Share Button

بسم الله الرحمن الرحيم
هو لقب اعتاد الاعلام ان يطلقه علي كل صاحب مشروع نصب واحتيال في مجال توظيف الاموال بطل القصه اليوم فتي من اعماق الريف خرج ذات صباح ليعلن علي الناس انه يوظف الاموال في تجاره الاعلاف ثم اطلق فريته الكبري بانه توصل للتعامل مع شركه المانيه تورد مهمات الكهرباء وبدأ بحلقه ضيقه فاستغل مال شقيقه الذي يعمل بدوله الامارات وسته من زملائه ووعد الجميع بارباح خرافيه مقابل ايصال امانه كان يعطيه للمودع فذاع صيته بعد انتظامه في سداد الارباح وتقاطر عليه الحالمون بالثراء السريع من كل حدب وصوب فزادت الايداعات وظهرت بين اتباعه ظاهره الوسيط السمسار الذي اودع البعض اموالهم عن طريقه فاعطاهم لقاء ذلك ايصالا بالمبالغ ليكون بذلك همزه الوصل بين المودعين والمستريح وليجني عموله مزدوجه من الطرفين العجيب ان هذا المشروع اصطاد كل طبقات المجتمع الغني منهم والفقير القوي والضعيف الغني اراد ان يزداد غني والفقير باع ما يملك حتي ينال من الكعكه ولو شيئا يسيرا فذلك النجار باع الاخشاب التي يستخدمها في البناء والخلاطه وكل ادوات انتاجه التي كانت مصدر رزقه واشقائه والعاملين معه واخري باعت مصاغها او بقرتها ومنهم من باع مسكنه وارضه وسائق باع سيارته مصدر رزقه وتاجر باع دكانه ثم بدي انه لو دفع الارباح كامله بانتظام لخسر المشروع فابتدع طريقه عبقريه بان يمنح الفوائد لاصحابها باليمين وفي ذات الجلسه يوهمهم بانه سيبدا مشروعا جديدا تزداد فيه الارباح فما يكون منهم الا ان يعيدو اليه قيمه الفائده لتدور في فلك ارباحه الوهميه فلما اكتمل المبلغ فوصل الي مائتي مليون جنيه فر بالاموال هاربا ولما جهدت جهدي لسبر اغوار القصه اكتشفت ان المذكور كان يتاجر في الحبوب المخدره بكل انواعها ليكون مع الاحتيال قد دمر شباب وطنه واضحي معولا من معاول الهدم له وتساءلت ماذا لو علم المودعون ان مصدر ارباحهم هو ذلك النوع من التجاره المحرمه فهل كان احدهم سينتفض غضبا في محاوله الانعتاق من المال الحرام ؟؟ وكم كانت نسبتهم المئويه ستكون ؟؟ واغرب ما ادهشني انه لما حانت ساعه الفرار استخدم المحتال توكتكاً فلمحه احد الفلاحين البسطاء الذي كان قد انتهي توا من بيع كل بهائمه بمبلغ مائه واربعين الفا فحاول المحتال ان يؤجله الي العشيه الا ان المسكين بكي وقبل يديه وقدميه حتي يقبله مودعا فلم يجد بدا من اخذ ماله ليكسر قلب جاره دون هواده او رحمه
حكي لي احد الاصدقاء انه يقطن قريه بسيطه وان القريه بها ثلاثه مساجد كانت آيله للسقوط فما مد احد يديه من البلده لانقاذها حتي جاء رجل صالح من دوله شقيقه فاصلح المساجد واقامها الا ان هذه القريه استيقظت يوم فرار المستريح علي صراخ اربعه قد اودعوا سبعه ملاين جنيه فلما اكتشفوا ما حدث سقطوا مغشيا عليهم الواحد تلو الاخر ولم تكن الطامه الكبري في ذلك بل اتضح ان شخصيه مرموقه من البلده هو ذاته كان الوسيط السمسار الذي اودع المبلغ عن طريقه لقاء سمسره كان يحصلها منهم بلغت الخمسين بالمائه وان هذا السمسار الدنئ كان قد داب علي اكل لفظات الموائد فيال هول ما اقترف ورغم الوظيفه العاليه الا انه ارتضي لنفسه ان يكون اليد السفلي التي لا يرجي خيرها ولا تقدم لغيرها نفعا لتظهر هذه الواقعه ابشع ما في النفس من سمات وتحمل معاني الضعه والطمع فيما في ايدي الناس اذ اتضح انه لم يودع مليما من ماله بل استغل اموال الاخرين من اجل ذلك لما افاقوا من صدمتهم تعالت صرخاتهم فسبوه واعتلوه باحذيتهم واوجعوه ضربافسقط مغشيا عليه فلما افاق لم يجد في اعين الضحايا والناس الا نظرات الاحتقار والعداء اذ لم يحترم نفسه ولا طبيعه وظيفته التي كانت ترفعه في اباء وشمم ابد الدهر لو كان سويا انه الجشع الذي مرغ هيبته في التراب وهي عاقبه التدني والتسفل ومازالت النهايه مفتوحه والصراع محتدما هو يحاول الافلات والضحايا يشنون عليه حربا ضروسا قد تكون فيها نهايته
والعجيب ان هذه القصه بكل تداعياتها ورغم كثره الضحايا لم تنل ادني قدر من التعاطف والاغرب ان المستريح المحتال ظل يمارس مشروعه الاحتيالي لست سنوات كامله واتسائل ما الذي حدث لمجتمعنا؟
يبدو انها النهايه الجميع اتخذ من الجشع والطمع والتلاعب باحلام الطامعين في الثراء ركابا الي اثمه فاللهم ارنا في المحتال وسماسرته الجشعين عجائب قدرتك واعمل فيهم سيف انتقامك حقا من لم يبال من اين اكتسب المال لم يبال الله تعالي من اي باب ادخله النار ومن اكل حراما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا والاكثر غرابه ان عشرات القصص ببلدتي والبلاد المجاوره وسائر محافظات مصر تتحدث عن هذه المشاريع الاحتياليه التي لم تنطفئ جذوتها حتي كتابه هذه السطور
فقد تناهى الى سمعى ان احد هؤلاء المحتالين قد احتال على افراد هيئه باكملها تعمل فى خدمة القانون فلم يترك لاصغيرا ولا كبيرا ولا صاحب مقام رفيع الا واحتال عليه ومن الغريب ان كثيرا من هؤلاء قد باعوا بيوتهم واستاجروا شققا لا تليق بهم سعيا وراء حلم الثراء المزعوم واليوم استيقظت مدينتى على فضيحة من العيار الثقيل اذ استطاعت امرأة لم تنل من التعليم الا قسطا يسيرا ان تجمع الملايين من علية القوم موهمة اياهم انها تعمل بتجارة الملابس وقد استخدمت فى مشروعها الاحتيالى كل اساليب الفتنة والاغراء ومن الطبيعى ان يكون كل ضحاياها من الذكور وليس من بينهم امرأة واحدة وفى استقصاء سريع فان اغرب ماتوصلت اليه انها استقدمت عددا من السحرة من محافظة مجاورة للاستعانة بهم فى مشروعها الاحتيالى ثم فرت هاربة خارج البلاد وتركت لضحاياها الحسرة والندامة فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك ومتعنا براحه البال وصلاح الحال وقبول الاعمال وصحه الابدان واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض واملأ نفوسنا رضا وقناعه

🌹عادل رفاعي🌹

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *