Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

سوف نتحدث عن شخصيه قد وصفت بأنها أسوء شخصيه فى التاريخ، ألا وهو عمرو بن لحي والذى كان من خزاعة قأطلق عليه عمرو بن لحى الخزاعى، وقد كان سيد مكة وكان من سادات العرب، وقد كان العرب على دِين التوحيد الذي بعث به نبى الله إبراهيم عليه السلام إلى أن جاء عمرو بن لُحى، فابتدع الشرك وغيّر دين الخليل إبراهيم عليه السلام، فكان أول من أدخل عبادة الأصنام إلى أرض شبه الجزيرة العربية وكان عمرو بن لحى الخُزاعي هو أحد سادات مكة في الجاهليّة وقد عرف عنه فعل المعروف وبذل الصدقة والحرص على أمور الدين التي تناقلت لهم من جيل لآخر من لدن نبى الله إبراهيم عليه السلام وحتى يومهم، وإن اختلط هذا الدين الحنيف ببعض الشرك والخرافات، فنال حُب الناس وتقديرهم وإجلالهم، فأعطوه المُلك فأصبح ملك مكة وولاية البيت بيده.

وقد سافر عمرو بن لحى إلى الشام، فرأى أنهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، فأعجبه فعلهم وظن أنهم على الحق، وأن هذه الأصنام تُقربهم إلى الله زُلفى، فالشام هي موطن الأنبياء والرسالات، وقد قدم عمرو بن لحي من سفره ومعه أول صنم يدخل مكة وهو هُبل، ووضعه في جوف الكعبة وطلب من الناس التوجه لهذا الصنم بالعبادة، فأجابوه، وبعد ذلك لَحق أهل الحجاز جميعهم أهل مكة في عبادة الأصنام، وكان ذلك ظنا منهم أن أهل مكة أولى الناس بالاتباع فهم ولاة البيت وأهل الحرم، ومن أشهر الأصنام التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية بعد هُبل، صنم اسمه مناة للعرب جميعا خاصة الأوس والخزرج وكان منصوبا بقُديد على ساحل البحر الأحمر، وصنم اسمه اللَّات لأهل الطائف، والعُزَّى بوادي نخلة بين الطائف ومكة.

ولم يزل العرب على عبادة الأصنام التي سنها لهم عمرو بن لحى حتى بعث الله نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بدين الخليل إبراهيم عليه السلام، وإبطال ما أحدثه فيهم عمرو بن لُحي ودعوة الناس إلى نبذ عبادة الأصنام وإفراد الله وحده بالألوهية والعبودية، وكان فعل عمرو بن لحى عظيما في تغيير دِين الله تعالى، واستحقّ عليه أقصى عقوبة في الآخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رأيتُ عمرو بن لحى يجر قصبه في النار” يعني أمعاءه، ويعد هو أول من غير دين إبراهيم الحنيفية والذي كان يقوم على توحيد الله تعالى، حيث أنه أدخل الأصنام لتعبد من دون الله تعالى بالجزيرة العربية، وكانت البدايه كما تحدثنا أنه حين قدم عمرو بن لحي بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله تعالى، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية.

فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟ فأعطوه صنما فجلبه معه، وبعد ذلك قام هو بصناعة الأصنام فى مكه وصنع أصنام معروفه فى كتب التاريخ وقد تحدث عنها الله عز وجل فى كتابه الكريم، فأما صنم هبل فكان لبني كنانة وقريش، وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح، ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها، فأما عن صنم ود، فهو كان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق، ودومة الجندل هى إحدى محافظات منطقة الجوف السعودية، وتقع جنوب غرب مدينة سكاكا.

وهى عاصمة المنطقة، والتي تبعد عنها بحوالي خمسين كيلو متر، وتزخر بالمواقع التاريخية والأثرية كقلعة مارد وبحيرة دومة الجندل ومسجد عمر بن الخطاب، وتتميز بوفرة مياهها وعذوبتها، وقد ورد ذكر دومة الجندل في النصوص الآشورية منذ القرن الثامن قبل الميلاد باسم أدوماتو، و أدومو، وقد ذكر الإخباريون والجغرافيون العرب أن اسم دومة مشتق من اسم دوماء بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ونسبت إلى الجندل، لأن حصنها مارد شيد من الجندل أي الصخر، وورد ذكرها في التوراة باسم دومة، وذكرت في جغرافية بطيليموس تحت اسم دوماثا، وذكرت عند بلينوس باسم دوماتا، وقد سميت دومة بجوف آل عمرو نسبة إلى سكانها الأقدمين، وهم بنو عمرو، من قبيلة طيء حيث كانت طيء تسكن في جنوبي الجزيرة، ثم انتقلت إلى دومة شمالي الجزيرة.

ودومة الجندل هى يشار إليها أيضا باسم جوف السرحان، وكذلك بوادي النفاخ، وأما عن الصنم سواع، فكانت لهذيل بن مُدركة بمكان يقال له رُهاط من أرض الحجاز، وهو من جهة الساحل بقرب مكة، وأما عن الصنم يغوث، فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرف عند سبأ، وأما عن الصنم يعوق، فكانت لهمدان في قرية خَيوان من أرض اليمن، وخيوان، هو بطن من همدان، وأما عن الصنم نسر، فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير، والصنم وَدّ، قيل عنه أنه هو أحد الأصنام الرئيسية في مملكة معين وكان يرمز إلى القمر وهو ايضا يرمز إلى المحبة لدى العرب وأحد الآصنام الخمسة الذي وجد تماثيلهم عمرو بن لحي الخزاعي مدفونة في ساحل البحر وأدخل عبادتها للجزيرة العربية، وكان من الأصنام المهمين عند العرب عموما ويرجح أن عبادته ترجع لزمن النبي نوح عليه السلام.

وقد ذكر في القران الكريم قوله تعالى (لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) وأما عن الصنم سواع، فقيل أن سواع هذا كان رجل صالح وكان في قوم نوح فلما مات نصب له صنم في المكان الذي كان يجلس فيه فلما مات الجيل الأول عُبد من دون الله ثم انتقلت عبادته إلى إحدى قبائل العرب كانت بداية عبادة العرب لسواع أن عمرو بن لحيّ نبش عن تمثالها في ساحل جدة فوجد تمثالها مع الأصنام الأخرى ود ويعوق ويغوث ونسر، فلما خرج عمرو بن لحي للحج أخذ معه التماثيل، كما أمره رئيسه من الجن، ودعا العرب لعبادتها وأعطى التماثيل لقبائل مختلفة ليعبدوها، فكانت سواع من نصيب قبيلة هذيل التي خصتها بالعبادة وبنت لها معبدا بموضع يقال له رهاط من أرض ينبع، وكان رجل من هذيل يقال له الحارث بن تميم هو الذي أخذ سواعا وأتى بها إلى قومه.

وقيل أن بني كنانة ومزينة وفهم وعدوان عبدوها أيضا مع هذيل، وكان سدنتها بنو صاهلة من هذيل، وفي رواية قيل أن عبدة سواع هم آل ذي الكلاع، وأما عن الصنم يغُوث، فهو أحد الآصنام الخمسة الذين وجدهم عمرو بن لحي، مدفونين في ساحل مدينة جدة فاستخرجهم ونشر عبادتهم بين العرب، وكان يغوث على صورة أسد مصنوعا من الرصاص كما في رواية أبو عثمان النهدي قال: أدركت في الجاهلية يغوث صنما من رصاص وهو يحمل على جمل أجرد، أي سَبَّاق، فإذا بلغ واديا برك فيه، فيقولون: قد رضي ربكم لكم هذا الوادي فينزلون فيه، ويظهر أنه كان صنم خيرا مغيثا مساعدا معاونا، ولعل تصويره على هيئة الأسد يدل أيضا على الشجاعة والقوة في الحروب، وقد دخل هذا الصنم التاريخ المدوّن عندما استخرجه عمرو بن لحي الخزاعي من حيث وجده مدفونا.

مع بضع تماثيل أخرى فخرج للحج ودعا العرب لعبادتها ووزع التماثيل على القبائل، فدفع تمثال يغوث إلى رجل اسمه أنعم بن عمرو المرادي، فوضعه بأكمة مذحج باليمن، فعبدته مذحج ومن والاها وأهل جرش، وأما في الكتب المقدسة فقد ورد في القرآن الكريم، أن أصل عبادة هذا الصنم تعود إلى قوم نبي الله نوح عليه السلام حين عبدوه ونزل القرآن مخبراً عنهم وذاكرا الأصنام التي عبدها أولئك القوم في سورة نوح: ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعل ولا يغوث ويعوق ونسرا ” وكان لما حصل الطوفان فى عهد نبى الله نوح عليه السلام، اندفنت تلك التماثيل فاستخرجها عمرو بن لحي، وقد بقي يغوث عند بني أنعم وبني أعلى وهما بطنين من قبيلة طيء كانوا يقومون بأمر سدانة يغوث، وكان هذين البطنين مساكنين لقبيلة يقال لها مراد وكان مسكن قبيلة مراد بموضع مرتفع يقال له جرش.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *