، بالعيش في الجنة وأن لا يأكل من شجرة معينة، وبدافع العداوة وسوس الشيطان لآدم أن يأكل من تلك الشجرة فأكل منها ناسيا نهي ربه فعاتبه ربه فاستغفر وأناب فغفر له، فجاء بعد ذلك الأمر بالهبوط إلى الأرض لتبدأ المعركة الطويلة بين الحق والباطل، وإن الحق وأهله يحبون أن يعيش الناس في أمان وسلام مبنيين على الاستسلام لشرع الله ودينه،
لكن أهل الباطل لا يريدون لهم ذلك؛ ولهذا شبوا نار العداوة والحرب للحق وأهله لعدة أسباب، وكان أولاها هو الحسد، ويذكر أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل ” ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه ” .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *